قال ديفيد أولوسوغا إن العنصرية في قطاع التلفزيون تسببت بـ"ضياع جيل برمته" من المواهب السوداء التي اعتزلت بعد معاناتها من التمييز.
وخاطب المذيع والمؤرخ جمهور مهرجان إدنبرة التلفزيوني موضحاً أن تجاربه السابقة مع الاكتئاب ورغبته في اعتزال التلفزيون كانت شبيهة بما عاشه "كثير من الأشخاص السود والملونين" في هذه الصناعة.
ووصف أولوساغا، الذي كان يلقي كلمة رئيسية في ذكرى جيمس ماكتاغارات التي تُنظم عبر الإنترنت هذه السنة، نفسه بـ"الناجي" أكثر من كونه "قصة نجاح".
وأضاف "أنا واحد من أواخر الرجال الصامدين من جيل التلفزيون الضائع... ذلك الجيل من الأشخاص السود والملونين الذين كانت لديهم آمال عظيمة عندما التحقوا بهذه الصناعة قبل 15 أو 20 أو 25 سنة... أنا ناجٍ من ثقافة سائدة في التلفزيون خيّبت آمال ذلك الجيل... أنا موجود هنا بسبب استخدام قلة من الأشخاص سلطتهم وامتيازاتهم من أجل مساعدتي".
وقال أولوسوغا إنه خلال سنواته الأولى في التلفزيون "كان التنوع في بعض جوانب هذا القطاع يعني ضمان وجود توازن جيد بين الأشخاص الآتين من أوكسفورد وكامبريدج".
وأضاف أنه شعر بـ"الوحدة" كونه رجلاً أسود في صناعة التلفزيون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع "أن تكون الشخص الأسود الوحيد في إنتاج ما يعني أنك الشخص الوحيد الذي يطرح أسئلة معينة، والشخص الوحيد الذي يشعر بعدم الارتياح بسبب لقطة معينة أو مجموعة مشاهد تعزز بعض الصور النمطية... شأن غيري من السود الذين أعرفهم في هذا القطاع، أمضيت مسيرتي المهنية وأنا أعترض على تضمن النصوص أو عمليات المونتاج الأولية مقابلات مع خبراء بيض، بينما كان السود المشاركون جميعاً من ضحايا الظاهرة المعنية الذين يتحدثون عن تجاربهم الشخصية، عن مشاعرهم وليس خبراتهم".
وذكر أولوسوغا أنه لُقّب بـ"الصعب" خلال مسيرته المهنية. وقال مقدم برنامج "سيفيلازيشين" إنه في حين كان يحصل على "فرص مذهلة"، فقد تعرض كذلك لـ"المعاملة بفوقية والتهميش".
وزاد "كان هناك طلب كبير علي، لكنني كنت في الوقت نفسه مهملاً... انتابني شعور بالإلهام، وكنت مقتنعاً بأن عملنا، صناعة التلفزيون ونقل القصص، هو أفضل عمل في العالم... لكنني عانيت الأمرين بسبب تجاربي في أوقات أخرى، وكنت معزولاً ومشلول القدرة للغاية بفعل ثقافة موجودة في صناعتنا، مما اضطرني إلى اللجوء إلى العلاج الطبي لاكتئابي السريري... كنت على وشك اعتزال هذه الصناعة في مرات عدة. وأعرف كثيرين من الأشخاص السود والملونين الذين عاشوا تجارب مشابهة".
وقال أولوسوغا إن الشح في التنوع واضح خصوصاً في الأدوار الإنتاجية وإن "الأشخاص الذين يصنعون البرامج التلفزيونية ويفوضون آخرين بصناعتها في المملكة المتحدة لا يشبهون الشريحة الكبرى من السكان، أي الجمهور".
وأشار إلى أن "حركة حياة السود مهمة" قد "أجبرت مجتمعنا على فتح نقاشات كانت تؤجل أو يجري تفاديها لعقود من الزمن".
في هذه الأثناء، قوبل خطاب أولوسوغا بإعجاب على نطاق واسع، وشكره النائب والوزير السابق ديفيد لامي على محاضرته "النموذجية والمتقنة والرزينة".
وبدورها حثت الممثلة ريبيكا فرونت الناس على الاطلاع على كلمات النص "العميقة والمؤثرة والمعبرة عن الذات"، بينما غرّد "دي جي" ميستاجام الذي يعمل في "راديو بي بي سي1 إكسترا" قائلاً على تويتر "أتفاعل مع كل كلمة، لكوني شخصاً عمل في التلفزيون وكذلك يعمل في الراديو، وفي رصيده المهني15 سنة".
أسهمت " بريس أسوسييشن" في إعداد التقرير.
© The Independent