وبّخت المؤسسة المكلفة مراقبة الإحصاءات في بريطانيا بوريس جونسون على خلفية إدلائه بادعاءات غير دقيقة ومُضلّلة بشكل متكرّر بشأن سجل الحكومة بما يتصل بموضوع فقر الأطفال.
وقال "مكتب تنظيم الإحصاءات" The Office for Statistics Regulation OSR إنّ الأرقام التي ساقها رئيس الوزراء غير صحيحة بعدما زعم أن عدد العائلات التي تضمّ أطفالاً يعيشون في حالة من الفقر، قد انخفض انخفاضاً كبيراً بلغ 400 ألف عائلة مقارنة بالعام 2010.
وإذ تلقى "المكتب" اتصالاً من تحالف منظمات خيرية معنية بمكافحة الفقر، فإنه قال إنّ هذه البيانات خاطئة ونشر مقالاً على مدوّنته شرح فيه طريقة احتساب الفقر، من أجل "لفت انتباه الفريق الذي يحضّر الإحاطة الخاصة برئيس الوزراء".
وكان جونسون قد أدلى بهذه المزاعم خلال جلستَي مساءلة رئيس الوزراء في مجلس العموم يومي 17 و24 يونيو (حزيران) الماضي، وفي مقابلة أجرتها معه "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) بتاريخ 1 ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وأتت تعليقات الجهاز المسؤول عن مراقبة الإحصاءات رداً على شكوى قدّمها "تحالف القضاء على فقر الأطفال" End Child Poverty Coalition بشأن استخدام رئيس الوزراء بيانات الفقر الرسمية ثلاث مرّات "بشكل انتقائي وغير دقيق ومضلل في النهاية".
وجاء في المقال المنشور في المدوّنة أنّه "ليس هناك مقياس خاطئ، بل طريقة خاطئة لاستخدام المقاييس المتوفرة، وتتمثل في اختيار إحصاءات محدّدة لاستخدامها من دون غيرها تبعاً لما يناسب الرأي الذي تدافعون عنه".
وقالت آنا فويشتوانغ، رئيسة "تحالف القضاء على فقر الأطفال" موضحة "إنها لإهانة بالغة في حقّ الأطفال والعائلات التي اجتاحها الفقر أن تُستخدم البيانات المتعلقة بهم بشكل انتقائي ومُضلّل تبعاً لأهواء السياسيين... والحقيقة ببساطة هي أنّ فقر الأطفال يزداد بكل المقاييس، لكن بدل التصدي للمشكلة، تخاطر الحكومة بالتعتيم على الموضوع وتضليل الرأي العام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويدعو حزب العمّال جونسون إلى "تصويب المعلومات" قائلاً إنّ على رئيس الوزراء أن "يكون صادقاً تماماً" بشأن أداء الحكومة.
وقالت كايت غرين وزيرة التعليم في حكومة الظل العمّالية، إنّ رئيس الوزراء "عاجز عن قول الحقيقة بشأن ما تواجهه الكثير من العائلات من ضيقٍ ومعاناة في صراعها من أجل تأمين احتياجاتها الأساسية"، معتبرة سلوكه "معيباً".
وأضافت "على رئيس الوزراء الآن تصويب المعلومات، علناً وفي البرلمان، والحرص على أن يكون صادقاً تماماً بشأن ما تقوله الإحصاءات في المرة المقبلة التي يثير فيها موضوع سجلّ حكومته المُدان في موضوع فقر الأطفال".
يُذكر أن "مكتب تنظيم الإحصاءات" هو الذراع التنظيمية لهيئة الإحصاءات البريطانية ONS.
© The Independent