نجحت مناشدات السوريين ورضخت دمشق، وقررت إرجاء افتتاح العام الدراسي في موعده المقرر إلى موعد لاحق في 13 سبتمبر (أيلول) والسبب وباء كورونا.
البرتوكول الصحي
وبحسب ما علمت "اندبندنت عربية"، فلا إرجاء آخر، وسيكون لزاماً على الأهالي إرسال أولادهم إلى المدارس في الموعد المحدد لافتتاحها، منتصف سبتمبر المقبل. وأوضحت مصادر وزارة التربية السورية أن افتتاح المدارس سيترافق مع بروتوكول وبرنامج صحي وضع بعناية يشمل كل وسائل الوقاية والإجراءات الاحترازية مع التشدّد في تطبيقها.
ويشمل البروتوكول الصحي للعودة إلى المدارس سلسلة إجراءات منها التحاق التلاميذ بأقرب مدرسة إلى منزلهم، تجنباً لاستخدام وسائط النقل مع ضرورة منح إجازة إدارية للتلاميذ والمعلمين ممن تظهر عليهم أعراض تنفسية مشتبه بها، فضلاً عن تعيين مشرف صحي والاهتمام بالتعقيم، إلى جانب الحرص على مراقبة الأطفال ومتابعة ظهور أية علامات وأعراض تنفسية في موازاة مراقبة صحية مستمرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الخوف من المجهول
ويتخوف السوريون من المجازفة بإرسال أبنائهم إلى المدارس إذ يعدونها مطارح خصبة لنقل العدوى وتفشيها مع تخطي الإصابات عتبة الـ 200 إصابة في وقت أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في 25 أغسطس (آب) وصول عدد المصابين إلى 2365، تماثل 533 منهم للشفاء.
وحذر الطبيب أحمد حاج عثمان، الأخصائي في الأمراض الصدرية من انتقال العدوى من التلامذة إلى ذويهم، ومن موجة ثانية للوباء قد تظهر الشهر المقبل، وعليه، لا بد من أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر. ولفت إلى عوائق عدة تعترض الأطباء في سوريا، لا سيما التشخيص الطبي الخاطئ بسبب ندرة توافر الفحوص (pcr) وتكاليف العلاج الباهظة.
ولا يثق السوريون بالعداد الرسمي للإصابات، إذ إن الواقع يحمل مشهداً سوداوياً لكثرة المصابين الذين يعالجون أنفسهم داخل المنازل، ويشهد الوباء انتشاراً واسعاً، لا سيما في دمشق وحلب.
تحديات جدية
وسط هذه الأجواء، يواجه أهالي التلامذة تحدياً جدياً في حال عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة قد يعرضهم للملاحقة القانونية كون التعليم في مرحلته الابتدائية (الأساسي) إلزامياً، وطالب الأهالي الوزارة المعنية إما تأجيل بدء العام الدراسي لما بعد الموجة الثانية للفيروس أي بعد أشهر أو العمل على دراسة فكرة الأفواج والدوام الأسبوعي عبر تقسيم الطلاب، تخفيفاً للازدحام الحاصل في الصفوف.
خارج الخدمة
وإلى تحدي كورونا، يعاني أهالي الطلاب من ارتفاع أسعار القرطاسية والحقائب واللباس المدرسي وغيرها من المستلزمات المدرسية.
وفاقمت الحرب السورية مشكلة اكتظاظ الصفوف بعد توقف المدارس في السنوات الأولى من الحرب، إلّا في أعداد محدودة وتحولت إلى أماكن مكوث للنازحين من مناطق التوترات، كما دمّرت مدارس عدة، إذ أحصت دمشق عدد تلك المدمرة كلياً أو جزئياً بأكثر من 24 ألف مدرسة، فيما هناك 10 آلاف مدرسة خارج الخدمة وكلها تقع في أراض تحت سيطرة النظام.