وقّع رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، مرسوم تعيين مستشار عون الدبلوماسي السفير شربل وهبة وزيراً للخارجية والمغتربين، بعدما قبلا استقالة الوزير ناصيف حتي.
الرئيسان عون ودياب وقّعا مرسوم قبول استقالة الوزير حتي ومرسوم تعيين السفير شربل وهبة وزيرًا للخارجية والمغتربين
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) August 3, 2020
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قدّم حتي استقالته إلى رئيس الحكومة، قائلاً في بيان، إنه قرّر الإستقالة بعدما "تعذّر أداء مهامي في هذه الظروف التاريخية المصيرية ونظراً لغياب رؤية لبنان الذي أؤمن به وطناً حراً مستقلاً فاعلاً ومشعاً في بيئته العربية وفي العالم، وغياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به".
وأضاف "قررت الإستقالة من مهامي كوزير للخارجية والمغتربين متمنياً للحكومة وللقيمين على إدارة الدولة التوفيق وإعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء المواطن والوطن الأولوية على كافة الاعتبارات والتباينات والانقسامات والخصوصيات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار حتي إلى "حملت آمالاً كبيرة بالتغيير والإصلاح ولكن الواقع أجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة. لا لم ولن أساوم على مبادئي وقناعاتي وضميري من أجل أي مركز أو سلطة".
وأضاف "المطلوب في عملية بناء الدولة عقولاً خلاقة ورؤيا واضحة ونوايا صادقة وثقافة مؤسسات وسيادة دولة القانون والمساءلة والشفافية" نافياً ما تناقلته وسائل إعلام محلية من "تفسيرات تبسيطية سطحية" لأسباب استقالته، قائلاً "يبقى الأساس كوزير للخارجية الحفاظ على مصالح البلد وتعزيز وتحصين علاقاته الخارجية وتحسيس المجتمع الدولي كذلك العربي بأهمية تدعيم الاستقرار في لبنان".
وكانت معلومات صحافية أشارت إلى أن وزير الخارجية اللبناني قرر الاستقالة بعد تفاقم خلافه مع وزير الخارجية السابق، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل واحتجاجاً على أداء الحكومة وتهميش دوره.
ويشترط المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا التي زار وزير خارجيتها جان إيف لودريان لبنان الشهر الماضي، إجراء إصلاحات ضرورية وعاجلة للحصول على دعم خارجي يسهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية.
وانتقد رئيس الحكومة حسان دياب قبل أيام زيارة لودريان، الذي حذّر من أن لبنان "بات على حافة الهاوية" في حال لم تسارع السلطات إلى اتخاذ إجراءات لإنقاذه. وقال دياب إن المسؤول الفرنسي كان لديه "نقص في المعلومات" حول مسار الإصلاحات الذي بدأته حكومته ولم تحمل أي جديد.
وبحسب وسائل إعلام محلية، أثار تعامل دياب مع زيارة لودريان واستبعاده حتي عن اللقاء الذي عقده مع الضيف الفرنسي بحضور ثلاثة وزراء امتعاض الوزير المستقيل، فضلاً عن احتجاجه على إيفاد السلطات المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم إلى دول عربية، في مهمة يفترض أن تدخل في نطاق عمل وزارته.
ويشهد لبنان الانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخه الحديث، خصوصاً مع خسارة الليرة أكثر من 80 في المئة من قيمتها أمام الدولار، ما تسبب بتآكل القدرة الشرائية. وبات نحو نصف اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.