أفصح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، يوم الخميس، في مؤتمر يناقش شؤون المناخ في الأمم المتحدة، عقد بشكل افتراضي في نيويورك، عن رغبته في استغلال مصادر الطاقة المتجددة، نظراً إلى الإمكانات الهائلة التي تمتلكها المملكة المتحدة من طاقة الرياح.
وقال جونسون، بحسب "بي بي سي"، إنه يراهن على الطاقة المتجددة، لتحويل المملكة المتحدة إلى "سعودية طاقة الرياح"، في إشارة ربما إلى أن بريطانيا تسعى لتصبح رائدة ومعروفة باعتمادها على الطاقة النظيفة، تماماً كما تشتهر السعودية بموارد النفط، باعتبارها أحد المصادر الأساسية للطاقة غير المتجددة عالمياً.
وفي حديثه عبر تقنية الفيديو، في مؤتمر خاص بشؤون المناخ في الأمم المتحدة، نوه رئيس الوزراء البريطاني بإمكانات بلاده من طاقة الرياح، مضيفاً أن المملكة المتحدة يجب أن تتبنى مجموعة من التقنيات الجديدة لتحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
كورونا يؤجل مؤتمر المناخ
يأتي حديث جونسون الداعي إلى تقليل الممارسات المؤدية إلى التغير المناخي، في إطار ترؤس المملكة المتحدة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، المعروف باسم COP، غير أن أزمة فيروس كورونا أعاقت عقد التجمع السنوي هذا العام، وأدت إلى تأجيله حتى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021.
وفي حين أكد رئيس وزراء بريطانيا مواصلة الاستثمار في الطاقتين الشمسية والنووية، قال إن بلاده لديها أجندة طموحة، داعياً الدول الأخرى إلى مجاراتها بذلك، كما أشاد بتعهد الصين الأخير، تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
والحياد الكربوني الذي يعد قضية مؤرقة في عدد من الدول يقصد به الحد من التلوث حفاظاً على كوكب الأرض من التغير المناخي، والوصول إلى صافي صفر انبعاثات أو أن تقابل أي انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري بنشاطات مفيدة للبيئة مثل زراعة الأشجار.
طاقة متجددة لكنها مهدرة
إلى ذلك كرر جونسون تعهد حكومته بإعادة البناء بشكل صديق للبيئة بعد جائحة كورونا من خلال ثورة صناعية وصفها بـ"الخضراء". كما وعد بتوفير آلاف الوظائف الجديدة تبعاً لهذه العملية. وفي ما يتعلق بطاقة الرياح، قال، "لدينا رياح ضخمة وهائلة تدور حول شمال البلاد، اسكتلندا. لدينا إمكانات غير عادية للرياح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن التقنيات الجديدة، شدد رئيس الوزراء على أن تأخذ المملكة المتحدة زمام المبادرة في تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه (CCS)، التي تلتقط انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مصادر مثل محطات الطاقة ثم تخزنها تحت الأرض.
وأكد جونسون أنه لم يكن يعتقد بنجاح هذه التقنية وإمكانية تطبيقها، إلا أنه الآن يدعو إليها، مضيفاً أن بريطانيا "ستستثمر في تكنولوجيا وقود الهيدروجين المتجدد للشاحنات والقطارات وربما للطائرات، إضافة إلى المركبات التي لا يمكن نقلها بسهولة بواسطة البطاريات الكهربائية".
التحول إلى الطاقة النظيفة ملح
ومثل العديد من البلدان الأخرى تفكر المملكة المتحدة في تقديم موعد التخلص التدريجي من سيارات البنزين والديزل، ويعتقد أن التاريخ سيكون عام 2030، ومن شأن هذا تسريع استخدام المركبات الكهربائية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة، إلى أنه بعد أكثر من قرن ونصف من التصنيع، وإزالة الغابات، والزراعة الواسعة النطاق، ارتفعت كميات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ ثلاثة ملايين عام، وبينما تنمو الاقتصادات ومستويات المعيشة للسكان، فإن مستوى تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري آخذة في الارتفاع أيضاً.
وبحسب المنظمة الدولية، فإن تغير المناخ هو قضية العصر الحاسمة، إذ إن آثاره العالمية واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، بدءاً من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات. اتخاذ إجراءات حاسمة يعد حلاً ناجعاً، إذ إن التكيف مع التبعات السلبية سيكون أكثر صعوبة ومكلفاً في المستقبل.