أعاد الاستئناف الحذر لكافة الأنشطة العامة في المدن السعودية الأمل لسائر المدن والعواصم العربية، لا سيما بعد عودة الحياة إلى الصالات والأندية الرياضية بالتزامن مع عودة الحركة الاقتصادية والسياحية الداخلية والتغلب على مخاوف تفشي فيروس كورونا مع الحفاظ على إجراءات السلامة، وبدأت الحياة بالفعل تعود تدريجاً إلى ما يشبه طبيعتها التي كانت عليها قبل تفشي جائحة كورونا في العالم، فعلى رغم أن الفيروس لم يتلاشَ بعد، وأن عملية تطوير اللقاحات تحتاج وقتاً، فإن كثيراً من الدول تواصل تدريجاً رفع الحظر والقيود التي كانت قد فرضتها منذ أشهر للحد من تفشي الوباء.
عادت أعداد كبيرة من المهتمين بالرياضة إلى صالات وقاعات الأندية الرياضية بعد انقطاع 90 يوماً كإجراء احترازي مع تفشي فيروس كورونا المستجد ورفعت القيود عن إغلاقها، ورصدت "اندبندنت عربية" أهم تدابير عودة الأنشطة الرياضية في مدينة الخبر والعاصمة الرياض حيث لا صوت يعلو فوق صوت المواد المعقمة، وتنفيذ الإجراءات والإرشادات الاحترازية، وترقب البيانات الرقمية الدورية لمستجدات كورونا التي تصدر من القائمين على المنظومة الصحية في السعودية من جهة، ومتابعة آخر تطورات أخبار الوباء في دول العالم من جهة أخرى.
وعي المتدربات
فقد استقبلت أندية وصالات المدن الحيوية بالسعودية روادها من الجنسين وسط أجواء احترازية ووقائية صحية، كما لجأت معظم الصالات الرياضية على حد سواء في تطبيق التدابير الاحترازية بالعودة إلى ممارسة النشاطات الرياضة مع الالتزام بكافة المعايير الوقائية حتى بدت واحدة في كل نشاط يتجمع فيه مجموعة من البشر، مع ضرورة التباعد الاجتماعي الهادف إلى تقليل كمية التفاعل بين الناس مع السماح لهم بالقيام بأنشطتهم اليومية الضرورية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبخصوص التدابير التي اتخذت في الأندية تقول فاطمة باطوق، وهي مالكة لأحد الأندية في مدينة الخبر، "التدابير تقوم على أساسين هما ثقافة ووعي المتدربات، وضرورة التعقيم من كل النواحي، منذ بداية إعلان إعادة فتح الأندية الرياضية التزمنا بكافة التوجيهات الصادرة من وزارة الصحة والرياضة بدءاً من دخول المتدربات للنادي حيث تخضع المتدربة والمدربة لفحص حرارة الجسم والتقيد بلبس الكمامة خلال وجودها بالنادي والتنقل بين مرافقه مع الالتزام بالمسافة بين كل متدربة وأخرى بمقدار مترين، ومتابعتهن للتأكد من الالتزام بالتدابير المكتوبة على الملصقات في أرضية النادي".
عدد محدود
واستطلعت "اندبندنت عربية" المهتمين والمختصين بشأن ممارسة النشاطات الرياضية وما يحفها من مخاطر والإجراءات الاحترازية التي اتخذوها، فماذا قالوا؟
سهى النصار مدربة رياضية أكدت "أن النشاطات الرياضية أتيحت للمتدربات مع بدء عودتهن للأنشطة البدنية داخل النادي الرياضي، كما أن هناك العديد من الإجراءات الإلزامية الوقائية من حيث مساحة الصالة وأعداد المشتركات فيها، فسابقاً كان عدد المشتركات في حصة تمارين الدراجات الثابتة يصل إلى 25 متدربة والآن أصبح العدد مقتصراً على 12 متدربة مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي الإلزامي، والتقيد بلبس الكمامة حال انتهاء التدريب، ومتابعة واجب تعقيم كل الآلات والتجهيزات في صالات اللياقة البدنية".
