تحدثت دوقة ساسكس عن أهمية "إسكات الأصوات السلبية"، في خطاب ألقته أمام شابات في قمة عام 2020 لقادة حركة "النهوض بالفتاة" Girl Up.
كانت منظمة الأمم المتحدة أسست قبل عقد من الزمن حركة "غيرل أپ" Girl Up، وهي مبادرة طُرحت لدعم تركيز وكالات الأمم المتحدة على الفتيات المراهقات.
يجري هذه السنة بث قمة قادة حركة "غيرل أپ" عبر الإنترنت أمام حضور بلغ نحو 40 ألف مشاركة تتراوح أعمارهن بين 13 و22 سنة من 172 دولة.
وفي اليوم الثاني للفعالية التي تقام بين 13 و 15 يوليو (تموز)، ألقت ميغان ماركل خطاباً رئيساً، حفزت فيه الفتيات الشابات على رفع أصواتهن في الحديث عن عدم المساواة والانخراط في محادثات حول موضوعات تشتمل على العدالة العرقية والصحة العقلية والتغير المناخي.
وخاطبت المدافعة السابقة عن المرأة لدى الأمم المتحدة جمهورها من الشابات قائلة، إنه في حين "أن الأصوات السلبية ستبقى حاضرة دائماً، وأن تلك الأصوات قد تبدو ضخمة، وأنها قد تكون صاخبة بشكل مؤلم في أحيان أخرى. على الرغم من ذلك، أنتن قادرات على استعمال أصواتكن، وستفعلن ذلك، من أجل إسكات الضجيج"، مشددة على أن أصوات الفتيات الشابات "قادرة على أن تكون أعلى بكثير ويجب أن تكون كذلك".
يُذكر أن دوقة ساسكس، التي سلطت الضوء أخيراً من منبرها الخاص على العنصرية وخطاب الكراهية على الإنترنت والصحة العقلية، بدأت كلمتها الرئيسة بالإشارة إلى الفرصة قد سنحت لها أخيراً بالتحدث إلى خريجات دفعة 2020 من مدرستها الثانوية السابقة الحصرية للبنات في لوس أنجلوس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت، "أخبرتهن أنه لا ينبغي عليهن اعتبار تخرجهن كنهاية، لكن كبداية. بداية لرحلة تسمح لهن بالاستفادة من عملهن وقيمهن ومهاراتهن، وكل المهارات التي تعلّمنها، كي يُعدن بناء العالم المحيط بهن".
وذكرت الدوقة أنه في حين أن قسطاً كبيراً من جمهورها "قد يمضين سنوات في تجسيد، وحتى تشريع، التغيير الذي ترغبن في رؤيته في العالم"، فإن خريجات المدرسة الثانوية اللواتي تحدّثتْ إليهن وملايين النساء الشابات حول العالم يملكن جميعهن الفرصة نفسها لتحقيق تغيير في العالم في المستقبل.
وأضافت ماركل، 38 عاماً، مؤكدة "هذه البشرية بحاجة ماسة إليكن. كي تدفعنها إلى الأمام، وكي تدفعن بنا بقوة للسير باتجاه أكثر شمولية وأكثر عدالة وأكثر تعاطفاً حتى لا نحدد الحوار فقط، بل لنكون مسؤولين عن الحوار، حول العدالة العرقية، والجندر، والتغير المناخي، والصحة العقلية والسلامة، وعن المشاركة المدنية، والخدمة العامة، وأكثر من ذلك بكثير. هذا هو العمل الذي تؤدينه سلفاً".
وأشارت الدوقة إلى بعض الأعمال التي أدتها أخيراً بعض عضوات "غيرل أپ" Girl Up، بما في ذلك تنظيم مظاهرات "حياة السود مهمة"، وبغرض "إعادة صياغة نظام العدالة الجنائية"، وإعلام المدارس بالحاجة إلى تحسين مصادر تعزيز الصحة العقلية للطلاب و"وقيادة تحالفات لإنهاء العنف المسلح".
وأوضحت ماركل "أنتن تواجهن وتطلبن الإصغاء إلى أصواتكن، هذا صحيح، لكنكن تطالبن كذلك بالسيطرة على الحوار".
وشددت الدوقة على سلبيات العالم الرقمي وإيجابياته، وأن العديد من الشباب يتصفحونه بشكل يومي، مشيرة إلى أنه "يملك قوة التعزيز والدعم تماماً بقدر ما يستطيع الإيذاء".
وأضافت، لا يُفترض بنا أن نحطم بعضنا بعضاً، بل يُفترض بنا أن ننهض ببعضنا بعضاً". وأكدت "لذا، استعملن أصواتكن في الحياة الرقمية وخارجها لفعل ذلك فقط، النهوض ببعضكن بعضاً ومساندة إحداكن الأخرى".
وأوضحت دوقة ساسكس، أنه رغم أن الكثيرات من جمهور قمة "غيرل أپ" قد فعلن على الأرجح "الكثير وجعلن حياة أشخاص كثيرين أفضل"، فإن المناخ الحالي للعالم "يطالبنا جميعاً بالمزيد من العمل".
وقالت، "الإيمان بالمساواة الحقيقية ليس كافياً، سيحتاج الأمر ما هو أكثر من الإيمان، علينا العمل من أجل ذلك يومياً، حتى عندما يكون الأمر صعباً وحتى عندما يجعل الآخرين يشعرون بعدم الارتياح. علينا أن نتحدث بصوت عالٍ عن أنفسنا، وعلينا إعلاء أصواتنا من أجل الآخرين الذين يجدون صعوبة في إسماع أصواتهم".
واعترفت ماركل أنه ليس من السهل دائماً معرفة مسار العمل الصحيح الذي يجب اتخاذه، وأن حالة عدم اليقين "تشلّنا وتمنعنا من أن نكون شجاعات وجريئات لكن لا تستهنّ بحيازتكن بعض الإجابات. لا تستهن بقدرتكن على التغلب على المخاوف. لديكن، بصورة راسخة في قناعاتكن، القدرة على بناء عالم تعرفن أنه عادل ورحيم. سيقول لكن إحساسكن الداخلي ما هو الصواب وما هو الخطأ، ما هو عادل وما هو مجحف. الجزء الأصعب، وقد كان الجزء الأصعب بالنسبة لي، هو أن تقرنّ قناعاتكن بالأفعال".
وخلال تشجيعها المشاركات في قمة قيادة حركة "غيرل أپ" على اتخاذ إجراءات، أضافت الدوقة أنه قد يكون من السهل "الشعور بوطأة الضغوط" عند تقييم القضايا التي يواجهها العالم في الوقت الراهن.
وقالت، "لهذا، قد لا يبدو أن النمو والتغيير اللذين تَسعَيْنَ وراءهما يتحققان من يوم لآخر، لكن عندما تنظرن إلى الوراء، أعِدُكن بأنكن سترَيْن الفرق".
يشار إلى أن ماركل ليست القدوة الأنثوية الرفيعة الوحيدة التي ظهرت في قمة قادة حركة "غيرل أپ".
فقد حضرت ميشال أوباما، السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة، التي قدمت رسالة مصورة قالت فيها إنه عندما تُمنح الفتيات فرصة التعلم فنحن "نقدم لهن فرصة لتحقيق إمكانياتهن".
© The Independent