قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه سيتحدث على الأرجح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن الأزمة في فنزويلا.
وقال ترمب للصحافيين، بعدما حذر البيت الأبيض روسيا والدول الأخرى من دعم الرئيس نيكولاس مادورو عبر إرسال قوات وأسلحة عسكرية إلى فنزويلا، "سنتحدث على الأرجح في مرحلة ما".
وأضاف "سأتحدث إلى كثير من الناس، ربما الرئيس بوتين وربما الرئيس الصيني شي".
في المقابل، قال وزير الدّفاع الفنزويلي الجنرال فلاديمير بادرينو، الجمعة، إنّه "لا ينبغي لأحد أن يقلق" حيال مسألة وصول جنود روس إلى فنزويلا.
وسأل وزير الدّفاع الفنزويلي، في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي، "هل يخفى على أحد أنّ فنزويلا تُقيم تعاوناً تقنياً عسكرياً (مع روسيا) منذ العام 2001؟ لا ينبغي لأحد أن يقلق. نحن نتعاون ببساطة".
وأضاف بادرينو، الذي كان يُشارك في افتتاح مركز روسي لتدريب طيّاري مروحيّات الهليكوبتر في ولاية ياراكوي بشمال غرب البلاد، أنّه "تعاون بين شريكين استراتيجيَّين، روسيا وفنزويلا. نُريد أن تكون لدينا علاقات تعاون مع الولايات المتّحدة، لكن بما أنّنا لسنا عبيداً، لم نتمكّن من ذلك".
وحطّت طائرتا "أنطونوف 124" و"إليوشين 62" روسيّتان في كاراكاس قبل أيّام. وبحسب وسائل إعلام فنزويلية، كانت الطائرتان تقلان 99 عسكرياً مع 35 طناً من العتاد بقيادة قائد القوّات البرّية الجنرال فاسيلي تونكوشوروف.
وكان ترمب دعا روسيا إلى مغادرة فنزويلا بُعيد بلوغ التوتّر بين الطرفين ذروته إثر إرسال موسكو عسكريّين وأسلحة إلى كاراكاس.
الظلام في كاراكاس
غرقت كاراكاس ومدن فنزويليّة رئيسة عدّة، ليل الجمعة، في الظلام مجدّداً، بعد انقطاع سابق للكهرباء أصاب البلاد بالشّلل لمدّة أربعة أيّام.
وانقطع التيّار الكهربائي حوالي الساعة 19,10 بالتّوقيت المحلّي (23,10 بتوقيت غرينتش)، وفق مشاهدات وكالة "فرانس برس"، وهو الأمر الذي أدّى بحسب سكّان إلى غرق العاصمة فضلاً عن مدن كبرى عدّة في الظّلام.
وهذا ثالث انقطاع للكهرباء، بعد الانقطاع الكبير للتيّار من 7 إلى 14 مارس (آذار)، الذي أدّى وقتذاك إلى حرمان السكّان من وسائل النّقل العام والهواتف والانترنت وأجبر الإدارات ومعظم المتاجر على الإغلاق.
ويقدّر خبراء أن العطل الكهربائي يكلف الاقتصاد الفنزويلي خسائر بقيمة 200 مليون دولار في اليوم.
ومنذ سنوات، تزايدت حالات انقطاع الكهرباء في هذا البلد الذي كان في ما مضى الأكثر ازدهاراً في أميركا الجنوبية.
أميركا تندد مجدداً
ندّدت الولايات المتحدة، الجمعة، مرةً جديدةً بوصول عسكريين روس إلى فنزويلا، مؤكدةً من جديد عزمها على الدفاع عن مصالحها ومصالح "شركائها" في المنطقة.
وارتفعت حدّة التوتر منذ أيام بين واشنطن، التي تعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً بالوكالة لفنزويلا وتطالب برحيل مادورو، وموسكو التي تتّهم الولايات المتحدة بالتخطيط لـ"انقلاب" في هذا البلد، الذي يحتوي على احتياطات نفطية هائلة.
وطالبت روسيا، الخميس، ترمب بـ"احترامها" وعدم التدخّل بعلاقاتها مع كاراكاس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد مستشار ترمب للأمن القومي جون بولتون أن "الحكومة (الأميركية) تدين بشدة استخدام مادورو لعسكريين أجانب من أجل محاولة البقاء في السلطة، خصوصاً استقدام عسكريين روس وعتاد روسي إلى فنزويلا".
وأضاف "نحذّر بشدّة اللاعبين الخارجيين من نشر عناصر عسكريين في فنزويلا... بنيّة الإعداد لعمليّات عسكريّة أو توسعتها"، مشيراً إلى أنّ "التصرّفات الاستفزازيّة" من هذا النوع ستُعتبر بمثابة "تهديد مباشر لسلام وأمن المنطقة".
وقال المبعوث الأميركي للأزمة الفنزويليّة إليوت أبرامز، من جهته، إنّ مهمّة الجنود الرّوس الذين تمّ إرسالهم إلى فنزويلا هي توفير "دعم تقني".
وأضاف أنّ "إحدى الأشياء التي يبدو أنّهم يقومون بها، وهذا ما نعتقده منذ البداية، هي تقديم المساعدة للنظام (الفنزويلي) في ما يتعلّق بمنظومته الصاروخيّة إس-300 التي يبدو أنها تعطّلت بالكامل جرّاء انقطاع الكهرباء".
مركز روسي للتدريب العسكري
افتتحت روسيا، الجمعة، في فنزويلا مركزاً للتّدريب العسكري لطيّاري الهليكوبتر.
وقال فياتشيسلاف دافيدنكو، المتحدّث باسم شركة "روسوبورون إكسبورت" الحكوميّة الروسيّة المكلّفة ببيع الأسلحة، لوكالة "إنترفاكس" الروسيّة للأنباء، إنّ "قدرات هذا المركز ستُمكّن الطيّارين الفنزويليين من الحصول على تدريب كامل على تشغيل واستخدام طائرات الهليكوبتر من طراز مي-17 في-5 ومي-35 إم ومي-26 تي، في ظروف مشابهة للواقع".
وأضاف دافيدنكو أنّ هذا التدريب "سيجعل إعداد الطّيارين أكثر أماناً وفاعليّة"، وسيُقلص من كلفة تدريبهم، مشراً إلى أنّ هناك جنوداً فنزويليّين تلقّوا في وقت سابق تدريباً في روسيا على استخدام أجهزة محاكاة الطيران.