أكد الشيخ صالح الفاندي رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية، أن لقاء القبائل أخيراً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان محطة إيجابية في دعم الأزمة الليبية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، أنهم منذ 10 سنوات وهم يعيشون في مأساة نتيجة تبعات ما عرف بـ"ثورات الربيع العربي" وما حدث لليبيا لاحقاً نتيجتها، مشيراً إلى أن دخول ما وصفه بالاستعمار التركي لليبيا أدى إلى انتهاك البيوت والأراضي والعقارات، وكان لا بد من أن نجد حلاً للأزمة الليبية والتدخل التركي السافر في أراضينا، لهذا سلمنا الأمر للجيش المصري والجيش الليبي ونحن معهما بكل قوة في خطواتهم المقبلة.
وشدد الفاندي على أن ما يحدث هو استعمار تركي متكامل الأركان، جاء إلى ليبيا وسوف تطاول آثاره التخريبية دول الجوار، كل من الجزائر وتونس ومصر، وهذا خطر كبير على الأمة العربية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أن الدور الذي ستلعبه القبائل الليبية بالغ الأهمية في هذه المرحلة، مضيفاً "أن شعب ليبيا بطبيعته شعب قبلي والقبيلة هي المؤثر، بل يمكن القول إنها هي الأساس وهي تقف خلف الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح لأنه الممثل الشرعي للشعب الليبي.
وحول ما إذا كان هناك إجماع من القبائل الليبية على طلب تدخل الجيش المصري، أكد الفاندي قائلاً "كل قبائل ليبيا يتحدث باسمها المجلس الأعلى وهذا الكيان يمثل كل القبائل".
وفي ما يتعلق بموقف قبائل المنطقة الغربية كشف عن أن بعض المدن في غرب ليبيا واقعة تحت سيطرة الميليشيات وتحت القبضة الحديدية المسلحة لهم وبمساعدة الأتراك ولا تستطيع التحدث.
وأضاف أنه خلال لقائهم مع الرئيس المصري شددوا على ضرورة تسليم الميليشيات لأسلحتها والجلوس على طاولة الحوار، وأوضح بقوله "نحن نمد أيدينا ونتنازل عن كل شيء في سبيل ليبيا، فأعلنا تنازلنا عن الدماء وعن البيوت التي حرقت وكل ما نملكه، وذلك في سبيل الوطن وسنصدر قرارعفو عام عن كل الليبيين طالما جنحوا للسلم والحوار".
منوهاً عن أن مدينة ترهونة التى دخلها أردوغان وميليشياته المسلحة حرقوا فيها البيوت والمزارع وأشجار الزيتون وقتلوا الحيوانات وهجّروا المواطنين، وعلى رغم ذلك أعلنا في مصر أن كل ذلك سنتغاضى عنه في سبيل استقرار ليبيا والوصول إلى صندوق الاقتراع كما حدث في مصر، وأن أي شخص سيختاره الليبيون سنحترمه ونقدره، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان في ليبيا لا يمثلون سوى نسبة لا تتجاوز 5 في المئة من الشعب الليبي.
وتابع "أن الحديث والكلمات التي قيلت فى اجتماع القبائل بالقاهرة أثر بشكل كبير فى الشارع الليبي"، واصفاً من يتحدثون عن رفض موقف القبائل بأنهم "بيادق" وعملاء للخونة وباعوا الوطن، وأن الإنسان عندما يبيع وطنه يبيع كل شيء"، على حد تعبيره.
وقال "نعم نحن ندرك أن حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج جاءت بالتوافق في اتفاق الصخيرات، لكن أي أحد يجلب الاستعمار لليبيا نحن ضده، سواء من القبائل أو البرلمان أو الحكومة، ولم نسمع على مدى التاريخ أن أحداً يأتي بالاستعمار لبلده، فهؤلاء يبحثون عن الكرسي والسلطة، أضاف "نحن لا نرضى بالذل والموت أشرف لنا".
مطالب القبائل الليبية
وعن مطالب القبائل الليبية، أكد الفاندي أن هناك مطلبين أساسيين، أولهما خروج أردوغان وقواته ومرتزقته وميليشياته المسلحة من ليبيا، وثانيهما تسليم الميليشيات المسلحة لكل أسلحتها للجيش الوطني الليبي والعودة فوراً لطاولة الحوار، مشدداً على أنه في حال لم تخرج تركيا من ليبيا، فسنعلن الحرب، والبداية للجيش والشعب الليبي ومن خلفهم الجيش المصري.
انهيار الدينار الليبي
وحول ما يتعلق برفض القبائل لتشغيل الموانئ والحقول النفطية وإعادة الإنتاج، كشف رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان القبائل الليبية "لن نوافق على إعادة إنتاج حقول النفط حتى يتم إخراج الميليشيات الغازية المسلحة ومراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي في طرابلس ليكون مؤسسة واحدة لكل الليبيين، ومعرفة كيف كان وأين أنفقت عوائد النفط طيلة السنوات الماضية، التي حرم الشعب من الاستفادة منها ومحاسبة من تسبب في إهدارها وإنفاقها في غير محلها، فالنفط يستغل لمصلحة الميليشيات في الوقت الذي يتم تجويع الليبيين، ففي طرابلس الكهرباء تقطع لمدة 17 ساعة ولا توجد وقود ولا مرتبات، كما أن الميليشيات والمرتزقة يحصل كل فرد منهم على راتب شهري يبلغ 2000 دولار، فيما يتقاضى المواطن الليبي صاحب الأرض 1000 دينار ليبي (حوالى 716 دولاراً). وعلى الرغم من أن سعر الدينار الليبي رسمياً يساوي (0.72 دولار أميركي)، لكن الحقيقة على أرض الواقع أن الألفي دولار يقابلهم الآن في القيمة ما يقارب العشرة آلاف دينار ليبي في السوق الموازية (السوق السوداء) لعدم توافر السيولة النقدية في ليبيا، لتبلغ القيمة الفعلية للدولار حوالى 5 دنانير ليبية، فكيف يحدث ذلك؟