كررت الدول الموقعة على اتفاق 2015 حول النووي الإيراني الثلاثاء الأول من سبتمبر (أيلول) في ختام اجتماعها في فيينا، رغبتها في إنقاذه، بينما نددت الصين بالجهود الأميركية لإعادة فرض العقوبات وتمديد الحظر المفروض على الأسلحة على طهران.
وكتبت الدبلوماسية هلغا شميد ممثلة الاتحاد الأوروبي، فور الخروج من الاجتماع الذي ترأسته وانتهى بعد الظهر، أن إيران والصين والأوروبيين "متحدون في تصميمهم على الحفاظ على الاتفاق النووي على الرغم من الصعوبات الحالية".
تفعيل آلية مثيرة للجدل
والاتفاق المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، يرفع قسماً من العقوبات الدولية عن إيران، مقابل ضمانات تثبّت الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي والحد من بعض أنشطتها النووية.
وفي العام 2018 انسحبت منه الولايات المتحدة وأعادت فرض عقوبات أحادية الجانب. ورداً على ذلك، استأنفت طهران إنتاج اليورانيوم الذي بات يتجاوز بثماني مرات الحدّ المسموح به، وفق آخر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في يونيو (حزيران).
في 21 أغسطس (آب)، حاولت واشنطن رسمياً في الأمم المتحدة تفعيل آلية مثيرة للجدل، للمطالبة بإعادة فرض عقوبات دولية على إيران في غضون شهر، إلا أنها اصطدمت فوراً برفض حلفائها الأوروبيين.
"الانحياز إلى إيران"
واحتدّت النبرة على غير عادة بين ضفتي الأطلسي، فذهب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى حدّ اتهام فرنسا وبريطانيا وألمانيا بأنها "اختارت الانحياز" إلى إيران.
وقال الدبلوماسي الصيني فو كونغ أمام الصحافيين في فيينا الثلاثاء عند مغادرته الفندق حيث عقد الاجتماع، "نبقى متمسكين" بالاتفاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "نقوم بكل ما هو ممكن، يداً بيد مع كل المجموعة الدولية لإفشال المحاولة الأميركية لنسفه. الولايات المتحدة تستخف بالقانون الدولي وهذا يجب أن لا يكون مسموحاً".
ضوء إيراني أخضر
وفي هذا السياق المتوتر، عانى تماسك الموقف بين الإيرانيين والأوروبيين والروس والصينيين من نقص التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الأممية المكلفة مراقبة أنشطة إيران النووية.
ومنذ أشهر، تطلب هذه الأخيرة السماح لها بالدخول إلى موقعين نوويين يشتبه فيهما في إيران لتفتيشهما، إلا أن الأخيرة كانت ترفض الأمر، ما جعل موقف الأوروبيين يزداد صعوبة في مواجهة حلفائهم الأميركيين.
لكن الأربعاء، أعطت طهران أخيراً الضوء الأخضر للوكالة للدخول إلى الموقعين. ورأى مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أنها وضعت نفسها بذلك "في انسجام مع بقية العالم فيما تبدو الولايات المتحدة معزولة".
ويفترض أن يتمكن مفتشو الوكالة من أخذ عيّنات بسرعة من المكان. وأفاد دبلوماسي وكالة الصحافة الفرنسية بأن الأمر يستغرق "ثلاثة أشهر للحصول على نتائج العيّنات". وأضاف أن "المسألة قد تطرح عندها إشكالية مع الإيرانيين".
نقل أجهزة للطرد المركزي
كذلك ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن إيران نقلت أيضاً في الفترة الأخيرة أجهزة للطرد المركزي تستخدم لتخضيب اليورانيوم، إلى قاعة جديدة في منشأة نطنز النووية التي استهدفها عمل تخريبي في يوليو (تموز) الماضي.
وقال فيتزباتريك إن "الأنشطة النووية الإيرانية تبقى مصدر قلق كبير بالنسبة إلى الدول التي تكرّس نفسها لعدم انتشار" الأسلحة.
ويُتوقع أن تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تبلّغ بانتظام الدول الأعضاء فيها عن أنشطة إيران النووية، تقريراً جديداً خلال سبتمبر.
وشارك في اجتماع فيينا ممثلون عن وزارات خارجية الدول المعنية الستّ.