تتواصل المعارك في إقليم ناغورنو قره باغ، وسط دعوات لم تفلح إلى التهدئة، في مقابل ارتفاع أصوات تحذّر من تطور المواجهات هناك إلى حرب إقليمية.
وفي تطور لافت، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء، السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أن بلاده لن تتساهل مع وجود "إرهابيين" على حدودها في إطار النزاع بين جارتيها أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورنو قره باغ، محذّراً من تحوله الى "حرب إقليمية".
أمر مرفوض
وشدد على أن نقل المسلحين من سوريا ومناطق أخرى إلى قرب الحدود الإيرانية أمر مرفوض بالمطلق بالنسبة لطهران، قائلاً "إيران لن تسمح للدول بإرسال الإرهابيين إلى حدودنا تحت ذرائع مختلفة".
وتأتي تصريحات روحاني بعد اتهامات من دول عدة لتركيا، الداعمة لأذربيجان، بنقل عناصر من مجموعات موالية لها في شمال سوريا للقتال إلى جانب قوات باكو في الإقليم ذي الغالبية الأرمنية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حرب إقليمية
وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال اجتماع للحكومة الإيرانية "من غير المقبول بالنسبة لنا أن يرغب البعض بنقل إرهابيين من سوريا وأماكن أخرى إلى مناطق قريبة من حدودنا تحت ذرائع مختلفة. كنا واضحين في إبلاغ جارتينا أذربيجان وأرمينيا بذلك".
وتابع "يجب ألا تتحول هذه الحرب إلى حرب إقليمية. الذين يقومون، من جهة أو أخرى، بصبّ الزيت على النار، لا يخدمون أحداً. يجب على الجميع القبول بالحقائق، القبول بحقوق الأمم، واحترام وحدة أراضي الدول".
اتهامات متبادلة
واندلعت مواجهات عنيفة منذ 27 سبتمبر (أيلول) بين القوات الأرمينية والقوات الأذربيجانية في الإقليم المتنازع عليه، وعلى الرغم من الدعوات الدولية لوقف التصعيد، لا تظهر أي مؤشرات على الأرض على إمكانية توقف القتال.
واتهمت يريفان أنقرة بنقل "آلاف المرتزقة والإرهابيين من المناطق التي يحتلها الأتراك في شمال سوريا" للقتال إلى جانب قوات أذربيجان.
وأفادت موسكو بأن مقاتلين من سوريا وليبيا، حيث نشرت تركيا آلاف المسلحين السوريين خلال الأشهر الماضية، انتقلوا إلى القوقاز، كما تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن معلومات لاستخبارات بلاده عن توجه مقاتلين من شمال سوريا الى أذربيجان.
من جهتها، ردّت أذربيجان باتهام يريفان بالاستعانة بـ"مرتزقة" أرمن.
أما أنقرة، فدعت العالم إلى دعم "أصحاب الحق" أذربيجان و"عدم مكافأة المحتل"، في إشارة إلى أرمينيا.
ضبط النفس
وشددت إيران منذ اندلاع الجولة الأحدث في النزاع الذي تعود جذوره إلى عقود مضت، على ضرورة ضبط النفس، مبدية استعدادها للمساعدة في بدء محادثات، لكنها حذرت البلدين من تكرار سقوط قذائف على مناطق حدودية في شمال غربي إيران، وحمّلتهما مسؤولية "أي اعتداء" على أراضيها.
ومنذ بدء جولة المواجهات الحالية، أعلنت مصادر رسمية في طهران عن اتصالات بين مسؤولين في طهران من جهة وكل من روسيا وأرمينيا وأذربيجان من جهة أخرى، لكن لم يتم الإعلان عن تواصل بين طهران وأنقرة بشأن ناغورنو قره باغ.
وشهدت علاقات إيران وتركيا تقارباً في الأعوام الماضية في الشقين السياسي والاقتصادي، على الرغم من استمرار تباين الآراء بينهما حيال ملفات عدة منها النزاع في سوريا، حيث تعد طهران من أبرز الداعمين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، في حين تقف أنقرة إلى جانب مجموعات معارضة.
لكن إيران وتركيا تشكلان، مع روسيا، الدول الراعية منذ 2017 لمسار أستانا الذي أسهم في التوصل إلى اتفاقات للتهدئة في مناطق سورية.