وافق قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل فجر الجمعة على فرض عقوبات على المسؤولين عن القمع في بيلاروس، بعد أن تخلت قبرص عن معارضتها بسبب مطالب بأن يعاقب الاتحاد أيضاً تركيا على التوتر في شرق البحر المتوسط.
وهذا الموقف الأوروبي الصارم حيال أنقرة، والذي طالبت به قبرص، أتاحَ الحصول على موافقة نيقوسيا على تبنّي عقوبات ضد المسؤولين عن القمع في بيلاروس.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للصحافيين الجمعة أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ليس على لائحة العقوبات التي تم فرضها. وتشمل هذه العقوبات حوالى 40 مسؤولاً بيلاروسياً متهمين بقمع المعارضة أو بتزوير نتيجة الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس (آب).
وسيتمّ الجمعة اللجوء الى "إجراء خَطّي" سيسمح بدخول هذه العقوبات حيز التنفيذ. وستُجمّد هذه العقوبات أيّ أصولٍ داخل الاتحاد الأوروبي للأشخاص المعنيين، وسيُحظر عليهم دخول أراضي الاتحاد.
وكانت المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا صرحت لراديو "إر تي إل" الخميس أنه "في حال انحاز الاتحاد الأوروبي إلينا... فإنّ هذا الأمر يمكن أن يساعد كثيراً".
"عقوبات مضادة"
ورداً على قرار بروكسل، أعلنت مينسك الجمعة أنها ستفرض عقوبات مضادة على الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة خارجية بيلاروس، في بيان، "في ما يتعلق بالعقوبات المرتبطة بالتأشيرات التي تبناها الاتحاد الأوروبي بحقّ عدد من المسؤولين البيلاروسيين، سيعلن الجانب البيلاروسي اعتباراً من اليوم عن قائمة من العقوبات الانتقامية".
الكرملين يرى مؤشر "ضغف"
الكرملين الداعم للرئيس البيلاروسي، رأى من جهته، الجمعة، أن عقوبات الأوروبية هي "دليل ضعف".
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، "نرى أن سياسة العقوبات بصورة عامة سيئة. وفي مطلق الأحوال، إنها دليل ضعف أكثر ما هي دليل قوة". واعتبر أن عدم استهداف لوكاشنكو شخصياً بالتدابير الأوروبية خطوة "إيجابية".
رسالة حازمة إلى تركيا
وشهدت مباحثات قادة الاتحاد حول أزمة شرق المتوسط توافقاً أوروبياً على توجيه رسالة حازمة إلى تركيا مع تهديد بفرض عقوبات عليها بطلب من قبرص.
وأكد رئيس المجلس الأوروبي، أن "الحوار مع تركيا مشروط بوقفها الأعمال أحادية الجانب". وأوضح أن "القمة الأوروبية حددت ديسمبر (كانون الأول) أفقاً لمراجعة مختلف المقاربات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف ميشال: "ندعم مقاربة الحوار في نطاق الاحترام المطلق للمبادئ والقيم الأوروبية"، لافتاً: "اتفقنا حول استراتيجية ازدواجية الحوار والحزم". وتابع: "ندعم استئناف مسار حل أزمة انقسام قبرص تحت إشراف الأمم المتحدة".
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على أنقرة إذا تواصلت "الاستفزازات والضغوط" التركية في شرق البحر المتوسط.
وأضافت في مؤتمر صحافي "نريد علاقة إيجابية وبناءة مع تركيا وهذا سيكون أيضاً في مصلحة أنقرة كثيراً".
وقالت "لكن (هذه العلاقة) لن تنجح إلا إذا توقفت الاستفزازات والضغوط. لذلك نتوقع أن تمتنع تركيا من الآن فصاعداً عن الإجراءات أحادية الجانب. وفي حالة تكرار مثل هذه الأفعال من قبل أنقرة فسوف يستخدم الاتحاد الأوروبي كل الوسائل والخيارات المتاحة له".
ميركل: العقوبات "إشارة مهمة"
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن عقوبات الاتحاد الأوروبي على بيلاروس تبعث بإشارة مهمة لأولئك الذين يقفون في طريق الديمقراطية.
وقالت ميركل للصحافيين في قمة قادة الاتحاد "نستطيع القول إن العقوبات على الجهات الفاعلة في بيلاروس ستدخل حيز التنفيذ". وأضافت "الاتحاد الأوروبي يتخذ إجراء ضد الذين يقفون في طريق الديمقراطية. أعتقد أن هذه إشارة مهمة".
وفيما يتعلق بتركيا والتوتر مع قبرص حول التنقيب على الطاقة في شرق البحر المتوسط حثت ميركل أنقرة على مواصلة السير على طريق عدم تصعيد التوتر.
وقالت "نأمل من خلال هذا أن تكون لدينا آلية تفاوض مرة أخرى مع تركيا سواء فيما يتعلق بالقضايا الثنائية مع اليونان وقبرص وحول قضايا الاتحاد الأوروبي مع تركيا".