من المحتمل أن ينسحب دونالد ترمب من السّباق الرّئاسي إذا رأى أن ليس لديه فرصة للفوز. وفق ما أفاد به أحد ناشطي الحزب الجمهوري لـ"فوكس نيوز".
ويرد هذا الكلام في تقريرٍ أعدّته لتلك الشّبكة الإخباريّة المفضّلة لدى الرّئيس، استناداً إلى تصريحات عددٍ من المطّلعين الجمهوريين القلقين على إمكانية إعادة انتخابه في ظلّ أرقام استطلاعيّة متهاوية.
فبحسب برنامج صنعته مؤسسة "ريل كلير بوليتيكس" لتعقّب استطلاعات الرأي المتعلقة بانتخابات 2020، يتقدّم المرشّح الدّيمقراطي المحتمل للرئاسة الأميركية جو بايدن، على الرّئيس ترمب بمعدل تسع نقاط مئوية.
الأهم من ذلك أنّ السّيد ترمب خسر دعم النّاخبين البيض من كبار السّن الذين يُعتبرون دعامة أساسية للحزب الجمهوري، وقد شكّلوا عنصراً حاسماً في فوزه الضيّق عام 2016. وبات الرئيس ترمب متأخراً الآن خلف نائب الرّئيس السّابق في كافة الولايات المتأرجحة تقريباً.
"ما زال الأمر سابقاً لأوانه، لكن إذا استمرت الاستطلاعات على هذا المنوال، فإننا قد نصل إلى سيناريو انسحاب ترمب من المعركة الانتخابية"، بحسب ناشط في الحزب الجمهوري رفض الإفصاح عن اسمه لـ"فوكس نيوز".
وفي سلسلة من التّغريدات عبر "تويتر"، أكّد تشارلز غاسبارينو من "فوكس نيوز" أنه تحدّث إلى "لاعبين أساسيين" في الحزب الجمهوري حتى إعداد ذلك التّقرير الإخباري. وقد لفت إلى تجرؤ أحدهم على وصف حالة السّيد ترمب المزاجية بـ"الهشّة" مع تلاشي فرصه في ولاية رئاسية ثانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن إمكانية انسحاب السيّد ترمب من السّباق الرّئاسي، ذكر التّقرير على لسان مصدر جمهوريٍّ آخر، "وردتني تلك الأحاديث، لكنني أشك في صحّتها. أعتقد أنّ (ترمب) سينسحب لو تأكّد ألا مجال أمامه للفوز".
حتى الآن، كشفت الأرقام أكثر من مرة تأخّر السّيد ترمب كثيراً عن منافسه السيد بايدن. وعلى ضوء هذه النّتائج السلبيّة، غرّد الرّئيس الشّهر الماضي أنه ينبغي على "فوكس نيوز" طرد خبير الاستطلاعات الزّائف لديها. فبفضله، لم تُجرِ تلك القناة يوماً استطلاعاً جيّداً وموثوقاً!"
كذلك غرّد الرئيس يوم الاثنين الماضي قائلاً "يؤسفني أن أُبلغ "الديمقراطيين الذين لا يفعلون شيئاً" بأنني أحظى بأرقام جيدة في الاستطلاعات الدّاخلية (للحزب الجمهوري). وما يحصل اليوم حصل في 2016 مع استطلاعات "نيويورك تايمز" الزائفة! واستطلاعات "فوكس نيوز" مجرّد أضحوكة! هل تظنّون أنّهما ستعتذران لي مجدداً مع مشتركيهما عندما أفوز؟ الشّعب يريد القانون والنظام والأمان!"
في المقابل، تُجمِعْ استطلاعات الرأي من كافة الشّركات المعنيّة، على تلكؤ السّيد ترمب بنسب متماثلة بينها، وكذلك تكشف عن معدلات رفض مرتفعة لطريقة الرّئيس في التّعامل مع فيروس كورونا، والاحتجاجات الحاشدة التي دعت إلى تحقيق العدالة العنصرية بعد قتل الشرطة لجورج فلويد.
ففي استطلاع أخير لـ"واشنطن بوست" و"إيبسوس"، تبيّن أنّ 36 في المئة من الرّاشدين الأميركيين يوافقون على طريقة تعاطي السّيد ترمب مع الاحتجاجات، و62 في المئة منهم لا يوافقون عليها. وظهرت نتائج مماثلة في استطلاع "نيويورك تايمز" و"سيينا كوليج" الذي أظهر أنّ 58 في المئة من الأميركيين يعارضون بشدّة طريقة تعامل السيد ترمب مع فيروس كورونا و38 في المئة يوافقون عليها. وتعتبر هذه التّقديرات الأسوأ منذ بداية الأزمة.
ووفقاً لحملة ترمب، فإنّ التقارير التي أشارت إلى إمكانية انسحاب هذا الأخير من السّباق الرئاسي تشكّل "أكبر الأخبار الملفّقة وأقدمها على الإطلاق".
"كلّنا يعلم أنّ الاستطلاعات الإعلامية أخطأت دائماً في حقّ الرّئيس ترمب، من خلال ميلها إلى تحجيم الجمهوريين، وعدم الكشف عن الناخبين المحتملين؛ وقد نشرت روايات خاطئة" وفق تعبير تيم مورتو، المتحدث باسم حملة ترمب الرّئاسية.
"في المقابل، لن تنجح هذه التّصرفات هذه المرة. إذ حصل اللغط نفسه في انتخابات 2016. ولو أنّ الأرقام كانت دقيقة فعلاً، لكانت هيلاري كلينتون الآن في البيت الأبيض"، ختم مورتو.
© The Independent