برّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء، التاسع من سبتمبر (أيلول)، الحاجة لفرض "تدابير حاسمة" لمواجهة الارتفاع المفاجئ في الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بعد أن منع التجمعات لأكثر من ستة أشخاص في إنجلترا.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثفت الحكومة المحافظة تشجيعها للبريطانيين على العودة إلى المكاتب والمدارس والحانات لإنعاش الاقتصاد الذي شهد في الربيع تدهوراً لا مثيل له في أوروبا.
منع التجمعات
لكن بعد أن أرغم على إبطاء عملية تخفيف إجراءات العزل بشكل طفيف خلال الصيف، وكذلك فرض قيود محلية، قرر أن يفرض تدابير على صعيد أوسع في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات خصوصاً في صفوف الشباب، وأعلن مساء الثلاثاء منع التجمعات لأكثر من ستة أشخاص في مقابل 30 شخصاً حالياً.
وقال جونسون، خلال مؤتمر صحافي، "للأسف بعضهم لا يحترم التوصيات، ومن ثم نرى ارتفاعاً في عدد الإصابات، لذلك نأخذ تدابير حاسمة"، وأضاف أن الإجراءات "ستسمح للبلد بالتقدم، وستترك المدارس مفتوحة، وستبقي الفيروس تحت السيطرة"، وينتظر أن يفصّل جونسون هذه التدابير لاحقاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إخفاق فحوص الكشف عن الإصابات
في المقابل، اتهمه زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر بإخفاقات في فحوص الكشف عن الإصابات، وقال "الحكومة لا تتمكن حتى من تأمين الأساس. الحكومة تنتقل من أزمة إلى أزمة".
ويطبق التدبير الجديد اعتباراً من الإثنين في إنجلترا فقط، إذ إن السلطات المحلية في المقاطعات الأخرى هي التي تدير هذه المسائل، وتطبق الإجراءات في الداخل والخارج باستثناء المدارس وأماكن العمل والأعراس والمآتم.
غرامة بحق المخالفين
ويواجه المخالفون غرامة قدرها 100 جنيه استرليني (130 دولاراً)، تُضاعف في حال تكرار المخالفة إلى حد أقصى هو 3200 جنيه.
وشرح وزير الصحة مات هانكوك صباح الأربعاء هذه القيود الجديدة، موضحاً أن تتبع الإصابات "يظهر أن معظم حالات العدوى تحصل في ظروف يجتمع فيها الناس"، وأكد "تصميمه على التحرك لضمان سلامة السكان".
"من غير المقبول"
وتعرض وزير الصحة للانتقاد من جانب رئيس مجلس العموم ليندسي هويل الذي اعتبر أنه "من غير المقبول" أنه لم يتحدث عن هذه التدابير في جلسة حول الوباء الثلاثاء، قبل بضع ساعات من الإعلان عن التدابير الجديدة.
وبهدف تجنب عزل جديد على الصعيد الوطني، فرضت تدابير محلية لاحتواء ارتفاع عدد الإصابات بـ "كوفيد-19"، وفي بولتون شمال غربي انجلترا، تم تشديد هذه القيود الثلاثاء بسبب ارتفاع عدد الإصابات خصوصاً في صفوف الشباب، ممن هم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر.
وسمح فقط بتشغيل خدمة مبيعات الطلبات الخارجية للمطاعم والحانات في المدينة التي يبلغ تعداد سكانها حوالى 280 ألف نسمة، وعلى كل المؤسسات أن تغلق بين الساعة العاشرة مساء والخامسة فجراً، وتم تقليص الزيارات في دور العجزة، ومنعت اللقاءات بين أشخاص من منازل مختلفة.
ارتفاع الإصابات
وفي وقت تراجع عدد الوفيات جراء الفيروس منذ مارس (آذار)، يسجل عدد الإصابات ارتفاعاً كما في دول أخرى في أوروبا، إذ بلغت الثلاثاء 2460 إصابة، وهو يماثل أحد أعلى المستويات المسجلة في مايو (أيار)، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 352560 إصابة.
وسبق أن حذرت السلطات الصحية من أنه ينبغي على الأرجح إبقاء بعض القيود طالما لم يتم التوصل إلى لقاح، الأمر الذي تأمل الحكومة بتحقيقه مطلع عام 2021.
وتبددت هذه الآمال مع الإعلان مساء الثلاثاء عن تعليق التجارب السريرية لمشروع اللقاح البريطاني الرئيس الذي تقوده جامعة أوكسفورد مع مجموعة "استرازيكا" للأدوية، وذلك بعد إصابة أحد المشاركين في التجارب بـ "مرض محتمل غير مبرّر" وهو على الأرجح تأثير جانبي خطر.
وبريطانيا هي الأكثر تضرراً جراء الوباء في أوروبا، مع تسجيلها أكثر من 41500 وفاة. وتعرض جونسون إلى انتقادات لتأخره في استدراك خطورة الوباء، وفرض تدابير العزل.