بعد نحو تسعة أشهر من اعتقال المعارض الجزائري كريم طابو، أحد رموز الحراك البارزين، قرّر القضاء الجزائري، الخميس 2 يوليو (تموز)، الإفراج عنه بعد قبول طلب للإفراج المؤقت، بحسب ما صرح أحد محاميه لوكالة الصحافة الفرنسية.
وحكمت محكمة في 24 مارس (آذار) على طابو بالسجن مدة سنة، بتهمة "المساس بسلامة وحدة الوطن"، بينما ينتظر أن يحاكم في قضية ثانية بتهمة "إضعاف معنويات الجيش"، لكن المحاكمة تأجلت مرات عدة بسبب تقليص عمل المحاكم في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأعلن المحامي عبد الغني بادي أن "طلب الإفراج المؤقت قُبل وسيغادر طابو السجن" الخميس.
عفو عن ستة سجناء
وكشف رئيس حزب "جيل جديد" جيلالي سفيان في الثاني من يونيو (حزيران) أن الرئيس عبد المجيد تبون تعهد بالإفراج عن طابو مع ناشط سياسي آخر في الحراك سمير بلعربي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت الرئاسة الجزائرية الخبر، لافتة إلى أن "طلب الإفراج سيتم وفق القانون ومع احترام استقلالية القضاء".
وأصدر الرئيس عبد المجيد تبون، الأربعاء، عفواً عن ستّة سجناء بينهم ناشطون على صلة بالحراك بمناسبة الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال المصادف في الخامس من يوليو.
وبحسب اللجنة الوطنيّة للإفراج عن المعتقلين، فإنّ ثلاثة على الأقلّ من الأشخاص الستّة المشمولين بالعفو، كانوا قد سُجنوا لصلتهم بالحراك.
ويوجد في السجن حاليّاً نحو 70 ناشطاً مناصراً للحراك، وفق اللجنة.
مؤشر تهدئة
وتحول طابو (46 سنة)، مؤسس "حزب الاتحاد الديموقراطي والاجتماعي"، إلى شخصية بارزة ضمن الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام. وقد شارك في كل تظاهراتها منذ المسيرة الأولى للحراك في 22 فبراير (شباط) 2019.
وتشكلت لجنة "لننقذ كريم طابو" للتنديد بظروف حبسه والمطالبة بـ"الإفراج الفوري واللامشروط" عنه. ووقع بيانها الأول أكثر من عشرين شخصية بينها المؤرخ محمد حربي.
كذلك طالبت منظمة العفو الدولية "السلطات بالإفراج فوراً، ومن دون قيد أو شرط، عن جميع النشطاء السلميين".
وقال المحامي والحقوقي مصطفى بوشاشي الذي يحضر معظم محاكمات نشطاء الحراك، "ننتظر الإفراج عن جميع الموقوفين، وسيكون ذلك مؤشر تهدئة" من السلطة المتهمة بقمع الناشطين في الحراك.
الجزائر تستعيد رفات مقاومين
وفي إطار آخر، أعلن الرئيس تبون خلال حفل عسكري في ذكرى الاستقلال، الخميس، أن بلاده ستسترجع رفات 24 مقاوماً ضد الاستعمار الفرنسي.
وقال تبون في خطاب أمام قادة الجيش "بعد ساعات ستحط في مطار هواري بومدين طائرات عسكرية آتية من فرنسا وعلى متنها رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم، مَضَى على حِرمانِهِم من حقهم الطبِيعي والإنسَانِي في الدفنِ أكثر مِن 170 سنة".
وجاء في كلمة تبون الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع "احتفالات هذه السنة بعيد الاستقلال ستكون أيضا لحظة من اللحظات الحاسمة في تاريخ الأمة، فهي تتميّز باسترجاع رفات مجموعة منْ شهداء المقاومة الشعبية الأبطال الذين تصدوا لبدايات الاحتلال الفرنسي الغاشم في الفترة ما بين 1838 و1865".
وتابع "أبى العدو المتوحش إلا أن يقطع آنذاك رؤوسهم عن أجسامهم الطاهرة نكاية في الثوار، ثم قطع بها البحر حتى لا تكون قبورهم رمزا للمقاومة".
وتوجد جماجم المقاومين الجزائريين وأشهرهم الشيخ بوغلة والشيخ بوزيان، في منطقة الزعاطشة في جنوب شرق الجزائر.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعهد خلال زيارة للجزائر في السادس من ديسمبر (كانون الأول) بإعادة رفات الجزائريين الموجودة في متحف الإنسان في باريس.