يريد منافسو تيسلا في الصين تكرار نجاح صانع السيارات الكهربائية الأكثر مبيعاً في العالم. لكن الطريق إلى النجاح طويل وشاق، حتى أن الشركة الأميركية استغرقت ما يقرب من عقد من الزمن لتتغلب على الصعاب وتصبح قابلة للحياة في النهاية.
على الرغم من التحديات مثل تفشي جائحة كوفيد19 الذي أدى لفترة وجيزة إلى تباطؤ مبيعات سيارات الطاقة الجديدة، فإن الشركات الناشئة الصينية تمضي قدماً في خططها للاستيلاء على حصة من سوق "مركبات الطاقة الجديدة" المتنامي في البر الرئيسي وإزاحة تيسلا من مكانتها العالية.
الخطط في مراحل مختلفة لحفنة من منافسي تيسلا المحتملين. وفي الشهرين الماضيين، كشف البعض عن نماذج إنتاج مقبلة ذات نطاقات قيادة أطول، ويعمل أخر على توسيع مرافق الإنتاج لخفض التكاليف، بينما قام بعضهم بتمارين ضخمة لجمع الأموال والتوصل إلى خطط مبتكرة لمبادلة البطاريات.
ومع ذلك، لا يزال مستهلكو البر الرئيسي بعيدين من الاقتناع، إذ يقول المحللون إن السوق لم تشهد بعد نموذجاً حقيقياً للسيارة الكهربائية الصينية الصنع يمكنه وقف الهيمنة المبكرة لـتيسلا، التي يتفوق طرازها 3 على أقرب منافس لها بنحو ثلاثة إلى واحد.
قال تشين جين تشو، الرئيس التنفيذي لشركة شنغهاي مينغليانغ أوتو سيرفس، التي تبيع التأمين على السيارات وتتعاقد مع السيارات المستعملة لصحيفة ساوث تشاينا موررنغ بوست: "المنافسة تزداد سخونة، لكن تيسلا تتمتع بميزة ساحقة، الحقيقة القاتمة هي أن السائقين الصينيين سيختارون تيسلا الآن لأن أسعار السيارات جذابة".
بروز منافسين صينيين لـتيسلا الأميركية
في وقت سابق من هذا الشهر، كشفت مجموعة إيفرغراند هيلث إندستري غروب، ذراع المركبات الكهربائية لمجموعة تشاينا إيفرغراند المطورة للعقارات في البر الرئيسي الصيني، عن ستة طرز من السيارات تحت علامتها التجارية "هينغتشي". ولقد أوضحت الشركة طموحاتها بأنها تريد أن تصبح أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية الجديدة في العالم خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، حتى أنها اقترحت تغيير اسمها إلى "تشاينا إيفرغراند نيو إنرجي فيكال غروب".
أنفقت الشركة أكثر من 20 مليار يوان (2.9 مليار دولار أميركي) على تطوير سلسلة صناعة مركبات الطاقة الجديدة كاملة مع السيارات والبطاريات والمحركات وأنظمة الطاقة، مع خطط لاستثمار 25 مليار يوان (3.6 مليار دولار أميركي)، أخرى لتحقيق خطط تصنيع السيارات الخاصة بها. كما أنها تبني مصنعين في غوانغدونغ وشنغهاي بطاقة إنتاج 200 ألف سيارة في السنة. بينما تقول الشركة إنها تخطط لبدء الإنتاج الضخم للسيارات التي تحمل علامة "هينغتشي" العام المقبل، ولم يتم الكشف عن تفاصيل مثل الأسعار والتوافر.
يبدو أن المستثمرين غارقون في الإثارة، ما دفع أسهم الشركة إلى الارتفاع بنسبة 285 في المئة تقريباً هذا العام، وجعلها تقدر بأكثر من 258 مليار دولار هونغ كونغ (33.3 مليار دولار أميركي) يوم الجمعة.
شركة لي أوتو، وهي شركة ناشئة تبلغ من العمر خمس سنوات تدعمها شركة ميتيوان ديانبينغ العملاقة لتقديم الخدمات عبر الإنترنت، واضحة في خططها، جمعت 1.1 مليار دولار أميركي في طرح عام أولي (IPO) في بورصة ناسداك في نهاية يوليو(تموز) لدعم خططها الطويلة الأجل للتركيز على قطاع سيارات الدفع الرباعي وتمتلك مصنعاً في مدينة تشانغتشو بمقاطعة غوانزو، حيث تقوم بتصنيع" لي ون إس يو في"، وقد باعت 10400 وحدة منذ إطلاقها في نوفمبر(تشرين الثاني) إلى يونيو (حزيران) من هذا العام.
