وقّع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، في تونس، الأربعاء 30 سبتمبر (أيلول)، اتفاقاً للتعاون العسكري، مؤكداً أهمية التقارب مع تونس كشريك من أجل مواجهة تأزم الوضع في ليبيا.
واعتبر إسبر، في الزيارة الأولى له إلى أفريقيا منذ توليه منصبه، أن الهدف هو مواجهة "المتطرفين الذين يمثلون تهديداً" وأيضاً "منافسينا الإستراتيجيين الصين وروسيا" بسلوكهما "السيئ".
وقال الوزير الأميركي "نحن مسرورون لتعميق التعاون من أجل مساعدة تونس على حماية موانئها وحدودها".
وإثر لقائه بالرئيس التونسي قيس سعيد في قصر قرطاج، ألقى إسبير خطاباً في المقبرة العسكرية الأميركية في قرطاج، حيث يرقد العسكريون الأميركيون الذين سقطوا في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية.
والاتفاق الذي وقعه إسبر هو خريطة طريق لم يتم الكشف عن تفاصيلها وتستمر عشر سنوات من أجل تطوير العلاقات من خلال التدريب في حال قررت تونس شراء أسلحة دقيقة، بحسب ما أفاد مقربون من الوزير.
لا قاعدة أميركية في تونس
وتطور دور الولايات المتحدة في دعم الجيش التونسي في السنوات الماضية، خصوصاً من خلال التدريبات والعتاد لحماية حدودها مع الجارة ليبيا حيث الوضع الأمني يزداد تأزماً مع تواتر التدخلات الأجنبية.
وتعتبر واشنطن تونس حليفاً مهماً منذ عام 2015 من دون أن تكون عضواً في حلف شمال الأطلسي.
وتؤكد السلطات التونسية مراراً أن ما من قاعدة عسكرية أميركية على أراضيها وأنه لن تكون هناك واحدة في المستقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن تقارير إعلامية أميركية كشفت في عام 2017 أن فريقاً عسكرياً متخصصاً في تسيير الطائرات دون طيار موجود في قاعدة تونسية في محافظة بنزرت (شمال).
وخصص البنتاغون دعماً للجيش التونسي بنحو مليار دولار منذ ثورة 2011، وفقاً للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم).
وأعلنت أفريكوم في بيان في مايو (أيار) أنه حيال تأزم الوضع في ليبيا، تعتزم إرسال فرق دعم إلى تونس، مما أثار انتقادات واسعة من الرأي العام التونسي.
ثم أوضحت أفريكوم، في بيان ثانٍ، أن هذه الفرق ستكون للتدريب المشترك وليس للقتال.
وتشارك قوات عسكرية أميركية في تدريبات مشتركة مع الجيش التونسي بانتظام. وقد نظمت وزارة الدفاع الأميركية عرضاً للطيران العسكري في مارس (آذار) الفائت في جزيرة جربة (جنوب) تحت مسمى المعرض الدولي للطيران والدفاع.
هدية إسبر
والتقى إسبر نظيره التونسي، إبراهيم البرتاجي، في زيارته التي تندرج في إطار جولة على المغرب العربي يؤكد خلالها التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة ويناقش سبل تعزيز التعاون ضد التنظيمات الجهادية.
وشدد البرتاجي على "أهمية الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة الأميركية في مجال أمن الحدود ومساهمتها في تركيز منظومة المراقبة الإلكترونية"، وفق بيان لوزارة الدفاع التونسية.
وتناول المسؤولان دور تونس في مالي، البلد الذي يعاني من توترات أمنية وتنشر فيه تونس قوات عسكرية في إطار بعثة الأمم المتحدة منذ العام الماضي.
وقدم إسبر لنظيره التونسي هدية هي نسخة طبق الأصل لمسدس الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن. وأكد "أهمية بقاء الجيش بعيداً عن السياسة".
وينظر للجيش التونسي على أنه لا يتدخل في الشأن السياسي في البلاد وأنه لعب دوراً مهماً خلال ثورة 2011 ولم يتدخل لقمع المتظاهرين قبل أن يسقط نظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي.
ويصل إسبر، الخميس، إلى الجزائر العاصمة كأول رئيس للبنتاغون يزورها منذ 2006، حيث سيجري محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبون الذي يشغل أيضاً منصبي قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع.
وينهي الوزير الأميركي جولته المغاربية، الجمعة، في الرباط حيث سيناقش سبل "تعزيز العلاقات الوثيقة" في المجال الأمني مع المغرب.