أوضاع 80 في المئة من العائلات محدودة الدخل تسوء منذ بداية الجائحة

 بيّن تقرير جديد أن جائحة فيروس كورونا أدت إلى تردي الأوضاع المالية لـ80 في المئة من العائلات المتدنية الدخل مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة.

وأفاد "فريق العمل (لمكافحة) فقر الأطفال" Child Poverty Action Group الذي أجرى البحوث إلى جانب "كنيسة إنجلترا"، بأن هناك آباء وأمهات "يعيشون في ظل قلق ضبابي خلال الإغلاق"، وحذّر من صعوبات أكبر قد تبرز إذا فشلت الحكومة في اتخاذ إجراء فوري.

واستند التقرير إلى استطلاع شمل 285 عائلة محدودة الدخل وتضم أطفالاً مؤهلين للحصول على وجبات مدرسية مجانية، واستكمل بـ21 مقابلة معمقة.

وقال ثمانية من كل 10 مشاركين إن أوضاعهم المالية أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل الجائحة لأن مداخيلهم تراجعت أو انقطعت بسبب خسارتهم لوظائفهم، في حين ارتفعت تكاليف المعيشة في شكل عام. وذكر نصف المشاركين أن أوضاعهم المالية أصبحت "أسوأ بكثير".

وأفاد أكثر من ثلاثة أرباع العائلات بأن أزمة كوفيد-19 أثرت في قدرتها على شراء المواد الغذائية (83 في المئة) وتسديد فواتير الخدمات (76 في المئة)، في حين أشار حوالى نصفها إلى أن الجائحة أثرت في قدرتها على دفع تكاليف الإسكان (47 في المئة) والتكاليف ذات الصلة المتعلقة بالأطفال.

وحتى العائلات التي لم تتأثر أوضاعها الوظيفية بالجائحة، بما في ذلك العائلات التي لم تكن تعمل قبل تفشي الفيروس، فقد أفاد ثلثاها تقريباً بحصول تدهور كبير في أوضاعها المالية.

وعلى الرغم من أن بعض المشاركين كانوا إيجابيين في شأن التغييرات التي أدخلت على نظام المساعدات، مثل الزيادة المؤقتة البالغة 20 جنيهاً إسترلينياً (26.27 دولار) في الائتمان الشامل، أفاد عدد كبير منهم بأنهم لا يشعرون بأنهم أفضل حالاً لأن الإجراءات الجديدة لم تأخذ في الاعتبار الحاجات الإضافية للأطفال، كما أبطلتها زيادة في تكاليف المعيشة.

وكشف "معهد دراسات المالية العامة" The Institute for Fiscal Studies عن أن أسعار البقالة ارتفعت بنسبة 2.4 في المئة في الشهر الأول من الإغلاق (أكثر من 10 أضعاف المعدل في الأشهر السابقة)، على الرغم من أن التحليل الأحدث، الذي استند إلى بيانات "مكتب الإحصاءات الوطنية" ONS، يشير إلى أن متوسط أسعار كل المواد الغذائية والمنزلية انخفض إلى طبيعته المعتادة بحلول أوائل يوليو (تموز).

وخارج نطاق المسائل المالية، قال ما يقرب من نصف المشاركين (48 في المئة) إنهم عانوا من مشاكل صحية بدنية أو عقلية أثناء الجائحة، جاءت في الأغلب بسبب مخاوف مالية. وعانى ما يقرب من الربع (23 في المئة) من مشكلات على صعيد العلاقات في المنزل.

وفي ضوء هذه الاستنتاجات، حض "فريق العمل (لمكافحة) فقر الأطفال" Child Poverty Action Group و"كنيسة إنجلترا" الحكومة على زيادة المساعدات المخصصة للأطفال بمقدار 10 جنيهات إسترلينية في الأسبوع وتوسيع نطاق الوجبات المجانية لتشمل كل العائلات التي تتلقى ائتماناً شاملاً أو حسماً على ضريبة العمل وإلغاء الحد الأقصى للمساعدات.

وقالت أليسون غارنهام، الرئيسة التنفيذية لـ"فريق العمل (لمكافحة) فقر الأطفال" Child Poverty Action Group ، إن الضغط المالي والعاطفي للجائحة "تسبب في خسائر فادحة" لصحة العائلات الأكثر تضرراً ورفاهها.

وأضافت "إن الدعم الذي نقدمه إلى الآباء والأمهات من ذوي الدخل المتدني لا يفي بالتكاليف الإضافية لتربية الأطفال ولم تتضمن البرامج الحكومية للدعم الطارئ إجراءات للتعويض عن هذا النقص… ومع تقليص برامج الدعم الطارئ الحكومية الخاصة بكوفيد-19 تمهيداً لوقفها في الأشهر المقبلة، ستبرز حاجة إلى مزيد من المساعدة للعائلات المتعثرة التي فقدت وظائفها أو عانت من انخفاض في المداخيل".

من جهته، قال بول باتلر، أسقف دورهام،  وهو المتحدث باسم "كنيسة إنجلترا" في المسائل المتعلقة بالأطفال والعائلات "على الرغم من أن بعض المعلقين تحدثوا عن الأشهر القليلة الماضية كفرصة للعيش بأسلوب حياة أبسط، يحدد هذا التقرير بالتفصيل الشديد كيف كان الأمر بالنسبة إلى العديد من العائلات عبارة عن كفاح مستمر… ويتمثل ما شهدته الكنائس مباشرة في كل مجتمع صغير في أن العائلات رزحت تحت ضغط هائل وأن الأسر الأسوأ حالاً كانت مرة أخرى الأكثر تضرراً، وبالنسبة إلى عائلات كثيرة، يمكن أن تزداد الأمور سوءاً الآن بدلاً من أن تتحسن".