"أنا حزين فقط للطريقة التي سارت عليها الأمور الليلة الماضية"، هذا ما قاله كريس والاس، مذيع برنامج "فوكس نيوز صنداي" لصحيفة "نيويورك تايمز"، عقب المناظرة التي أدارها بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومرشح الرئاسة الديمقراطي جو بايدن. وخلال محادثة مع الصحيفة عبر الهاتف من منزله في أنابوليس بولاية ميريلاند، أضاف والاس "فرصة رهيبة ضائعة. لم أحلم أبداً أن تخرج الجلسة عن مسارها".
كنت بطيئاً
وفي أول مقابلة إعلامية له منذ المشهد الفوضوي وغير المترابط في كثير من الأحيان، إذ قاطع ترمب المتشدد خصمه بايدن بلا هوادة، اعترف والاس بأنه "كان بطيئاً" في إدراك أن الرئيس لن يتوقف عن انتهاك قواعد النقاش، قائلاً "أعلم أن الناس يعتقدون أنني لم أتحرك بشكل أسرع، لتدارك الموقف، وأعتقد أن هذه ستكون إستراتيجية الرئيس ليس فقط في أول مناظرة، لكن في جميع المناظرات المقبلة".
وأضاف والاس، الذي أدار المناظرة عبر البث المباشر وتابعها عشرات الملايين من الأميركيين، "أنا محترف. لم يسبق لي أن مررت بموقف مماثل". واصفاً سلوك الرئيس بـ"البلطجي" في المناظرة، وحتى في المناظرات السابقة التي أدارها والاس، بما فيها الانتخابات الرئاسية الأولى في 2016.
وتابع المذيع المخضرم، "عندما استهل ترمب حديثه في البداية، وخاطب بايدن مباشرة، اعتقدت أن الحوار كان رائعاً، وأن الحديث ارتقى إلى مستوى النقاش، إلا أن مشاعر القلق تزايدت لدي عندما لم يبد الرئيس أي علامة على التراجع واستمر في الهجوم".
محاولات صعبة
وعندما سئل والاس عما كان يشعر به عندما دعا إلى وقف النقاش بصورة مؤقتة وعند إرشاده المرشحين أن "البلد سيكون أفضل إذا سمحنا لكلا الشخصين بالتحدث من دون قطع حديث كل شخص للآخر"، رد، "الإجابة عن هذا السؤال سهلة: شعرت باليأس".
وتحت دائرة الضوء، كان والاس مدركاً تماماً مهمته المعقدة، التي تتمثل في ضمان نقاش عادل وتجنب الانحياز إلى جانب دون الآخر، والسماح للمرشحين بالتعبير عن نفسيهما مع الحفاظ على المناقشة الموضوعية، وحول ذلك قال "كمدير لجلسة المناظرة، قلت منذ البداية إنني لا أريد أن أكون غير مرئي، وأنه بإمكاني التحدث، وإثراء النقاش والتدخل أكثر وأكثر بالأسئلة. لكن اضطررت إلى استخدام عبارات من فضلك (لا تقاطع)، ثم (الرجاء الالتزام بالقواعد)، و(هذا لا يخدم البلد جيداً)، كانت كلها محاولات صعبة من جانبي للسيطرة على الموقف، في تلك اللحظة، وعلى ذلك المسرح".
ولدى سؤال الصحيفة لوالاس عما إذا كان ترمب قد أخرج النقاش عن مساره، أجاب، "حسناً، بالتأكيد سلوك دونالد لم يساعد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لجنة المناظرات ستعيد الحسابات
وقالت لجنة المناظرات الرئاسية، إنها ستدرس التغييرات في شكل لقاءات هذا العام المتبقية بين بايدن وترمب، وهي علامة واضحة على إحباطها من نتائج، مساء الثلاثاء الماضي، كما بذلت اللجنة قصارى جهدها للإشادة بوالاس "لاحترافه ومهارته".
الاقتراح بأن يمنح مدير الجلسة سلطة كتم صوت ميكروفونات المرشحين، التي كانت منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات التي تلت الحدث، لم تتوافق مع والاس الذي قال "من الناحية العملية، حتى لو كان ميكروفون الرئيس مغلقاً، كان لا يزال بإمكانه الاستمرار في المقاطعة، وربما جرى التقاطه على ميكروفون بايدن، وما زال سيعطل الإجراءات في القاعة".
وأشار إلى أن قطع البث الصوتي لمرشح رئاسي هو عمل أكثر أهمية، مما يعتقده بعض النقاد. وقال "على الناس أن يتذكروا أن كلا المرشحين يحظى بدعم عشرات الملايين من الأميركيين".
ومن المقرر أن يقوم ستيف سكالي من "سي - سبان" بإدارة المناظرة المقبلة، ومن المتوقع أن يطرح الناخبون في فلوريدا كثيراً من الأسئلة. في حين ستكون كريستين ويلكر من "إن بي سي نيوز"، هي من ستدير المناظرة النهائية قبل الشروع في الانتخابات الأميركية المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
ونصح والاس مديري المناظرتين المقبلتين بأنه "إذا ذهب أي من الرجلين في هذا الطريق، آمل أن يكون مدير الجلسة أسرع مني في إدراك ما يجري. فلم يكن لدي هذا التحذير المسبق".