هوت أسهم شركات الطيران وشركات السفر والسياحة والعطلات بمؤشرات الأسهم الأوروبية مع بدء تعاملات أول أيام الأسبوع الاثنين، وكان مؤشر بورصة لندن الأكثر تضرراً بعد قرار الحكومة البريطانية تعديل وضع إسبانيا كوجهة معفاة من الحجر الصحي للقادمين منها بشكل مفاجئ.
ومع فتح الأسواق، خسرت شركات الطيران والسفر ما يصل إلى 3 مليارات دولار (2.3 مليار جنيه إسترليني) من قيمتها السوقية. وتوالت نداءات شركات السفر الجوي والعطلات للحكومة لإعادة النظر في قرارها المفاجئ، وطرحت بعض الشركات إجراءات انتقائية (مناطقية) لفرض الحجر على القادمين من بؤر تفشي وباء فيروس كورونا وليس على الدول بكاملها.
وكانت الحكومة البريطانية، وفي ضوء ارتفاع أعداد الإصابات في إسبانيا في الأيام الماضية، رفعت إسبانيا من قائمة الدول المعفاة من الحجر الصحي للقادمين منها والتي تضم نحو 60 بلداً أغلبها وجهات سياحية للبريطانيين في عطلات الصيف.
وأدى القرار المفاجئ السبت إلى إلغاء رحلات كان قد تم حجزها بعد إعلان قائمة الدول المعفاة من الحجر، وألغت شركات طيران رحلات إلى إسبانيا ما يعني اضطرارها لتعويض الحاجزين ومن ألغيت عطلاتهم. وتجادل الشركات بأن الوجهات السياحية، مثل الجزر الإسبانية التي يقصدها البريطانيون في عطلاتهم، لم تشهد ارتفاعاً في أعداد الإصابات.
وانتقد اتحاد السفر الجوي (آياتا) القرار البريطاني المفاجئ أيضاً قائلاً إن "إزالة اسبانيا من قائمة السفر الآمن مبالغ فيه ولا يتسق مع متطلبات التعاون المسبق".
خسائر الشركات
ومع بدء تعاملات الأسواق صباح الاثنين هوت أسهم شركة الطيران "تي يو آي" المسجلة في بورصة فرانكفورت الألمانية بنسبة 15 في المئة، بينما هوت أسهم شركة الطيران "إيزي جيت" للطيران منخفض التكاليف 14 في المئة. وتراجعت أسهم مجموعة "آي إي جي" المالكة لشركة الطيران "بريتش إيروايز" بنسبة 9 في المئة، كما فقدت أسهم شركة "رايان إير" نسبة 8 في المئة من قيمتها.
ولم يقتصر التدهور على أسهم شركات الطيران، بل هبطت أسهم شركات الفنادق وشركات الضيافة أيضاً. وفقدت أسهم مجموعة فنادق "انتركونتنينتال"، التي تدير فنادق "هوليداي إن" و"كراون بلازا"، أكثر من 3 في المئة من قيمتها.
وخسرت شركة "كارنيفال" لإدارة العبارات السياحية أكثر من 4 في المئة من قيمة أسهمها في السوق، بينما تراجعت أسهم وكالة السفر والسياحة عبر الإنترنت "أون ذا بيتش" أكثر من 5 في المئة من قيمتها. وخسرت مجموعة "أس أس بي" التي تدير سلاسل محلات "أبر كرست" و"كافيه ريتازا" أكثر من 4 في المئة من قيمتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتصدرت شركة الطيران الإيرلندية "رايان إير" عناوين الأخبار صباح الاثنين مع إعلان الشركة عن خسائر في الربع الثاني من العام تزيد على 216 مليون دولار (168 مليون جنيه إسترليني) مع تراجع أعداد المسافرين التي تنقلهم الناقلة الأكثر نشاطاً في الرحلات القصيرة في أوروبا.
وتوقعت الشركة في إعلانها عن خسائرها أن احتمالات موجة ثانية من تفشي وباء كورونا ستجعل انتعاش السفر الجوي بعيد المدى. وكانت الشركة عانت في فترة الإغلاق لدرجة أنها لم تنقل سوى نصف مليون راكب في الربع الأول من العام، مقابل ما يصل إلى 42 مليون راكب في الفترة نفسها العام الماضي، ما أدى إلى انهيار عائداته لتصل إلى 145 مليون دولار (113 مليون جنيه استرليني) فقط مقابل 2.7 مليار دولار (2.1 مليار جنيه استرليني) في تلك الفترة عام 2019.
وما زالت أخبار تأثير وباء كورونا على شركات الطيران والسفر الجوي وخدماتها المعاونة تتوالى بالشكل الذي يزيد من احتمالات استمرار التدهور في قطاع السفر الجوي لوقت أطول مما كان مقدراً سابقاً.
وصباح الاثنين أيضاً خفضت مؤسسة التصنيف الائتماني الدولية "موديز" تقييمها لشركة "رولز رويس" لانتاج محركات الطائرات بمقدار نقطتين، لتصبح سندات دين الشركة في وضع غير استثماري.
واستندت "موديز" في قرارها على تقدير تراجع الطلب بشدة على محركات الطائرات وصفقات الصيانة نتيجة تأثير وباء كورونا على قطاع السفر الجوي. وأدى بيان شركة التصنيف الائتماني إلى هبوط أسهم "رولز رويس" بنحو 5 في المئة.
ومع عودة أرقام الإصابات بفيروس كورونا للارتفاع في مناطق مختلفة من العالم، تخشى الأسواق من موجة إجراءات صارمة جديدة قد تؤدي إلى إغلاق بعض قطاعات الاقتصاد التي تم فتحها في الشهرين الأخيرين.
وبالنسبة للبريطانيين، أصبحت فكرة قضاء عطلة صيف في مهب الريح بعد قرار إعادة فرض الحجر على القادمين من إسبانيا. ويخشى الناس من عودة القيود على السفر إلى دول أخرى ما يعني إلغاء خططهم للسفر.