في صورة تظهره رافعاً إبهام إحدى يديه وحاملاً بالأخرى علبة هيدروكسي كلوروكين، العقار الذي ثبت مراراً عدم نجاعته في علاج كوفيد-19، أعلن الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو السبت شفاءه من الوباء، في وقت بلغت أعداد الإصابات في العالم مستوى قياسياً.
وكانت إصابة بولسونارو، رئيس ثاني دولة متأثرة جراء كوفيد-19 بتسجيلها نحو 2,3 مليون إصابة، بفيروس كورونا المستجد ظهرت في 7 يوليو (تموز) الجاري. وكتب على "تويتر"، "نتيجة فحص RT-PCR لسارس-كوف2: سلبية. يوم سعيد للجميع".
لكن الوباء يواصل تفشيه في العالم مع تسجيل أكثر من 280 ألف إصابة يومية، في أرقام قياسية عززت النزعة نحو العودة إلى القيود أو فرض أخرى جديدة في أرجاء العالم.
في المقابل، يأبى فيروس كورونا عن التراجع في رحلة تفشيه عالمياً، لا بل يزداد انتشاراً مسجّلاً زيادةً قياسيةً في عدد الإصابات عالمياً خلال 24 ساعة، بلغت 284196 حالة جديدة، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية. وحافظ الوباء على اندفاعه، لا سيما في الولايات المتحدة، حيث رُصدت أكثر من 70 ألف إصابة جديدة لليوم الثاني على التوالي، وسُجّلت أكثر من ألف وفاة لليوم الرابع على التوالي.
كما تسبّب "كوفيد-19" بوفاة أكثر من 1150 شخصاً إضافياً في الولايات المتحدة، مقارنةً مع 1225 في اليوم السابق، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن الوباء في هذا البلد إلى أكثر من 145 ألف وفاة، وفق بيانات "جونز هوبكنز".
من جهة ثانية، شُفي أكثر من 1.26 مليون مصاب بالفيروس في الولايات المتحدة، التي تعدّ وبفارق شاسع عن سائر دول العالم، البلد الأكثر تضرّراً من جائحة "كوفيد-19"، سواء على صعيد الوفيات أو على صعيد الإصابات.
ومنذ نهاية يونيو (حزيران)، تواجه أقوى دولة في العالم تزايداً متسارعاً في أعداد المصابين بالفيروس، لا سيما في الولايات الواقعة في غرب البلاد وجنوبها. والحصيلة المعلنة مساء الجمعة 24 يوليو (تموز)، تشكّل اليوم الـ11 على التوالي الذي تسجل فيه الولايات المتحدة حصيلة إصابات يومية تزيد على 60 ألف حالة. وكانت البلاد بلغت عتبة الثلاثة ملايين إصابة في 8 يوليو.
وبعدما انخفضت حصيلة الوفيات بالفيروس إلى ما دون 500 وفاة يومياً في نهاية يونيو، عادت الحصيلة في الأيام الثلاثة الأخيرة لتتخطى الألف وفاة يومياً. وتوقّعت نماذج وبائية محدّثة أن تزداد الحصيلة اليومية للوفيات المرتبطة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، ليبلغ إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الوباء 151 ألفاً بحلول الأول من أغسطس (آب)، و157 ألفاً بحلول 8 أغسطس.
حجب التأشيرات عن الدارسين عبر الإنترنت
وفي وقت تكافح البلاد انتشار الفيروس، أعلنت شرطة الهجرة الأميركية الجمعة أن الطلاب الأجانب المتقدمين للحصول على تأشيرة دراسية لن يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة إذا كانت حصصهم التعليمية تتم فقط عبر الإنترنت، وهو ما قد تكون عليه الحال في العديد من الجامعات بسبب فيروس كورونا.
وفي بداية يوليو، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب، التي تتّبع خطاً متشدداً ضد الهجرة غير الشرعية وعلّقت منح العديد من التأشيرات في سياق جائحة كوفيد-19، إلغاء تأشيرات الطلاب المسجّلين في مؤسسات تعليمية قررت إعطاء حصصها التعليمية كاملة عبر الإنترنت. لكن الإدارة تراجعت عن قرارها لاحقاً، إثر طعن تقدّمت به جامعتا "هارفرد" و"أم آي تي" بدعم من مؤسسات تعليمية أخرى.
وقبل تفشي الوباء، كان من المستحيل بالفعل الحصول على تأشيرة طالب لمن يتبع حصصاً تعليمية عبر الإنترنت فقط. وبحسب معهد التعليم الدولي، تخطّى عدد الطلاب الأجانب في العام الدراسي 2018-2019 في الولايات المتحدة المليون طالب.
في الوقت نفسه، وتحت ضغط البيت الأبيض الذي يريد إعادة تنشيط الاقتصاد، وضعت السلطات الصحية قواعد جديدة لتشجيع عودة التلاميذ الأميركيين إلى الصفوف في موعد فتح المدارس.