ولم يختلف الوضع كثيراً في الرياض حيث بدت الأندية الرياضية ملتزمة بتطبيق صارم لكافة القيود الاحترازية. السعودية تريسي الدريعان مالكة لمقرات تدريب رياضية تقول "قبل أشهر توقفت الرياضة في الأندية بشكلها الفردي والجماعي من خلال التدريبات الجماعية الدائمة سواء للممارسات بشكل رسمي أو المتدربات، لكن الجائحة لم تمنع الشغوفات بالرياضة من متابعتها بشكل منفرد داخل البيوت أو خارجها بشكل افتراضي لمنع إحداث التجمعات والاحتكاك الذي يسبب انتقال العدوى". وتضيف "لقد عدنا بعد أشهر من الحجر لممارسة حياتنا الطبيعية، ولكن على الرغم من ذلك فإننا نقوم بعمل الاحتياطات من حيث التعقيم ولبس الأقنعة، كما أننا نقوم بالتدرب والتمرين لنستمر في عملية الأيض التي ترفع فاعلية نظام المناعة لدينا لذلك نتطلع من الجميع إلى الالتزام والمحافظة على استمرارية التدريبات"
وتتأسف المدربة مشاعل سليمان "لأن الحجر المنزلي سبب لعدد كبير من المتدربات بحسب قولها، آثاراً نفسية والبعض منهن اكتسب وزناً زائداً نتيجة عدم ممارستهن للرياضة، لذلك تنصحهن بضرورة المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية من خلال إعادة جزء من الروتين الرياضي اليومي السابق ". وتوضح "أن الروتين الرياضي يعطي الشعور بالقدرة على التحكم في سلوكيات النمط الحركي مع اعتماد كل النصائح الصحية الوقائية للتعايش الآمن مع فيروس كورونا".
وبموجب" الوضع الطبيعي الجديد" لا تزال هناك بعض القيود وتختلف بحسب الأنشطة الرياضية المقدمة التي أجبرت المتدربات على التعايش معها. غنوى صباغ إحدى المتدربات لا تخفي سعادتها بالعودة وشعورها بالراحة من الإجراءات مع تقيدها بكل ما يستجد من قيود صحية كما هي الحال بالتزامها بإحضار السجادة الشخصية بشكل يومي للحفاظ على استدامة حصص الرياضة المقدمة في النادي.
أما مدربة اللياقة البدنية مها سمان ترى أن "الصالات الرياضة ليست بمنأى عن فيروس كورونا على الرغم من اتخاذ جميع الأندية الرياضية وصالات اللياقة البدنية أعلى معايير التدابير الوقائية، لكنها لا تشجع على العودة لممارسة الرياضة حالياً في الأندية وتكتفي بتدريب المتدربات من خلال الحصص الرياضية الافتراضية".
وفي الإطار ذاته، أفاد المدرب مشاري الحجيلي "بأن الرياضة تمنح المتدرب طاقة عالية وهي خير وصفة علاجية لصحة جيدة وجسد سليم، من دون تجاهل الإجراءات الوقائية". وأضاف "نحن هنا كنادٍ رياضي يحافظ على رواده ويخشى على سلامتهم".
بروتوكولات الرياضيين
ويوضح المدير العام التنفيذي للمركز الوطني للوقاية من الأمراض الدكتور عبدالله القويزاني لـ"اندبندنت عربية"، بروتوكولات وطرق تعامل الرياضيين مع الكمامة، "ننصح بارتداء الكمامة القماشية أثناء ممارسة المشي في أماكن مزدحمة يصعب تطبيق التباعد الاجتماعي فيها، حيث أنها تعتبر من الرياضات منخفضة الكثافة، أما في الرياضات المجهدة مثل الجري والتمارين عالية الكثافة فلا تستخدم مع المحافظة على التباعد الاجتماعي".
وعن أضرار ارتداء الكمامة لفترات طويلة يبين القويزاني في حديثه، "أنها قد تؤدي إلى صعوبة في التواصل بوضوح، كما أن الشعور بارتدائها قد يكون غير مريح في بدايته، كذلك يحذر من إمكانية حدوث تلوث ذاتي محتمل في حال عدم تغيير الكمامة عندما تصبح مبللة أو متسخة أو تالفة، أيضاً الشعور الزائف بالأمان فالكمامات وحدها لا تحمي من عدوى كوفيد ـ 19 وإنما ينبغي على الأشخاص الحرص على تنظيف أيديهم بشكل مستمر مع الحفاظ على مسافة مترين بينهم". وتابع "ستكون هناك صعوبة في ارتدائها داخل الأماكن الحارة والرطبة، وفي أحيان نادرة قد تسبب الكمامة صداعاً أو صعوبات تنفسية بحسب النوع المستخدم منها، كذلك التهابات جلدية مهيجة أو تفاقم حب الشباب أو آفات جلدية"
أما المشكلات التي قد تنجم جراء عدم التخلص منها بشكل صحيح أوضح "أنها قد تزيد من احتمالية إصابة الشخص بعدوى كوفيدـ 19 إذا تم نزعها بطريقة غير صحيحة أو لم يتم غسل اليدين جيداً بعد نزعها، وأشار إلى "ضرورة التخلص منها بشكل سليم حيث أن التخلص منها بشكل عشوائي يؤدي إلى تزايد القمامة في الأماكن العامة، وخطر التلوث لعمال نظافة الشوارع والمخاطر البيئية".