كشف أحد أكبر القادة العسكريين البريطانيين أن القوات المسلحة البريطانية تواجه أكثر من 60 هجوماً سيبرانياً يومياً في ما يشبه "حرباً خاطفة" حديثة، باتت الجبهة الأمامية الخطيرة والجديدة في حروب القرن الحادي والعشرين.
وأعطى الجنرال السير باتريك ساندرز كذلك لمحة نادرة عن قدرات البلاد الهجومية التي تمكنها من نقل النزاعات السيبرانية إلى مرمى العدو، وتنفيذ عمليات من شأنها "تقويض وتشويش وتدمير القدرات والبنى التحتية الأساسية".
وحذر الجنرال من أن التهديد الصادر عن الخصوم دائم ومتفاقم. وقال "وفر الفضاء السيبراني وسيلة استغلتها الجماعات الإرهابية، كي تنشر دعايتها واستغلها الروس كي يتدخلوا في عملياتنا الديمقراطية".
"وهو يتيح للصينيين نشر المعلومات الكاذبة وسرقة عناوين بروتوكولات الإنترنت، ويسمح للإيرانيين تقديم الدعم للجماعات الإرهابية واستخدام جائحة كوفيد-19 بكثرة كغطاء لعمليات الاستغلال، على سبيل المثال لا الحصر".
وتتعرض القوات المسلحة البريطانية "شهرياً لنحو 1800 (تدخل سيبراني معاد) ما يعادل 60 هجوماً كل يوم" تتطلب الصد المباشر، بينما تعالج أنظمة الدفاع الإلكترونية هجمات كثيرة أخرى. وشدد على أن هذه الأرقام تتعلق بالهجمات التي تطال القوات العسكرية فحسب، ولا تشمل الهجمات التي تتعرض لها كل يوم البنى التحتية المدنية أو المؤسسات المالية.
تستطيع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن تطلب المساعدة من بعضها بعضاً، بموجب البند الخامس من اتفاقية الحلف. وعلى الرغم من أن أياً من الدول الأعضاء لم تفعل هذا البند بعد، فقد مدت المملكة المتحدة يد العون التقني لعدد من الحلفاء في سبيل مواجهة العدوان السيبراني الروسي.
وأثناء حديثه داخل مقر عمليات الدفاع الإلكترونية في هيئة كورشام التابعة لوزارة الدفاع في ويلتشير، حيث أسست الحكومة البريطانية مخبأها السري خلال الحرب، قال الجنرال ساندرز "إن كنت سأستخدم استعارة حربية، و(هذا ما سأفعله) لأنها الذكرى الثمانين على معركة بريطانيا، وبالتالي، لو كانت هذه حرباً جوية، ستُعتبر حرباً خاطفة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"فالهجمات تتبع المستوى نفسه من التركيز، وهي على الوتيرة ذاتها، ولو سمحنا لكثير من المفجرين المزعومين ولبياناتهم اختراق صفوفنا، فهذا سيزرع بذور الهزيمة. ولو أن الخسارة لن تكون فورية إنما بطيئة وماكرة ومُهلكة تدريجياً وحتمية".
وقال الجنرال ساندرز، رئيس القيادة الإستراتيجية في المملكة المتحدة وأعلى القادة رتبة في الشأن السيبراني، إن رئيس الوزراء كلفه مهمة الحرص على تحويل هذا البلد إلى "قوة سيبرانية رائدة على كافة الجبهات" تمتلك قدرات دفاعية وعدوانية.
"ما يعنيه هذا أولاً، هو التحلي بقدرات عالمية من أجل حماية المعلومات القومية الحيوية داخل البلاد والدفاع عنها. وثانياً، التمكن من منافسة خصومنا والتشويش عليهم والقيام باختراقات سيبرانية واسعة النطاق وكبيرة الحجم".
من المتوقع أن توافق "المراجعة الشاملة" المُرتقبة بشأن السياسة الدفاعية والأمنية والخارجية في المملكة المتحدة على تخصيص استثمارات ضخمة لعمليات الهجوم والدفاع السيبرانية. ويُقال إن دومينيك كامينغز، كبير مستشاري رئيس الوزراء، الذي أسند لنفسه دوراً أساسياً في عملية المراجعة، مناصر كبير لتطوير القدرات السيبرانية.
كشفت "اندبندنت" في يناير (كانون الثاني) أن الحكومة بلغت المراحل النهائية في تأسيس القوة السيبرانية الوطنية بإدارة وزارة الدفاع ومقر الاتصالات الحكومية.
نُفذت التحركات السيبرانية الهجومية عند اللزوم ضد داعش في سوريا والعراق. ويقول المسؤولون الغربيون إن تأسيس القوة السيبرانية الوطنية تأجل جراء الانشغال بتقلب الأوضاع بسبب بريكست وتغيير الوزراء ووكلاء الوزراء المتواصل داخل وزارة الدفاع.
© The Independent