يجتمع برلمان قرغيزستان، السبت 10 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث من المحتمل أن يصوت على تشكيل حكومة جديدة لإنهاء حالة الفراغ في السلطة في البلد الذي تجتاحه اضطرابات منذ انتخابات مثيرة للجدل في الرابع من أكتوبر الجاري.
ويعتزم البرلمان الاجتماع في القصر الرئاسي على مشارف بشكك بعدما تعرض مقره للنهب من قبل محتجين سيطروا على مبان حكومية مهمة يوم الثلاثاء.
ولم يتضح بعد الأسماء المرشحة لمنصب رئيس الوزراء التي سيناقشها البرلمان على الرغم من أن نائبة رئيس البرلمان عايدة كاسيمالييفا حثت النواب على إعادة النظر في ترشيح السياسي المعارض سادير جباروف، قائلة إن التصويت لمصلحته لن يؤدي سوى إلى مزيد من الانقسام في البلد.
وتستضيف الجمهورية السوفياتية السابقة البالغ تعداد سكانها 6.5 مليون نسمة قاعدة جوية للجيش الروسي وتعد مركزاً للتجارة مع الصين المجاورة. وهي مقر لعملية تعدين كبيرة مملوكة لكندا.
ووصفت روسيا، التي لها نفوذ قوي على قرغيزستان، الوضع بأنه "فوضوي" حيث أصيب أكثر من 1200 شخص وقتل شخص واحد في اشتباكات في الشوارع منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الاثنين.
واشتبك أنصار جباروف، الجمعة، مع مؤيدي أحزاب أخرى ترشح السياسي عمر بك بابانوف. وأصيب العديد من بينهم سياسي مرشح لشغل منصب نائب بابانوف.
والمعارضة منقسمة بين 11 حزبا يمثلون مصالح عشائرية في بلد شهد بالفعل الإطاحة برئيسين في ثورتين شعبيتين منذ عام 2005.
الرئيس مستعد للاستقالة
وكان الرئيس سورونباي جينيبكوف قد أعلن، الجمعة، أنه "مستعد للاستقالة"، وذلك في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية التي تشهدها هذه الدولة الصغيرة الواقعة في آسيا الوسطى منذ نحو أسبوع بعد الانتخابات التشريعية المثيرة للجدل.
وقال جينيبكوف في بيان نُشر في وقت مبكر الجمعة على موقعه الإلكتروني "أنا مستعد لترك منصب رئيس جمهورية قرغيزستان" بمجرد أن تصبح هناك حكومة جديدة شرعية وأن "نعود إلى طريق الشرعية".
وأضاف أن الاستقالة قد تحصل بمجرد تحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة وإجراء تغييرات في الحكومة. ومع ذلك، لم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه الشروط يمكن تلبيتها، في وقت يتم التخطيط لاحتجاجات جديدة، الجمعة، ما يزيد من خطر حدوث مواجهات عنيفة.
حال طوارئ في العاصمة
وفي وقت لاحق الجمعة، أعلن الرئيس حال الطوارئ في العاصمة بشكك.
وقال مكتب الرئيس في بيان، إن حال الطوارئ، التي تشمل حظراً للتجول وتشديد إجراءات الأمن، سيبدأ تطبيقها اعتباراً من الثامنة مساء اليوم الجمعة، وحتى الثامنة من صباح 21 أكتوبر (تشرين الأول).
وشهدت العاصمة، الجمعة، اشتباكات حين التقت تظاهرتان تؤيّد كل منهما طرفاً في النزاع، وقام البعض بتحطيم زجاج سيارات فيما أطلقت أعيرة نارية في الهواء. وتم إجلاء المسؤولين السياسيين من الموقع.
الأزمة
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واندلعت الاضطرابات عقب الانتخابات التي أجريت وفاز فيها أنصار جينيبكوف، لكن المعارضة ومراقبين يقولون إنها شهدت عمليات شراء أصوات.
وألغت السلطات نتائج الانتخابات لكن الخطوة لم تنجح بعد في تهدئة المتظاهرين الذين أطلقوا سراح شخصيات بارزة من المعارضة خلال إحدى الليالي التي عمتها الفوضى في بيشكيك.
وهذه أحدث أزمة سياسية تهز الدولة البالغ عدد سكانها 6,5 مليون نسمة والتي لها حدود مشتركة مع الصين وتستضيف قاعدة عسكرية روسية.
وتعد قرغيزستان أكثر الدول ديموقراطية بين الدول السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، لكنها كثيراً ما تعرضت لاضطرابات سياسية وشهدت ثورتين منذ الاستقلال.
وفي وقت سابق قال الرئيس الروسي بوتين في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بثها الكرملين "نأمل أن تتم تسوية كل شيء بطريقة سلمية ونأمل في عملية سياسية ديمقراطية طبيعية في أسرع وقت".