حذّر خبراء في الأرصاد الجوية من أن ما يسمى الليالي الاستوائية (Tropical nights) أي عندما لا تنخفض درجة حرارة المناخ إلى ما دون 20 درجة مئوية، يحتمل أن تصبح في المستقبل سمة مناخية شائعة في المملكة المتحدة بسبب تغير المناخ.
وذكر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن ارتفاع درجة حرارة المناخ سيحمل معه مزيداً من موجات الحر وأمسيات أكثر حرارة، ما من شأنه أن يترك تأثيراً مضراً على صحة الناس في البلاد.
إلى الآن، سجلت أربع ليال استوائية في المملكة المتحدة خلال هذا العام، حدثت ثلاث ليال منذ 8 أغسطس (آب) الحالي، وليلة واحدة في 25 يونيو (حزيران) الماضي.
وفق المتحدثة باسم مكتب الأرصاد الجوية نيكولا ماكسي "مع تغير المناخ والاحترار المناخي سنشهد المزيد من الليالي الاستوائية. لا ريب في ذلك. حدوث موجات الحر أكثر احتمالاً، كذلك سنشهد في الأيام المقبلة ليالي أكثر حرارة".
وأضافت ماكسي أن خلال الفترة الممتدة بين عامي 1961 و1990 مرّت البلاد بـ 44 ليلة لم تنخفض فيها درجات الحرارة عن 20 درجة مئوية، برغم أنها ارتبطت غالباً بموجات حر في عامي 1976 و1983.
ومنذ عام 1991شهدت البلاد 84 ليلة استوائية أخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ستستمرّ موجة الحر التي تضرب البلاد الشهر الحالي خلال الأيام المقبلة، فيما استقرت درجات الحرارة عند منتصف الـ 30 درجة مئوية في جنوب شرقي إنجلترا يوم الأربعاء.
ولكن من المتوقع أيضاً أن تجلب العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة مزيداً من الفيضانات إلى أجزاء من إنجلترا واسكتلندا، فيما أطلق مكتب الأرصاد الجوية تحذيراً عند المستوى الأصفر، مشيراً إلى هبوب عواصف في معظم أنحاء المملكة المتحدة حتى مساء الخميس.
بحسب المكتب، يُتوقع أن يتساقط في غضون ساعة من الوقت ما يصل إلى 40 مليميتراً (1.6 إنش) من الأمطار في أجزاء من شمال شرقي إنجلترا، وما يصل إلى 80 مليميتراً (3.1 إنشات) خلال ثلاث ساعات.
في تطور متصل، أصدرت وكالة البيئة البريطانية خمسة إنذارات بالفيضانات، بمعنى أن الفيضانات محتملة في أجزاء من بيرمينغهام والمناطق المحيطة.
كذلك صدرت تحذيرات تنبّه إلى احتمال تعرّض 17 موقعاً في اسكتلندا للفيضانات، مع تنبيه واحد خاص بـ"فيرنوي" منطقة التغذية المائية في ويلز.
سجلت المملكة المتحدة يوم الجمعة الماضي أكثر أيام شهر أغسطس سخونة منذ 17 عاماً، وذلك بعد أسبوع واحد من تسجيل 37.8 درجة مئوية في 31 يوليو، الذي يعد اليوم الثالث الأكثر حرارة في البلاد على الإطلاق.
الأسبوع الماضي قال المحاضر الجامعي في قسم علوم الأرض والبيئة بجامعة "سانت أندروز" الأسكتلندية مايكل بيرن، إن درجات الحرارة المرتفعة "لم تكن مفاجئة"، وذلك بسبب التأثير الذي يخلفه تغير المناخ.
وذكر بيرن أن "تحطيم الأرقام القياسية السنوية المسجلة لدرجات الحرارة لن يتوقف حتماً، ما لم نتخذ إجراءات صارمة في مواجهة تغير المناخ، هذا أمر محتوم".
وبحسب مكتب الأرصاد الجوية يتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بعض الشيء لتصل إلى 30 درجة مئوية في لندن يوم الخميس، قبل أن تنخفض مرة أخرى إلى حوالي 26 درجة مئوية، يوم الجمعة.
(أسهمت وكالة "برس أسوسيشن" في إعداد التقرير)
© The Independent