قلق وحذر وقيود في أوروبا
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوروبياً، قالت ناطقة باسم الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 مجدداً في بعض الدول بعد تخفيف إجراءات التباعد يشكل بالتأكيد مصدر قلق"، داعيةً دول القارة إلى البقاء مستعدة للتحرّك ورفع القيود "بحذر" وحتى إعادة فرضها إذا اقتضى الأمر.
وعزّزت دول عدة في المنطقة إجراءات مراقبة المسافرين. إذ تقترح ألمانيا، التي سجلت 204964 إصابة و9118 وفاة حتى الآن، على الوافدين الخضوع لفحص مجاني للكشف عن الفيروس. وفي فرنسا التي تشهد "ارتفاعاً واضحاً" في انتشار الفيروس بحسب السلطات الصحية، فرضت السلطات على المسافرين الآتين من 16 بلداً، بينها الولايات المتحدة، الخضوع لفحص. كما أوصى رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الفرنسيين "بتجنّب" التوجّه إلى كاتالونيا في شمال شرقي إسبانيا، حيث أمرت الحكومة الجمعة بإغلاق الملاهي والحانات ليلاً مع ارتفاع عدد الإصابات. أما النرويج ففرضت قيوداً على الرحلات مع إسبانيا. كذلك في اليونان أعلنت هيئة الحماية المدنية السبت، أن الزوار الآتين إلى البلاد جواً من بلغاريا ورومانيا، باستثناء اليونانيين، سيكونون ملزمين بتقديم نتيجة فحص تثبت خلوهم من فيروس كورونا ليتمكنوا من الدخول، وذلك اعتباراً من 28 يوليو وحتى الرابع من أغسطس.
وأعلنت بلجيكا الجمعة وفاة طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، إثر إصابتها بكوفيد-19 قبل أيام، لتصبح أصغر الضحايا سناً في هذا البلد الذي شهد ارتفاعاً في عدد الإصابات الذي بلغ 67847.
وفي إنجلترا، دخل قرار فرض وضع الكمامات في المحلات التجارية والسوبرماركت حيّز التنفيذ، بينما دُعيت المسابح وصالات الرياضة إلى إعادة فتح أبوابها السبت.
وأعلنت أوكرانيا السبت تسجيل 1106 إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، في أعلى حصيلة يومية منذ 26 يونيو، حين وصلت إلى 1109. وبات بذلك إجمالي عدد الإصابات في البلاد 63929، بما فيها 1590 وفاة و35497 حالة شفاء.
كورونا يشتد في أميركا اللاتينية والكاريبي
وفي أميركا اللاتينية والكاريبي، تجاوز عدد الإصابات عتبة الأربعة ملايين، بينهم 2.3 مليون في البرازيل وحدها، حيث أعلنت وزارة الصحة الجمعة تسجيل 1156 وفاة جديدة خلال 24 ساعة، فضلاً عن 55891 إصابة جديدة. وبذلك ارتفع إجمالي عدد الإصابات في البرازيل إلى 2343366، والوفيات إلى 85238.
وفي ضوء ارتفاع الإصابات، قرّرت ساو باولو إرجاء مهرجانها السنوي الذي يجري في فبراير (شباط) إلى أجل غير مسمى، بينما تفكّر ريو دي جانيرو بهذا الخيار.
والوضع مأساوي في البيرو خصوصاً، حيث بلغ النظام الصحي في ثاني مدن البلاد أريكويبا، طاقته القصوى. وينام مصابون في خيام أمام المستشفيات أو في سياراتهم، على أمل الحصول على أسرّة في المراكز الطبية.
وفي نيكاراغوا سترتدي المرشّحات في مسابقة ملكة جمال البلاد كمامات في الحفل الذي أبقي لكنه سيكون مغلقاً. أما بنما، فأعلنت أنها لن تنظّم مباريات كأس كرة القدم للنساء لأقل من 20 سنة، والتي كان يفترض أن تجرى في بداية 2021، وكذلك دورة ألعاب الرياضة لأميركا الوسطى والكاريبي في 2022.
وأعلنت وزارة الصحة المكسيكية الجمعة تسجيل 7573 إصابة جديدة بفيروس كورونا و737 وفاة، ليبلغ إجمالي الإصابات في البلاد حتى الآن 378285 حالة والوفيات 42645.
الوباء في آسيا
ولا تزال عدادات فيروس كورونا ترتفع في أماكن أخرى من العالم. ففي كوريا الجنوبية، سُجّلت السبت 113 إصابة جديدة، في أكبر زيادة يومية بالفيروس منذ مارس (آذار)، ليصل العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 14092. وأوضحت السلطات الصحية أن 86 من المصابين الجدد وافدون من الخارج، بينما أصيب 27 شخصاً بالعدوى داخل كوريا.
وأعلنت روسيا السبت تسجيل 5871 إصابة جديدة بفيروس كورونا، إضافةً إلى 146 وفاة. وبلغ إجمالي عدد الإصابات في البلاد 806720، بينما وصل إجمالي الوفيات إلى 13192، فيما تعافى 597140 حتى الآن.
