أعلن الاتحاد السعودي للرياضة للجميع عبر صفحته الرسمية عن الاستعداد لانطلاق أول دوري كرة قدم مجتمعي للسيدات على مستوى السعودية بهدف تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضي من خلال إتاحة الفرصة للنساء ودعم اللاعبات والمدربات للارتقاء بمهاراتهن، وذلك ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة.
تدريبات مكثفة لانطلاق أول دوري نسوي
بثبات مضت لاعبات كرة القدم في الفرق النسائية بمختلف أنحاء مناطق السعودية في تدريبات مكثفة استعداداً لخوض الموسم الأول بالدوري النسائي، يسارعن الخطى الزمنية التي تفصلهن عن انطلاقة موسم الدوري في أوائل مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وبدماء الحماس الممزوجة بأهداف الملاعب تخضع كل لاعبة لتدريبات بدنية مكثفة من أجل تهيئتها لمشاركة فريقها في الموسم.
ويأتي هذا التحرك التدريبي بعد نشر الاتحاد الرياضي للجميع رابطاً إلكترونياً يدعو فيه السيدات للتسجيل بصفة الفريق، أو المشاركات الفردية ضمن فئات لاعبة، مدربة، حكم، للمشاركة في دوري كرة القدم المجتمعي النسائي على مستوى السعودية، وستقام البطولة بنظام المجموعات في الدور الأول، ونظام خروج المغلوب في الدور الثاني في كل من المنطقة الشرقية، والرياض، وجدة.
إرادة وعزيمة
في مدينة الخبر، شرق السعودية، بدأت المدربة التنفيذية لفريق شعلة الشرقية، مرام البتيري، بتهيئة فريقها النسائي وفق برنامج رياضي متكامل. وفي حديثها إلى "اندبندنت عربية" تقول "بدأنا في برنامج الإعداد البدني والنفسي للاعبات الفريق قبل أسبوعين بشكل مكثف لبدء الاستعدادات التدريبة للجهاز الفني بكل إرادة وعزيمة، وتمت الاستعانة بمختصات في الإعداد البدني مع بداية عودة التدريبات الجماعية ورفع مستوى اللياقة البدنية الخاصة بكرة القدم حتى تتمكن اللاعبات من الجاهزية التامة لموسم الدوري المقبل".
وتتفق قائدة ولاعبة فريق السعودية النسائي منيرة الحميدان مع البتيري في التركيز على أهمية الاستعدادات البدنية والفنية، خاصة مع التأثير السلبي لبقاء اللاعبات في المنزل على مستوى لياقتهن، والتي تشمل المهارات الفنية والركض والسرعة والرشاقة وتغيير الاتجاه.
وقالت الحميدان في حوارها معنا "بالطبع، تسببت جائحة كورونا في بقاء اللاعبات داخل منازلهن لعدة أشهر، اقتصرن خلالها على تدريبات فردية في مساحات محددة، ومع عودة التدريبات الجماعية كثفنا جهودنا في رفع الجاهزية البدنية التي يفترض أن تكون عليها اللاعبات في هذا الوقت من الموسم قبل انطلاق الدوري".
كيف أثر الحجر المنزلي على مستوى اللاعبات؟
تضيف قائدة فريق السعودية النسائي أن "بروتوكولات الفريق في البرنامج التدريبي تعزز قدر الإمكان اللياقة التي فقدتها اللاعبات، خاصة أنه ليس هناك متسع من الوقت لعمل فترة إعداد مناسبة قبيل انطلاق الدوري، كما أن التدريبات المنزلية لا تعوض بأي حال من الأحوال تدريبات اللاعبات اليومية فوق الميدان، لأن كرة القدم لها خاصيتها، فهي تلعب على ميدان الملعب تقوم فيه اللاعبات بمهارات فردية وجماعية، بينما يقتصر دور التدريبات المنزلية على عدم زيادة الوزن، والاحتفاظ بالمستوى الأدنى من اللياقة البدنية، وتحسين القوة الوظيفية والعامة والمرونة التي تحد من إصابات الملاعب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الطموح لتشكيل فرق نسائية
عن أسباب تفوق كرة الرجال على نظيرتها النسائية، هل هي أسباب بدنية، أم أن الشغف تجاهها ينمو أسرع وبانتشار أوسع بين الذكور مقارنة بالإناث
تعتبر مدربة فريق رايدرز الرياض أشجان القحطاني أن "وجود اللاعبات وسط مجتمع محافظ، إضافة لعدم وجود مؤهلات سابقة تمكن اللاعبات من الانطلاق الفعلي في ملاعب خاصة بهن"، مؤكدة أن "تاريخ كرة القدم في عنصر الرجال شكل انتشاراً أوسع لهم في المجتمعات".
وتبين القحطاني أن "هناك فجوة كبيرة بين الكرة النسائية والرجالية، ربما تكون عائدة للخبرة باعتبار أن السيدات لم يمارسن الكرة لنفس المدة الزمنية التي مارسها الرجال لنحكم على المنتج النهائي لهن في البطولات، كذلك شكل عدم توافر ملاعب مخصصة لهن عائقاً كبيراً، صاحبه عدم توفر طاقم نسائي تدريبي مختص يمتلك خبرة تمكنهن من تدريب الكوادر النسائية".
هل يمكن للمنتج النسائي منافسة نظيره الرجالي؟
تطمح أشجان وغيرها من المدربات واللاعبات إلى أن تمتلك الكرة النسائية قاعدة شعبية شغوفة كتلك التي يمتلكها الرجال، وأن يتمكن المنتج النسائي في ملاعب كرة القدم لمنافسة نظيره الرجالي بجدية أن توفر لهن الدعم والبيئة المحيطة.
وبينما تؤكد المعطيات في البطولات الرياضية قدرة المرأة على منافسة الرجل في العديد من المجالات الرياضية، ولكن بالقياس على كرة القدم قد يرى البعض أن المرأة تفتقر للجانب البدني الجاف في اللعبة الشعبية الأولى تؤكد أشجان القحطاني، أن "المرأة قادرة على مجاراة ومحاكاة النسق البدني المرتفع لرياضة كرة القدم لدى الرجال، وأنها تمتلك مهارات عالية ومتقدمة في الالتحامات القوية، أو السرعة بالكرة، ومن دونها وغيرها من تلك الجوانب، وتستدرك "لكن ليس الجميع من اللاعبات قادرات على مواجهة الرجل في لعبة كرة القدم نظراً لاختلاف البنية الجسمية".
ويترقب عديد من الشغوفات موعد انطلاقة الدوري الأول لكرة القدم النسائية في السعودية في وقت تصاعدت فيه إنجازات رائعة للنساء في بلادهن من الناحية التعليمية، ودخلت المرأة أغلب مجالات العمل، وتفوقت فيها ضمن جهود حكومية وأهلية تؤدي إلى تأسيس ثقة المرأة بذاتها، ومكنت من جميع المناصب العليا والمسؤوليات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية، كما تقوم بدورها في مجلس الشورى، وتحتك بالقوانين والتشريعات التي تخص بلادها وتساهم في تطور مجتمعها، محققة تراكمات مهمة وإنجازات ملهمة.