كشف منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية ناثان سايلز، عن أن ميليشيا "حزب الله" اللبناني هرّب مواد متفجرة وخزّنها في مخابئ بأوروبا، بما فيها مادة نيترات الأمونيوم التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت المروّع في الرابع من أغسطس (آب) الماضي.
وقال سايلز في إفادة للصحافيين الخميس 17 سبتمبر (أيلول)، إنه "منذ عام 2012، أنشأ حزب الله مخابئ لنيترات الأمونيوم في جميع أنحاء أوروبا، عبر نقل حقائب إسعافات أولية تحتوي هذه المادة"، مضيفاً "اليوم أستطيع أن أكشف عن أن مثل هذه المخابئ نُقلت عبر بلجيكا وفرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا".
وأسفر انفجار مرفأ بيروت، حيث كانت كمية تقارب حوالى 2.7 طن من مادة نيترات الأمونيوم شديدة الانفجار مخزّنة، عن مقتل أكثر من 190 شخصاً وجرح حوالى 6500 آخرين، فضلاً عن إلحاق أضرار قُدّرت بمليارات الدولارات في العاصمة اللبنانية. ورفض "حزب الله" الاتهامات التي وجهت له بالتسبب في انفجار المرفأ.
"الأنشطة لا تزال مستمرة"
أضاف المسؤول في الخارجية الأميركية، "بإمكاني الكشف أيضاً عن أنه عثر على كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم في فرنسا واليونان وإيطاليا وتم التخلص منها. ولدينا أسباب للاعتقاد بأن هذه الأنشطة لا تزال مستمرة". وأردف أنه "اعتباراً من عام 2018، لا تزال هناك شكوك بوجود مخابئ لنيترات الأمونيوم في أوروبا، ربما في اليونان وإيطاليا وإسبانيا"، موضحاً أن "حزب الله" يهدف من خلال هذه الأنشطة إلى تنفيذ "اعتداءات إرهابية". وقال "يخزّن هذه الأسلحة في أماكن تساعده على تنفيذ هجمات إرهابية كبيرة متى يرى أسياده في طهران ضرورة لذلك"، مضيفاً "ليس هذا ما تتوقعه من منظمة سياسية، لكنه بالتحديد ما تتوقعه من منظمة إرهابية".
تصنيف "حزب الله" إرهابياً
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا السياق، أكد سايلز أن الولايات المتحدة تنظر إلى "حزب الله" كتهديد ليس فقط لها، إنما لحلفائها الأوروبيين أيضاً، مردفاً "لذلك نجدّد دعوتنا لمزيد من الدول لتصنيف الحزب بكل مؤسساته (إرهابياً)، وللاتحاد الأوروبي لتوسيع تصنيفه لعام 2013 لما يسمّى الجناح العسكري ليشمل الحزب كاملاً".
ومنذ وقت، تحثّ الولايات المتحدة الدول الأوروبية على إنهاء تمييزها بين الجناحين العسكري والسياسي لـ"حزب الله"، وتصنيفه بجميع مؤسساته منظمة إرهابية.
ونجحت واشنطن في دفع لندن إلى تصنيف الحزب بأجنحته كافة إرهابياً في يناير (كانون الثاني) 2020، وتبعتها برلين في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، ومن ثم ليتوانيا في أغسطس.
انتقاد فرنسا
وبينما تدرس سويسرا الانضمام إلى الدول الآنفة الذكر، تتّجه الأنظار إلى فرنسا التي تنتقدها الولايات المتحدة بشدة لعدم إقدامها على هذه الخطوة.
وفي مقال نشره في صحيفة "لو فيغارو" الثلاثاء، تطرّق فيه إلى مساعي باريس لإنقاذ لبنان من أزمته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، "فرنسا ترفض تصنيف حزب الله كله كمنظمة إرهابية، كما فعلت دول أوروبية أخرى، وقيّدت تقدم الاتحاد الأوروبي في الإجراء ذاته. وبدلاً من ذلك، تحافظ باريس على الوهم القائل بوجود جناح سياسي للحزب، على الرغم من سيطرة إرهابي واحد على الحزب هو حسن نصر الله".
وتعليقاً على انفجار مرفأ بيروت، قال سايلز إنه "تذكير حي بمدى خطورة نيترات الأمونيوم"، داعياً الحكومة اللبنانية إلى إجراء تحقيق "محايد وشفاف" في القضية.
عقوبات جديدة
وجاءت تصريحات المسؤول في الخارجية بالتزامن مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على مسؤول في "حزب الله" وشركتين مقرّهما لبنان، تتهمهما واشنطن بالارتباط بالجماعة الشيعية المدعومة من إيران.
وطالت العقوبات الجديدة شركتي "آرش كونسالتينغ" للدراسات والاستشارات الهندسية و"معمار للهندسة والمقاولات"، اللتين استغلهما الحزب لإخفاء تحويلات مالية إلى حساباته، وفق الوزارة.
وتعزّز واشنطن ضغوطها على "حزب الله"، وبدأت في وقت سابق من الشهر الحالي، باستهداف حلفاء الحزب السياسيين، إذ فرضت عقوبات على وزير المالية السابق علي حسن خليل، المنتمي لحركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس، المنتمي لتيار المردة بزعامة سليمان فرنجية، متهمة إياهما بتقديم الدعم للحزب من خلال مؤسسات الدولة.