ارتفعت مؤشرات "وول ستريت" من جديد أمس، بعد انتشار معلومات عن نتائج إيجابية للقاحات ضد فيروس كورونا، ما أعطى أملاً للمستثمرين بأن الأزمة الاقتصادية، التي سببها الفيروس، قد لا تطول كما التوقعات.
وقفز مؤشر ناسداك 2.51 في المئة إلى 10767.09 نقطة، بينما ارتفع مؤشر داو جونز 0.03 في المئة إلى 26680.87 نقطة، في وقت صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.84 في المئة، ليغلق عند 3251.84 نقطة.
وتوجد عوامل تساعد "ناسداك" على مواصلة القفزات، فهذه البورصة المتخصصة في أسهم شركات التكنولوجيا تحظى باهتمامٍ كبيرٍ من قِبل المستثمرين الذين يستثمرون بقوة في أسهم التكنولوجيا، على خلفية التوقعات بأن هذه الشركات ستحقق نمواً هائلاً مع تغير نمط الأعمال إلى الأونلاين.
وكانت البورصات قد شهدت نهاية أسبوع متشائمة على خلفية الأرقام الهائلة اليومية لعدد المصابين في الولايات المتحدة، ما ترك انطباعاً بأن الأزمة ستطول، وستدخل موجة ثانية من تداعيات الفيروس أكثر حدة من الموجة الأولى. لكن الأنباء غيّرت من كل هذه المعطيات، لتعطي أملاً جديداً للمستثمرين.
تحرك رسمي أميركي - بريطاني
من ناحية أخرى، كان هناك تحرك أميركي رسمي، إذ وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المملكة المتحدة أمس، لمناقشة قضايا ثنائية وعالمية من بينها شبكة اتصالات الجيل الخامس، بعد الجدل الذي حدث في ما يخص مشاركة "هواوي" الصينية في بناء هذه الشبكة البريطانية، الذي أدّى إلى حظر بريطانيا هذه المشاركة، كما سيُجرى التباحث بين الطرفين حول اتفاقية للتجارة الحرة بين بريطانيا والولايات المتحدة في أعقاب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه، يبدو أنّ هناك مؤشرات اقتصادية إيجابية في بريطانيا، إذ قال كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك إنجلترا المركزي آندي هولدين، أمس، إن الاقتصاد البريطاني استعاد نحو نصف الفاقد الهائل في الإنتاج، الذي حدث في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) في أثناء ذروة إجراءات العزل العام، بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأضاف هولدين أنه يعتقد أن الاقتصاد ينمو الآن بنسبة واحد في المئة تقريباً في الأسبوع، استناداً إلى مسوح للشركات وأرقام تقليدية بدرجة أقل مثل بيانات لحركة المرور والتنقل.
الصندوق الملياري معلق
وفي أوروبا أيضاً، ما زال ملف صندوق الدعم الملياري أو حزمة التعافي الاقتصادي معلقاً، إذ واصلت المباحثات بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين حول هذه الحزمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت وثيقة نقلتها "رويترز" أنه بموجب مقترح قدّم إلى زعماء الاتحاد الأوروبي بعد ظهر أمس، فإنّ حزمة التعافي تتضمّن منحاً بقيمة 390 مليار يورو، وقروضاً قيمتها 360 مليار يورو. ويمثل هذا تغييراً من منح قيمتها 500 مليار يورو، وقروض بقيمة 250 مليار يورو اقترحتها أصلاً المفوضية الأوروبية. وهذه الوثيقة مصممة، لأن تكون أساساً لاتفاق حل وسط بعد أربعة أيام من مباحثات شاقة حول حزمة التحفيز.
وعلى إثر ذلك، ارتدت سوق الأسهم الأوروبية عن خسائرها الأولية، لتغلق مرتفعة أمس، إذ أنهى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول مرتفعاً 0.75 في المئة، خصوصاً بعد أن قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن زعماء الاتحاد لديهم الآن أساس لاتفاق بشأن صندوق للتعافي بقيمة 750 مليار يورو (858 مليار دولار)، والميزانية المقبلة للتكتل للأعوام 2021 - 2027 قيمتها نحو 1.1 تريليون يورو.
قفزة الذهب والفضة
لكن، هذه الأخبار الإيجابية لم تغيّر في أسعار النفط كثيراً، إذ أنهت عقود خام برنت القياسي العالمي مرتفعة 14 سنتاً، أو 0.3 في المئة، لتسجّل عند التسوية 43.28 دولار للبرميل. وزادت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 22 سنتاً، أو 0.5 في المئة، لتبلغ عند التسوية 40.81 دولار للبرميل.
لكن في المقابل، قفزت أسعار الذهب في أثناء التعاملات أمس إلى أعلى مستوياتها في نحو تسعة أعوام، في حين سجّلت الفضة أعلى مستوى في أربع سنوات، حسب بيانات "رويترز". وأغلق سعر الذهب في المعاملات الفورية مرتفعاً 0.4 في المئة عند 1816.10 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن لامس في وقت سابق 1820.06 دولار، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2011.
وقفزت الفضة 2.4 في المئة إلى 19.76 دولار للأوقية، بعد أن بلغت أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2016 عند 19.81 دولار مع زيادة التدفقات إلى الملاذات الآمنة.