بعد أقل من أسبوع على توقيع المنامة إعلان تأييد السلام مع تل أبيب برعاية أميركية، قال العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الاثنين، إن خطوة البحرين بإقامة علاقات مع إسرائيل ليست موجهة ضد أي كيان أو قوى، ولكنها تهدف إلى تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط.
وفي بيان لمجلس الوزراء نشرته وكالة أنباء البحرين الرسمية، أكد ملك البحرين "دعم البحرين للفلسطينيين ولمبادرة السلام العربية التي طرحت في 2002، والتي عرضت على إسرائيل إقامة علاقات طبيعية مقابل اتفاق لإقامة دولة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967".
ونقلت الوكالة عن الملك حمد بن عيسى قوله "إن التسامح والتعايش يشكلان إحدى أهم سمات هويتنا البحرينية الأصيلة. خطواتنا نحو السلام والازدهار ليست موجهة ضد أي كيان أو قوى، بل هي لصالح الجميع، وتهدف إلى حسن الجوار والعمل من أجله".
الداخلية تصحح الإطار الزمني لمخطط إرهابي
تأتي التصريحات البحرينية بعد تداول وسائل إعلام محلية، يوم الأحد، أخباراً تُفيد بإحباط المنامة مخططاً لتنفيذ سلسلة اغتيالات تستهدف وفوداً أجنبية وحرس شخصيات مهمة في البلاد، زعم بأنه بدعم إيراني، قبل أن تنفي وزارة الداخلية أن تكون القضية جديدة، لكنها أقرت بحدوث المخطط.
وأوضحت الداخلية البحرينية في بيان، أن القضية المشار إليها تعود إلى بداية العام الحالي، وهي منظورة حالياً أمام المحكمة المختصة، وفيما دعت إلى مراعاة الإطار الزمني الصحيح والواقعي وفي هذا السياق، جددت تأكيدها التزام الأجهزة الأمنية في البلاد بأداء واجباتها.
من جانبها، دعت السفارة الأميركية في المنامة رعاياها في البحرين إلى "توخي الحذر" في تنبيه أمني نشر الاثنين. ودعت أيضاً الأميركيين إلى "تجنب التجمعات والتظاهرات" وإلى "أن يحملوا معهم في كل الاوقات وثائق سفر صالحة".
إيران نددت بالتقارب العربي الإسرائيلي
وفي حين أكدت البحرين سلمية توجهاتها من إبرام اتفاقية السلام مع إسرائيل، نددت طهران بهذه الخطوة التي قالت إنها تجعل المنامة شريكة في السياسات الإسرائيلية التي تهدد الأمن في المنطقة، وتوعدت الخارجية الإيرانية في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي "الحكومات المطبعة مع الكيان الصهيوني، بأن عليها تحمل عواقب أي إجراء يحدث في هذا المجال"، كما نقلت "رويترز" عن الحرس الثوري، في وقت سابق بياناً نشر في موقعه الإلكتروني، يهدد البحرين بأنها ستواجه "انتقاماً قاسياً" من شعبها، ومن الفلسطينيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد اندلاع احتجاجات متفرقة في شوارع البحرين على خلفية توقيع اتفاق السلام مع تل أبيب في وقت سابق من الشهر الحالي، خرج وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة قبل أيام، ليؤكد أن "إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تأتي في إطار حماية مصالح مملكة البحرين، وإذا كانت فلسطين قضيتنا العربية، فإن البحرين قضيتنا المصيرية".
واتهم آل خليفة طهران بمحاولة فرض هيمنة على بلاده، وقال إنها "تشكل خطراً مستمراً للإضرار بأمن المنامة الداخلي"، موضحاً أن بلاده لجأت للسلام مع إسرائيل بعد أن "تضاءلت حظوظ مختلف الحلول التي تم طرحها كمبادرات سلام من أجل حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وأن التحديات المصيرية اليوم وصلت إلى المنطقة، ولا يمكن أن نتجاهلها، أو نغض الطرف عنها.
وصارت البحرين ودولة الإمارات ثالث ورابع دولتين عربيتين تدخلان في سلام مع إسرائيل، بعد اتفاقية السلام مع مصر عام 1979، ومع الأردن عام 1994، في الوقت الذي تؤكد فيه الإدارة الأميركية إمكانية انضمام دول عربية أخرى إلى ما عُرف في الآونة الأخيرة باتفاقات أبراهام.