Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التطورات الليبية على طاولة مباحثات حفتر وصالح بالقاهرة

الرئيس المصري يستقبل رجلي شرق ليبيا القويين ومصادر: القاهرة تسعى لتنقية الأجواء الليبية من أية خلافات والتباحث في شأن "تفاهمات مستقبلية شاملة" للأزمة

الرئيس المصري خلال استقباله خليفة حفتر وعقيلة صالح بقصر الاتحادية  (رئاسة الجمهورية)

بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الأربعاء تطورات الملف الليبي خلال استقباله كلاً من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر بقصر الاتحادية في القاهرة، داعياً الأطراف الليبية كافة إلى توحيد مواقفها للخروج من الأزمة الراهنة، وإعلاء مصلحة الوطن، ومشيداً بالتعاطي الإيجابي الملموس لجميع الأطراف في شرق وغرب ليبيا، مع آليات حل الأزمة.

وبعد ساعات من وصول حفتر وصالح إلى القاهرة في زيارة مفاجئة مساء أمس الثلاثاء، قالت مصادر لـ "اندبندنت عربية"، إنها تأتي في إطار "وضع لمسات أخيرة بشأن تفاهمات تجريها القاهرة مع أطراف ليبية ودولية لبحث مخرج شامل للأزمة الليبية، عبر تفاهمات دولية وتنقية للأجواء من أية خلافات بين الرجلين"، مضيفة أن "القاهرة تسعى لتقريب وجهات النظر بين البرلمان الليبي والجيش في عدد من الملفات"، فيما أفاد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بسام راضي، أن السيسي بحث خلال اللقاء وبحضور رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عباس كامل، تطورات الوضع في الجارة الغربية، وجهود الأطراف كافة في تنفيذ وقف إطلاق النار الميداني من جهة، والجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى.

مصر تدعم جهود الحل السياسي

ووفق راضي، فإن الرئيس المصري أكد على موقف بلاده الثابت من دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية بعيداً من التدخلات الخارجية، والترحيب بأية خطوات إيجابية تؤدي إلى التهدئة والسلام والبناء والتنمية، وكذلك الترحيب بنتائج الاجتماعات الدولية والإقليمية التي عقدت خلال الفترة الماضية، وأكدت على إرساء السلام وتفعيل مسارات الحل السياسي الشامل، مشيراً إلى أن السيسي أطلع  المسؤولين الليبيين على التطورات الأخيرة في ليبيا، والتفاعلات الدولية ذات الصلة، وجهود الأطراف كافة لتنفيذ وقف إطلاق النار وتثبيت الوضع الميداني، والجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، أعرب المسؤولون الليبيون عن تقديرهم للدور المصري المحوري والبالغ الأهمية في تثبيت دعائم السلم وتحقيق الاستقرار في ليبيا، وصون مقدرات الشعب الليبي والعمل على تفعيل إرادته، فضلاً عن دعم مصر لجهود المؤسسات الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وإعادة إطلاق العملية السياسية بمشاركة القوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي.

تنقية الأجواء بين الرجلين

وفق مصادر دبلوماسية مصرية، فإن "اتصالات القاهرة المكثفة تجاه الأزمة الليبية خلال الآونة الأخيرة، تأتي من حرص مصر على الوصول لحل سريع وشامل للصراع الممتد في الجارة الغربية منذ سنوات، وتهدف للوصول إلى تفاهمات نهائية للصراع بين أطراف الأزمة والفاعلين في المشهد كافة، وذلك بعد مباحثات المغرب والقاهرة قبل أكثر من أسبوع بين معسكري الشرق والغرب". مشيرة إلى أن "مصر سعت خلال الأيام الأخيرة التي سبقت زيارة حفتر وصالح إلى تقريب وجهات النظر بين الرجلين، بعد اختلافات في الرأي بينهما تجاه قضايا وملفات بعينها".

وذكرت المصادر أن القاهرة حريصة كل الحرص على إزالة أي سوء تفاهم بين الأطراف الليبية الفاعلة في الداخل، قد يؤثر سلباً في الجهود الدولية الحثيثة المبذولة في عدد من العواصم الدولية لإيجاد حل شامل للأزمة"، مشيرة إلى أن حفتر وصالح أبديا تفهمهما لتلك النقاط خلال لقائهما الرئيس المصري اليوم الأربعاء.

كما ذكرت المصادر أنه من المقرر أن يستكمل حفتر وصالح محادثاتهما في القاهرة خلال الساعات المقبلة مع المسؤولين المعنين بالملف الليبي على المستويين السياسي والأمني.

وكانت آخر زيارة لحفتر وصالح إلى القاهرة في السادس من يونيو (حزيران) الماضي، حيث اجتمع الرجلان مع الرئيس المصري، وأعلن حينها عن مبادرة مصرية عرفت بـ "إعلان القاهرة" لوقف إطلاق النار وحل الأزمة السياسية في ليبيا.

ودعا إعلان القاهرة إلى احترام جهود المبادرات الدولية والأممية كافة، من خلال إعلان وقف إطلاق النار اعتباراً من 8 يونيو (حزيران) 2020، وإلزام جميع الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى يتمكن الجيش الوطني بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من الاطلاع بمسؤولياته ومهماته العسكرية والأمنية في البلاد، إلى جانب استكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية 5 + 5 برعاية الأمم المتحدة في جنيف، فضلاً عن الدعوة إلى تشكيل مجلس رئاسي ليبي يضمن تمثيل الأقاليم.  ولاقت المبادرة ترحيباً عربياً وإقليمياً ودولياً باستثناء حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، وتركيا الداعمة لها عسكرياً واقتصادياً.

ومساء أمس، قال الرئيس المصري خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "إن أي تجاوز للخط الأحمر في سرت والجفرة الذي حددته مصر في ليبيا سنتصدى له". مشدداً على أن بلاده "متمسكة بمسار التسوية السياسية في ليبيا، فالأزمة الليبية تؤثر في أمن دول الجوار". وأضاف، "سندعم ليبيا في حربها ضد الإرهاب وتدخلات بعض الجهات الإقليمية".

ولفت الرئيس السيسي إلى وجوب محاسبة الدول التي تخرق القرارات الدولية، من خلال نقلها الإرهابيين إلى سوريا وليبيا. وقال إن مصر حريصة على إرساء السلم والأمن الدوليين، وتدعو إلى تبني نهج يحقق الأمن والاستقرار.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات