اقترح بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، على الناشطين المناهضين للعنصرية أن يركّزوا بشكل أقل على الرموز والتماثيل في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات المعادية في شتى أنحاء المملكة المتحدة.
وقال جونسون، بعد أسابيع من احتجاجات أنصار حركة "حياة السود مهمة"، إنه يريد التركيز على "جوهر القضية".
وأعرب عن دعمه لمن يغنون "تمايلي قليلاً أيتها العربة الجميلة" من جمهور مباريات الـ "ركبي"، على الرغم من إقراره بأنه لا يعرف كلمات الأغنية (التي يعتقد أنها تتصل بإلغاء العبودية، والنجاة منها في أميركا).
وكانت إحدى كليات جامعة أكسفورد هي آخر مؤسسة تعلن عن عزمها إزالة تمثال له أبعاد سياسية، وكان هذه المرة لسيسل رودس، موضحة أن قرارها هذا جاء تجاوباً مع الاحتجاجات، التي أثارها مقتل جورج فلويد على يد رجال الشرطة في الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، قال ناشطون، إن تمثال السياسي المثير للجدل رودس، رمز للإمبريالية والعنصرية.
غير أن لويز ريتشاردسون، نائبة رئيس جامعة أكسفورد حذرت الأسبوع الماضي من مخاطر "إخفاء" الماضي، وذلك من خلال نزع النصب والتماثيل التي ترمز إليه.
وعلى نحو مماثل، أشار جونسون إلى أن إزالة التماثيل سيعني "الكذب حول تاريخنا" لكنه يتفهم كيف أن التماثيل والرموز الأخرى قادرة على استثارة المشاعر.
وفي مقابلة أجرتها معه فضائية سكاي نيوز، قال رئيس الوزراء البريطاني "أظن أن ما يجدر بالناس أن ينشغلوا به هو التخفيف من التركيز على رموز التمييز، أو أي شيء آخر. هناك كل تلك الأمور التي يثيرها الأفراد فيما يتعلق بالتماثيل والأغاني وغيرها، وأستطيع تلمس الأسباب التي تجعلها تستفز المشاعر، فأنا أتفهم ذلك... لكن ما أريد التركيز عليه هو جوهر القضية. نعم، بالتأكيد، أنا أرى أن حياة السود مهمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد جونسون أن حكومته ستعالج "كل القضايا" التي أثيرت، إلا أنه أضاف "يجب أن نتحدث عن النجاح، وعن أداء الأطفال السود الآن، فهم يتابعون تعليمهم في المدارس في أصعب المواضيع بشكل أفضل بكثير من السابق... ولدينا حالياً عدد أكبر من أي وقت مضى من السود، وأبناء الأقليات الإثنية في الجامعات".
وخلال زيارة قام بها جونسون لمدرسة من أجل ترويج خطط حكومته الهادفة إلى تنفيذ برنامج يمكّن التلاميذ من تعويض ما فاتهم بسبب أزمة فيروس كورونا، عرض رئيس الوزراء البريطاني أيضاً آراءه بخصوص الجدل حول أغنية " تمايلي قليلاً، أيتها العربة الجميلة" التي تعتبر النشيد غير الرسمي لرياضة "الركبي".
غير أن جونسون الذي وصف نفسه بأنه من عشاق الركبي"، قال إنه لا يعرف كل كلمات هذه الأغنية.
وقال جونسون إنه حين يذهب لمشاهدة لعبة الركبي، لا يبدو له أن هناك أحداً على المدرجات يعرف الكلمات، لكنه أضاف "بالتأكيد، لا أرى أنه يجب أن يكون هناك أي حظر على إنشاد هذه الأغنية".
أما غافن ويليامسون، وزير التربية البريطاني، فقال إن بلاده يجب أن تكون "فخورة" بتاريخها، وذلك لدى سؤاله عما إذا كان يجب التركيز أكثر في المدارس على دور بريطانيا في تجارة العبيد.
في مؤتمر صحافي عقد في مقر رئاسة الحكومة البريطانية في داوننغ ستريت، أشار ويليامسون إلى أن "منهاجنا الدراسي يغطي موضوع الإمبراطورية البريطانية وتاريخ هذه الأمة الغني للغاية... وأنه من المهم جداً، حين يدرس الصغار تاريخ أمتنا، أن يعلموا كل جوانبه، الجيدة والسيئة معا".
وأضاف وزير التربية "لكن علينا ألا ننسى أن وطننا هذا يتمتع بتاريخ غني للغاية ويجب أن نكون فخورين جداً بتاريخنا لأن هذه البلاد ظلت تحقق التغيير، وتدفع الأمور نحو الأفضل حول العالم... علينا كأمة أن نكون فخورين بذلك التاريخ، وأن ندرّسه لأطفالنا".
© The Independent