دعت الأمم المتحدة، الاثنين 24 أغسطس (آب)، حكومة الوفاق الوطني الليبية إلى إجراء "تحقيق فوري وشامل" في حوادث وقعت أثناء تظاهرة الأحد في طرابلس، ما أدَّى إلى سقوط جرحى، في حين شهدت العاصمة حملة اعتقالات لمنظمي الاحتجاجات.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان، أنها تدعو إلى "إجراء تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المُفرط للقوة من جانب أفراد الأمن" في طرابلس "ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين"، من دون إعطاء حصيلة دقيقة.
ورداً على حملة اعتقالات في طرابلس لمنظمي التظاهرات، عاد المحتجون إلى ميادين العاصمة الاثنين، وأطلق ناشطون هاشتاغ "الحرية لمهند الكوافي وباقي الشباب"، وهو أحد المنسّقين في حراك "همة الشباب" الذي يقود الاحتجاجات والذي اعتُقل صباحاً.
قلق أميركي
السفارة الأميركية في ليبيا أعربت بدورها عن قلقها من أزمتي الكهرباء وفيروس كورونا، وأكّدت دعمها لحق المواطنين في الاحتجاج السلمي، داعيةً في الوقت نفسه السلطات إلى تلبية الاحتياجات الملحة للشعب.
وقالت السفارة في بيان، إن السفير ريتشارد نورلاند تحدّث مع شخصيات ومسؤولين سياسيين ليبيين لتقييم التقدّم المحرز في ما يتعلّق بتفعيل البيانات الصادرة الجمعة بشأن وقف إطلاق النار واستئناف إنتاج النفط في ليبيا.
تجدد المظاهرات
وذكرت قناة "العربية" أن التظاهرات تجددت، مساء الاثنين، في أغلب أحياء وشوارع العاصمة الليبية ضد حكومة الوفاق، واتسعت لتطال الزاوية ومصراتة وسبها.
وأضافت أن المتظاهرين في ميدان الشهداء بوسط العاصمة تعرضوا لإطلاق نار من قبل مجهولين في محاولة لتفريقهم. وأفادت وسائل إعلام ليبية بانقطاع الكهرباء بالكامل عن "ميدان الشهداء" في طرابلس.
تدهور الظروف المعيشية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتظاهر مساء الأحد مئات الليبيين في العاصمة للتعبير عن غضبهم من تدهور الظروف المعيشية والفساد في بلاد تشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات، قبل أن تُفرِّقهم قوات الأمن التي أطلقت النار في الهواء.
وقال المتظاهر العشريني أيمن الوافي، لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف "تركنا التظاهرة في ساحة الشهداء عندما سمعنا إطلاق رصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين".
وأظهرت مقاطع فيديو وصور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رجالاً بلباس عسكري يُوجِّهون أسلحتهم تجاه المتظاهرين في أحد شوارع العاصمة.
وكتب وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، في تغريدة، أن "الذين ظهروا بمظهر رجال الأمن هم مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار".
وأكدت وزارة الداخلية، مساء الأحد في بيان، أنها قامت بتأمين وحماية التظاهرة، مشيرةً إلى أنها رصدت "الأشخاص المُندسِّين، وتم التعرف إليهم لضبطهم، وهم ليسوا عناصرَ شرطة، ولا يتبعون وزارة الداخلية".
دعوة لـ"حوار سياسي شامل"
وقالت بعثة الأمم المتحدة إن "الدافع وراء هذه التظاهرات الشعور بالإحباط من استمرار الظروف المعيشية السيئة وانقطاع الكهرباء والمياه وانعدام الخدمات في جميع أنحاء البلد". وأضافت "حان الوقت لكي يضع القادة الليبيون خلافاتهم جانباً"، مُجدِّدةً دعوتها إلى "حوار سياسي شامل".
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات مُتتالية أرهقت شعب البلد الذي يملك أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا.
ومنذ عام 2015، تتنازع سُلطتان الحُكم: حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج، ومقرها طرابلس، وحكومة مُوازية في شرق البلاد يدعمها قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وعلى الرغم من إعلان طرفَي النزاع، في وقت سابق الجمعة، وقفاً لإطلاق النار في البلاد والسعي لتنظيم انتخابات نيابية، يبقى الحذر سائداً في ليبيا، نظراً إلى الإعلانات والاتفاقات السابقة التي بقيت حبراً على ورق في البلد الذي تنخرط في صراعه بشكل مباشر قوى أجنبية عديدة.