تخطط شركة خبينغ التي تتخذ من غوانغتشو مقراً لها، وهي ناشئة أخرى ومنافسة محتملة لـتيسلا، لجمع ما يصل إلى 1.1 مليار دولار أميركي في طرح عام أولي في نيويورك لمواجهة المنافسين للحصول على شريحة من سوق مركبات الطاقة الجديدة، وفقاً لإيداع تم تقديمه بين عشية وضحاها. في ديسمبر(كانون الأول) 2018، أطلقت خبينغ أول طراز إنتاج لها، "خيبينغ جي3 إس يو في"، وألحقته بإطلاق سيارة السيدان الرياضية "بي 7"، في أبريل (نيسان) من هذا العام.
104 ملايين دولار أرباح تيسلا في الربع الثاني الأكثر
قال ييل تشانغ، العضو المنتدب لباحث الصناعة أوتوموتيف فورسايت: "تيسلا، باعتبارها العلامة التجارية الأكثر رسوخاً في سوق مركبات الطاقة الجديدة في جميع أنحاء العالم مع التكنولوجيا الأكثر نضجاً، تعمل لزيادة الضغط على المنافسين الصينيين حيث أبلغت عن مبيعات مزدهرة لسيارات طراز (3(، وبالتالي ليس من السهل عزلها من موقع الريادة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إن التهديد الذي تتعرض له هيمنة تيسلا، لا يكاد يذكر في الوقت الحالي، حتى أنها حققت أرباحاً بلغت 104 ملايين دولار أميركي للربع المنتهي في يونيو(تموز)، وكافحت بشكل كبير منذ تأسيسها في عام 2003، كشركة مدرجة في البورصة لأكثر من 10 سنوات، وكانت مربحة لأرباع قليلة فقط، بأرباحها السنوية الأولى في عام 2019.
الميزة الأخرى لشركة تيسلا هي "غيغافاكتوري"، المملوكة بالكامل لها في شنغهاي، والتي بدأت في تسليم سياراتها من الطراز ((3 إلى المشترين من البر الرئيسي في بداية هذا العام. قام المصنع الذي تبلغ تكلفته 2 مليار دولار أميركي، وهو أول مصنع للشركة خارج الولايات المتحدة، بتسريع الإنتاج منذ فبراير(شباط) حتى مع فرض عمليات إغلاق واسعة النطاق لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
ضربت على الوتر الحساس للمستهلكين
ضربت تيسلا وتراً حساساً لدى الطبقة الوسطى الصينية بعد إعانة حكومية بقيمة 25 ألف يوان (3.6 ألف دولار أميركي)، وخفض الأسعار، ما يجعلها السيارة المفضلة للبيئة، وتم تخفيض سعر الطراز)3( المصنوع محلياً المزود بحزمة بطارية قياسية في أبريل إلى 271.550 ألف يوان (39.2 ألف دولار أميركي) من 299.050 ألف يوان (43.2 ألف دولار أميركي) وكان سعره المبدئي 355.800 ألف يوان (51.4 ألف دولار أميركي) قبل أن تبدأ الشركة في الإنتاج.
تبدأ أسعار طرازات منافسيها من 229.900 ألف يوان (33.2 ألف دولار أميركي) لسيارة خيبينغ بي 7 سيدان إلى 328000 ألف يوان 47.4( ألف دولار أميركي) لسيارة" لي ون إس يو في"، التابعة لشركة لي أوتو . يبدأ سعر "نيو أيه أس 6 إس يو في" من 343600 ألف يوان 49.6( ألف دولار أميركي) بعد الإعانات.
إن تسعير تيسلا الذي يقل عن 300000 ألف يوان (43.3 ألف دولار أميركي) هو ما يثبت أنه لا يقاوم بالنسبة لمعظم مشتري السيارات.
قال تشين يونغ، أحد سكان شنغهاي والمتواجد في السوق لشراء سيارة كهربائية: "سنختار علامة تجارية محلية لمركبات الوقود الجديدة فقط إذا كان سعرها أقل بنسبة 30 في المئة على الأقل من تيسلا". وأضاف "تتمتع بعض الطرازات الصينية بمدى أطول أو تقنية رقمية أكثر تقدماً من سيارات تيسلا، لكن هذه المزايا لا تكفي لإقناعي بأن منتجاتها متفوقة".
هذه السمعة هي التي جعلت تيسلا العلامة التجارية رقم 1 في الصين بهامش كبير.