فشل البرنامج الحكومي البريطاني لتتبّع المخالطين في الوصول إلى ربع الأشخاص الذين أثبتت الفحوص إصابتهم بكوفيد-19 في إنجلترا بين 18 و24 يونيو (حزيران)، وفق أحدث الأرقام.
ولم يتواصل موظفو الفحص والتتبّع في "خدمة الصحة الوطنية" سوى مع 75 في المئة من أصل ستة آلاف و183 شخصاً أثبتت الفحوص إصابتهم بفيروس كورونا خلال هذه الفترة، وفق وزارة الرعاية الصحية والاجتماعية.
وهذا يعني فشل النظام في متابعة ألف و544 شخصاً يحملون الفيروس، وربما الآلاف من مخالطيهم المقرّبين.
ومن بين الذين جرى التواصل معهم، وفّر ثلاثة آلاف و497 شخصاً (75.4 في المئة) تفاصيل عن شخص أو أكثر من أحدث مخالطيهم، ما سمح للمتابعين بتحديد 23 ألفاً و28 شخصاً إضافياً ربما تعرضوا للفيروس.
لكن أقلّ من ثلاثة أرباع هؤلاء فقط جرى التواصل معهم والطلب منهم أن يعزلوا أنفسهم.
ويشمل الناس الذين لم يتتبّعهم النظام في شكل كامل مَن عجز الموظفون عن التواصل معهم لعدم ورود ردود على الرسائل النصية والإلكترونية التي أُرسلت إليهم وعلى تذكيرهم بمعاودة الاتصال، وآخرين جرى التواصل معهم لكنهم رفضوا إعطاء تفاصيل عن المخالطين المقرّبين.
وفي شكل إجمالي، تبيّن الأرقام أن من بين الأشخاص الـ27 ألفاً و125 الذين أُحِيلوا إلى برنامج التتبّع منذ بدأ العمل به نهاية مايو (أيار)، جرى التواصل مع 74 في المئة وطُلب منهم أن يوفّروا تفاصيل عن المخالطين.
وتشمل أرقام الفحص والتتبّع أيضاً تفاصيل جديدة عن الوقت الذي استغرقه الحصول على نتيجة فحص لكوفيد-19.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبالنسبة إلى الفحوص التي أُجرِيت باستخدام معدات الفحص المنزلي خلال أربعة أسابيع من الفحص والتتبّع، تلقى 7 في المئة من الأشخاص النتائج خلال 24 ساعة من خضوعهم للفحص.
أما الفحوص التي تمت في عدد من المواقع بالمناطق، ومنها مراكز يدخل إليها الأشخاص بمركباتهم أو مشياً على الأقدام، فتلقّى 36 في المئة من الذين أجروها خلال فترة الأسابيع الأربعة النتائج خلال 24 ساعة. وبلغت النسبة في الأسبوع الذي انتهى في 24 يونيو 72 في المئة، مقارنةً بـ19 في المئة في الأسبوع الأول من الفحص والتتبّع.
ووصل متوسط الوقت الحالي لاستكمال فحوص كوفيد-19 (الوقت الفاصل بين أخذ العينة وظهور نتيجتها) في مختبرات الأمراض لدى "هيئة الصحة الوطنية" إلى 14 ساعة، وفق فرع الهيئة في إنجلترا. وبلغ متوسط وقت استكمال الفحوص في 90 في المئة من هذه المختبرات زمناً أقلّ من 24 ساعة.
غير أن بيانات الفحص والتتبّع الصادرة الخميس الماضي لم تشمل الوقت الإجمالي للاستكمال الخاص بفحص شخص ذي أعراض مشتبه فيها وتواصل المُتتبِعين معه.
وأفادت "المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية للطوارئ" (سايج) بأن هذا الأمر يجب أن يحصل خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض، ما يعطي المختبرات 24 ساعة لاستكمال الفحوص والإبلاغ عن النتائج لكي يتمكّن متابعو المخالطين من الاتصال بالمصابين وتلقّي تفاصيل عَمَّن التقوهم.
وحذّر السير ديفيد كينغ، كبير المستشارين العلميين السابق للحكومة، الشهر الماضي من أن النظام في وضعه الحالي "لا يتناسب مع الهدف المرجو منه".
وخلُص أحدث تقرير لـ"سايج" Sage عن نظام الفحص والتتبّع، الصادر في 17 يونيو، إلى أن "مكوّنات أساسية في النظام ترتكز على خدمات مسندة خارجياً، ومجزّأة، وتعاني من ربط بياني ضعيف، ولا توفّر نظاماً متكاملاً يستند إلى البنية التحتية الحالية للصحة العامة ولخدمة الصحة الوطنية".
وقالت البارونة ديدو هاردينغ، الرئيسة التنفيذية لبرنامج الفحص والتتبّع لدى "هيئة خدمات الصحة الوطنية"، إن أحدث البيانات "تظهر الجهود القائمة التي لا تكلّ للاستمرار في البرنامج وتحسينه".
وأضافت "شهدنا تحسّناً كبيراً في الوقت الذي تستغرقه معالجة نتائج الاختبارات، وهي خطوة مهمة للوصول سريعاً إلى مخالطي من تُثْبت الفحوص إصابتهم ومطالبتهم بالعزل الذاتي لمنعهم من نشر الفيروس في شكل أكبر... وأنا ممتنة جداً لجميع أولئك الذين أدّوا دورهم واستجابوا بشكل جيد للهيئة".
© The Independent