منذ يونيو (حزيران) الماضي، تشهد إيران سلسلة تفجيرات وحرائق غامضة في منشآت عسكرية ونووية وصناعية. المشهد تكرّر مجدداً، اليوم الجمعة، إذ ذكرت وكالة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن دوي انفجار سُمع في غرب العاصمة طهران.
ولم تقدم الهيئة أي معلومات إضافية عن سبب الحادث الذي وقع في "كرمدره" وبلدة "قدس" لكنها ذكرت أن الكهرباء انقطعت في منطقة الانفجار بالضواحي الواقعة غرب طهران.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر الذي أكدته وكالة "مهر" للأنباء و "وكالة أنباء التلفزيون الإيراني"، مشيرين إلى أن الحادث وقع في منطقة مغلقة تحتوي مخازن صواريخ تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وكتب مغردون على تويتر أنّ الانفجار وقع في ثكنة "حسن المجتبى" التابعة لـ "فيلق القدس"، فيما تحدث عدد من سكان طهران عن سماع أصوات انفجارات هائلة في غرب العاصمة.
من جهتها، نفت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية نقلاً عن ليلى واثقي، حاكمة "قدس"، وقوع أي انفجار هناك لكنها أشارت إلى انقطاع الكهرباء لنحو خمس دقائق.
سلسلة تفجيرات
وشهدت إيران أخيراً سلسلة تفجيرات هزت مواقع عدّة، أبرزها في منشأة نطنز، التي تقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران، وهي أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في البلاد.
ونقلت "وكالة الأنباء الإيرانية"، يوم الأحد، عن بهروز كمالوندي، المتحدث باسم "منظمة الطاقة الذرية" قوله إن الحريق الذي اندلع في محطة نطنز النووية، يوم الخميس 2 يوليو (تموز)، أحدث أضراراً جسيمة في المنشأة.
وأوضح أن الحريق قد يؤدي إلى إبطاء تطوير وإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة على المدى المتوسط. وكانت السلطات الإيرانية أعلنت في البداية وقوع "حادث"، قبل أن تشير إلى أنّها لن تكشف عن أسبابه في الحال لـ"اعتبارات أمنية".
ومن المقرر أن يزور مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشأة نطنز للتأكد ومعرفة ما حدث وسط التعتيم في الرواية الرسمية الإيرانية.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" قد أفادت، يوم الثلاثاء في 7 يوليو، بأن انفجاراً وقع في مصنع للأكسجين في مدينة باقر شهر، ما أدى إلى مقتل شخصين، في حين قالت السلطات إن الانفجار ناجم عن خطأ بشري.
وفي 30 يونيو، قُتل 19 شخصاً على الأقلّ جرّاء انفجار قوي هزّ مركزاً طبياً في شمال طهران. ونفى قائد شرطة العاصمة حسين رحيمي أن يكون الحادث ناجماً عن عمل "تخريبي".
وفي 26 يونيو، وقع انفجار في شرق طهران بالقرب من قاعدة بارشين العسكرية حيث يجري تطوير الأسلحة، وقالت السلطات حينها إن الانفجار وقع بسبب تسرب في منشأة لتخزين الغاز في منطقة خارج القاعدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاتفاق النووي الإيراني
يُذكر أن إيران وافقت بموجب الاتفاق النووي عام 2015 على إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب بتركيز يتراوح ما بين 3 و4 في المئة من يورانيوم 235، وهو ما يمكن استخدامه كوقود للمفاعلات النووية. ويحتاج اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية أن يكون مخصّباً بنسبة 90 في المئة أو أكثر.
كذلك وافقت طهران على تركيب ما لا يزيد على 5060 من أقدم أجهزة الطرد المركزي في البلاد وأقلها كفاءة حتى 2026، وألّا تقوم بأي أعمال للتخصيب في منشآتها السرية الأخرى في فوردو حتى 2031.
والعام الماضي، بدأت طهران بالتراجع عن هذه الالتزامات رداً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب التخلي عن الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على البلاد