ملخص
نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي الإثنين، أن إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، بينما صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "أي حل في لبنان يتوقف على نزع سلاح 'حزب الله' وإبعاده عن الحدود".
أعربت الولايات المتحدة الإثنين عن اعتقادها بأن وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان بات "قريباً"، لكن المحادثات ما زالت جارية، وفق ما أعلن البيت الأبيض الإثنين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، "نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين" من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكنه لفت إلى عدم التوصل إلى أي اتفاق بعد.
وتابع "نعتقد أن هذا الأمر يتخذ مساراً إيجابياً للغاية"، لكن عاد وشدد على أن أي اتفاق لم يتم التوصل إليه بعد وأن أي مفاوضات لم تثمر حتى الآن.
وقال إن تأكيد تقارير إعلامية حول فحوى أي اتفاق سيكون عملاً "عديم المسؤولية"، مشدداً على أنه لا يريد القيام "بأي فعل قد ينسف فرصنا".
ولفت كيربي إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع "عن كثب" تقدم محادثات وقف إطلاق النار، وهو على تواصل مباشر مع المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين الذي زار المنطقة في الأسبوع الماضي.
ولم يشأ كيربي تأكيد تقارير إعلامية تفيد بأن بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان عن اتفاق الثلاثاء، مكتفيا بالإشارة إلى أن الرئيسين أجريا في الأسبوع الماضي محادثات بشان النزاع بين إسرائيل و"حزب الله".
في غضون ساعات
وعلى وقع استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة من لبنان، صرح مسؤول لبناني ودبلوماسي غربي لوكالة "رويترز" أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت المسؤولين اللبنانيين بأن وقف إطلاق النار قد يعلن "في غضون ساعات".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي الإثنين، أن إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، بينما صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "أي حل في لبنان يتوقف على نزع سلاح 'حزب الله' وإبعاده عن الحدود".
وأورد "أكسيوس" أنه من المتوقع أن يوافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق مع لبنان غداً الثلاثاء، بعدما قال إن طرفي النزاع يتجهان نحو إبرام اتفاق يستند إلى مشروع أميركي يقضي بهدنة مدتها 60 يوماً ينسحب خلالها "حزب الله" والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني.
ويتضمن النص الذي قدمه المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى طرفي النزاع الأسبوع الماضي، إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، بحسب "أكسيوس".
وصرح السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون اليوم الاثنين أن المحادثات الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع "حزب الله" اللبناني "تمضي قدماً"، لكنه أصر على أن إسرائيل ستحتفظ في أي اتفاق بالقدرة على ضرب جنوب لبنان.
وقال السفير قبل اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنه يتوقع اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم الاثنين أو غداً الثلاثاء لمناقشة قضية وقف إطلاق النار في لبنان.
الرئاسة الفرنسية
من جهتها، قالت الرئاسة الفرنسية اليوم الاثنين إن محادثات وقف إطلاق النار في لبنان حققت تقدماً كبيراً، وذلك بعد وقت قصير من قول مصادر لبنانية رفيعة إن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون من المتوقع أن يعلنا عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في غضون 36 ساعة.
وجاء في البيان "نواصل العمل مع شركائنا الأميركيين في هذا الاتجاه، ونأمل أن تغتنم جميع الأطراف المعنية الفرصة في أقرب وقت".
بن غفير يحذر
في المقابل، حذر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الإثنين، من أن إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحزب سيكون "خطأً كبيراً".
وكتب بن غفير عبر حسابه على منصة إكس، أن "الاتفاق مع لبنان خطأ كبير". ورأى أن القتال حالياً يشكّل "فرصة تاريخية ضائعة للقضاء على 'حزب الله'". وأضاف "أتفهم كل القيود والأسباب ومع ذلك فهو خطأ فادح"، داعياً نتنياهو إلى مواصلة الحرب حتى تحقيق "نصر مطلق".
مشكلات عالقة
وكان متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية قال في وقت سابق من اليوم الإثنين إن إسرائيل تتحرك صوب وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة مع "حزب الله" لكن لا تزال هناك مشكلات عالقة لمعالجتها، كما نُقل عن سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ قوله إن اتفاقاً قد يتبلور خلال أيام.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر، "نتحرك في اتجاه اتفاق لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج للمعالجة"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكان الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم قال الأسبوع الماضي، إن الجماعة نظرت في اقتراح وقف إطلاق النار الذي صاغته الولايات المتحدة لإنهاء القتال مع إسرائيل وأبدت ملاحظاتها عليه، وإن وقف الأعمال القتالية أصبح الآن بين يدي إسرائيل.
وفوضت جماعة "حزب الله" الشيعية، والتي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري المنتمي لـ "حركة أمل" الشيعية أيضاً للتفاوض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غارات على القصير
واستهدفت غارات جوية إسرائيلية الاثنين عدة جسور في منطقة القصير السورية قرب الحدود اللبنانية، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري.
وأفاد التلفزيون السوري عن "عدوان إسرائيلي استهدف جسور الجوبانية والدف وعرجون وبوابة النزارية في منطقة القصير بريف حمص". وتحدثت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وقوع أضرار. ويتواجد في هذه المنطقة "حزب الله" حليف رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "ضربات إسرائيلية" استهدفت معبراً نظامياً قرب القصير وستة جسور عند الحدود السورية-اللبنانية.
غارات وقتلى
واحتدمت الأعمال القتالية بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية. وشنت إسرائيل في مطلع الأسبوع ضربات عنيفة قتلت إحداها 29 على الأقل في وسط بيروت كما أطلق "حزب الله" المدعوم من إيران أكبر وابل صواريخ حتى الآن شمل 250 صاروخاً صوب إسرائيل أمس الأحد.
كما قُتل 12 شخصاً على الأقل في غارات إسرائيلية على مدينة صور ومحيطها (جنوب)، على ما أفادت وزارة الصحة الإثنين.
وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على طريق البص" عند مدخل صور أدت إلى سقوط ستة قتلى وإصابة أربعة أشخاص بجروح، مشيرةً إلى "رفع أشلاء، سيتم تحديد هوية صاحبها بإجراء فحوص الحمض النووي"، فيما أدت غارة أخرى على بلدة معركة إلى سقوط ستة قتلى وإصابة أربعة أشخاص بجروح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن ضربات جوية على نحو "25 هدفاً" تابعاً لـ"حزب الله" في لبنان خلال ساعة واحدة الإثنين.
وقال الجيش في بيان إن الغارات طاولت أنحاء عدة منها "مشارف بيروت" والضاحية الجنوبية للعاصمة، ومناطق البقاع وبعلبك (شرق) والنبطية (جنوب)، واستهدفت "غرف قيادة ومراكز سيطرة وجمع معلومات تابعة للمجلس التنفيذي لـ 'حزب الله'".
هدف الحملة
وتقول إسرائيل إن هدف حملتها العسكرية هو عودة عشرات الآلاف الذين تم إجلاؤهم من المناطق الشمالية بسبب الهجمات الصاروخية التي يشنها "حزب الله" دعماً لحركة "حماس" مع بداية حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأدت الحملة الإسرائيلية إلى نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان.
وركزت الجهود الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب استمرت بين "حزب الله" وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار. ونص القرار على حظر وجود أي قوات أو سلاح بخلاف قوات وسلاح الجيش اللبناني في المنطقة بين نهر الليطاني وحدود إسرائيل ولبنان.