أما الصين فسجّلت السبت 34 إصابة جديدة في البر الرئيسي، صعوداً من 21 حالة في اليوم السابق. ومن بين الإصابات 20 في منطقة شينغيانغ في أقصى غرب الصين، وتسع حالات في إقليم لياونينغ بشمال شرقي البلاد، والحالات الخمس المتبقية لأشخاص وافدين من الخارج. وسجّلت السلطات الصحية أيضاً 74 إصابة جديدة من دون أعراض، ارتفاعاً من 43 حالة في اليوم السابق. وبحسب أرقام اللجنة الوطنية للصحة، بلغ إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في الصين 83784، بينها 4634 وفاة.
وفي الهند، نُسبت وفاة 740 شخصاً إلى كوفيد-19، بحسب حصيلة رسمية نشرت الجمعة. وبوفاة 30 ألف شخص بالفيروس في الهند، يصبح هذا البلد السادس عالمياً في عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة والبرازيل وبريطانيا والمكسيك وإيطاليا.
واختارت دول عدة إعادة فرض إجراءات عزل جزئية. ودعي سكان العاصمة اليابانية طوكيو إلى البقاء في بيوتهم منذ الخميس، اليوم الأول من عطلة نهاية أسبوع طويلة.
659 إصابة جديدة في مصر
في مصر، أعلنت وزارة الصحة والسكان الجمعة تسجيل 659 إصابة جديدة بالفيروس، بانخفاض تسع حالات مقارنةً مع حصيلة اليوم السابق، بينما تراجع عدد الوفيات إلى 38 من 40 حالة. كما شفي 904 مصابين إضافيين، ليبلغ إجمالي عدد المتعافين 31970، من أصل 91072 إصابة.
روحاني يدعو لمراعاة القواعد الصحية بعيد الأضحى
ناشد الرئيس الإيراني حسن روحاني شعبه السبت، مراعاة القواعد الصحية والوقائية خلال فترة الاحتفال بعيد الأضحى، بينما أعلن مسؤول صحي عن زيادة حادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا في مدينة مشهد.
وفي إطار الاحتفالات بعيد الأضحى، حثّ مسؤولو الصحة على تغليف لحوم الأضاحي قبل توزيعها.
من جانب آخر حثّ إيرج حريرجي، مساعد وزير الصحة الإيراني، الناس على تجنّب زيارة مدينة مشهد بشمال شرقي البلاد، والتي شهدت زيادةً بنسبة 300 في المئة في عدد الإصابات خلال شهر واحد على حد قوله.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري، إن إجمالي عدد الإصابات في إيران بلغ 288839 حالة السبت، بما فيها 15484 وفاة.
كورونا يهلك عائلة كاملة في السلفادور
أصاب فيروس كورونا 23 شخصاً من أفراد أسرة في قرية أوخو دي أغوا في السلفادور، بمن فيهم الحوامل والأطفال. وروت الشابة راكيل باريرا، البالغة 28 سنةً، لوكالة الصحافة الفرنسية، "توفي خمسة أفراد من عائلتي (جراء كورونا) في وقت قصير. وكان من الصعب خسارتهم بهذه الطريقة".
وكان كبير العائلة فيليكس باريرا (80 سنةً) أول من استسلم للوباء في 28 مايو (أيار). بعد ذلك بيومين، توفيت زوجته لوسيا، وهي أم لـ11 ولداً، عن 69 سنةً. وبعدها، واجه المصير نفسه خيسوس، وهو ممرّض يبلغ من العمر 52 سنةً، ثم خواكين أنطونيو (42 سنةً) وكارلوس أومبرتو (40 سنةً). وتوفي الوالدان في منزلهما، بينما توفي الإخوة الثلاثة في المستشفى حيث أدخلوا بعد ظهور أعراض المرض عليهم.
وقالت ريبيكا أرملة خواكين أنطونيو "الله ساعدنا بإعطائنا القوة لأنه ألم كبير. خسارة شخص مؤلمة. ونحن فقدنا خمسة... لا أعرف من أين استمدينا هذا القدر من القوة". وأصبحت المرأة الآن وحيدة مع أولادها الخمسة، وجلّ ما ورثته عن زوجها كوخاً من الصفيح حيث تعيش عائلتها، بالإضافة إلى عربة وثورين.
وتتّهم راكيل السلطات بأنها أمرتهم بالبقاء محجورين من دون مساعدتهم. وأضافت غاضبة "تركونا محبوسين في المنزل. وبعد موت خيسوس، قرّرت البلدية مساعدتنا من خلال توفير خمسة اختبارات لنا. كان علينا الاختيار من الذي سيحصل عليها إذ كنا جميعاً في خطر". وأظهر فردان من العائلة إصابتهما بفيروس كورونا. وبسبب نقص الأدوية، عالجت الأسرة نفسها "بشاي الزنجبيل والليمون ومشروب البصل الأحمر والعسل"، وفق راكيل التي قالت "لقد خففا آلام الحلق والصدر".
في السلفادور الذي يبلغ عدد سكانها 6.4 ملايين نسمة، توفي ما يقرب من 400 شخص بكوفيد-19 وأصيب نحو 14 ألفاً.