يتنافس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومنافسه جو بايدن لاجتذاب ناخبي الولايات المتأرجحة التي ستقرر مصير الانتخابات الرئاسية، فيما تتزايد شراسة التنافس الانتخابي بين حملتيهما قبل 15 يوماً من التصويت الحاسم.
ويقوم ترمب بجولة في عدة ولايات انطلاقاً من نيفادا إلى كاليفورنيا ثم إلى نيفادا مجدداً في يوم من التجمعات الانتخابية وفاعليات جمع التبرعات.
ويحط بايدن، الذي رسم خط سير أكثر تحفظاً بسبب المخاوف المرتبطة بجائحة كوفيد-19، في ولاية كارولاينا الشمالية لحضور فاعلية في دورهام قبل عقد اجتماع افتراضي مع زعماء دينيين من أصول أفريقية.
ويسعى المرشحان، اللذان ذهب كل منهما إلى الكنيسة صباح الأحد، لتحفيز قواعدهما السياسية ومناشدة الناخبين المترددين في انتخابات قد يحسمها إقبال الناخبين.
التصويت المبكر
ويحاول ترمب ومنافسه بايدن استمالة المشاركين في التصويت المبكر قبل إجراء آخر مناظرة بينهما يوم الخميس المقبل.
وذكر مشروع الانتخابات الأميركية في جامعة فلوريدا أن نحو 27.7 مليون أميركي أدلوا بالفعل بأصواتهم إما من خلال البريد أو بطريقة مباشرة قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
ويعود سبب الإقبال على التصويت المبكر إلى مخاوف بشأن التجمعات الكبيرة في مراكز الاقتراع يوم الانتخابات مع انتشار فيروس كورونا الذي أصاب 8.1 مليون أميركي وأودى بحياة أكثر من 218 ألفاً.
وتحولت المناظرة الرئاسية الأولى في كليفلاند بولاية أوهايو إلى فوضى من المقاطعة والإهانات الشخصية وردود الفعل الغاضبة. وتم استبدال المناظرة الثانية بمواجهة تلفزيونية غريبة، إذ التقى كل منهما على حدة بمجموعة ناخبين في لقاءين في قاعتي بلدية تم بثهما على شبكتي تلفزيون منفصلتين.
وستجرى المناظرة الثالثة والأخيرة وجهاً لوجه، مع طرح موضوعات من بينها "العرق في أميركا" و"التغير المناخي" و"محاربة كوفيد -19" ما يضمن لقاء محتدماً.
البيانات الإجمالية مضللة
يتقدم الديمقراطيون بشكل ملحوظ في الانتخابات المبكرة عن طريق البريد. وذكرت جين أومالي ديلون من حملة بايدن في مذكرة للمتبرعين في مطلع الأسبوع أن البيانات الإجمالية مضللة.
وكتبت تقول "لا ينبغي لنا الشعور بالاستكانة والتهاون لأن الحقيقة المجردة هي أن دونالد ترمب ما زال بإمكانه الفوز في هذه الانتخابات، وكل ما لدينا من مؤشرات يظهر أن النتيجة لن تحسم إلا في آخر لحظة"، كما ذكرت وكالة "رويترز".
وإذا كان هناك من شك بشأن تعافي الرئيس البالغ 74 سنة من الفيروس، فإن جدول حملته المزدحم يبدو أنه يناقض ذلك. ويشارك ترمب في فعاليات انتخابية يومياً حتى موعد المناظرة المقررة في فلوريدا.
رسائل هانتر
الأحد، أثار ترمب مرة أخرى مزاعم مثيرة للجدل مفادها بأن رسائل موجودة على حاسوب محمول لهانتر نجل بايدن تورط نائب الرئيس السابق في صلات فساد مع أوكرانيا.
وكتب ترمب على "تويتر"، أن "الحاسوب المحمول الخاص بهانتر بايدن يمثل كارثة بالنسبة إلى أسرة بايدن بأكملها، ولكن بشكل خاص لوالده جو. إنها الآن حقيقة مثبتة".
وهو ما يجعل، برأيه، من "المستحيل" على بايدن "تولي منصب الرئيس على الإطلاق!". ورفضت حملة بايدن مراراً مزاعم الفساد، ونفاها المرشح نفسه بغضب ووصفها بأنها "حملة تشهير". لكن ترمب تابع رسالته بقوة.
وفي تجمع حاشد السبت في ولاية ميشيغين، وصف بايدن بأنه "مجرم" و"خطر على الأمن القومي" وانضم حتى إلى حشد متحمس في هتافات "احبسوه". ورأى ترمب أن الديمقراطيين يريدون "محو التاريخ الأميركي وتطهير القيم الأميركية وتدمير أسلوب الحياة الأميركية".
ومع تأخر الرئيس في استطلاعات الرأي، قال محللون إنه يجب أن يركز عوضاً عن ذلك على الآفاق الاقتصادية لأميركا، التي يعتبرها ترمب نقطة قوته.
بايدن يهاجم ترمب
تظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الناخبين لا توافق على تعامل ترمب العشوائي مع الوباء، وهو ما استغله بايدن وجعله موضوعاً أساسياً للنقاش، ووعد بتأمين ما يسميه قيادة أكثر رصانة وأقل تسييساً للبلاد.
وقبل الفاعليات الانتخابية لترمب في نيفادا، قال بايدن إن منافسه الجمهوري "بحاجة إلى الرد على تعامله الفاشل على كوفيد-19 (و) رفضه منح مساعدات مالية إضافية لعائلات في أمس الحاجة إلى المساعدة".
وقال "لم يتخذ دونالد ترمب الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه والآخرين. كيف يمكننا الوثوق به لحماية أسر نيفادا؟".
وهاجم بايدن ترمب لقوله خلال عطلة نهاية الأسبوع إن الولايات المتحدة "تجاوزت مرحلة الخطر" في ما يتعلق بجائحة كورونا، مشيراً إلى أن معدل الحالات الجديدة في البلاد ارتفع إلى أعلى مستوى خلال أشهر. وتابع "الأمور تزداد سوءاً ولا يزال هو يكذب علينا في ما يتعلق بوضع (الوباء)".
ورفض ترمب الاعتراف بأدائه الضعيف في استطلاعات الرأي، فيما أعرب أنصار بايدن أيضاً عن قلقهم بشأن الإفراط في الثقة في الانتخابات التي قد تحسم بهامش فوز ضيق في ولاية واحدة مثل فلوريدا.
وهاجم الديمقراطيون ترمب الأحد ليس فقط بسبب هجومه المتواصل على بايدن، ولكن أيضاً على حاكمة ميشيغين غريتشين ويتمير، الهدف الأخير لمؤامرة اختطاف من قبل جماعة مسلحة يمينية مدججة بالسلاح.
وقالت ويتمر في مقابلة مع برنامج "ميت ذا برس" على شبكة "أن بي سي"، إن الرئيس "يحفز ويحرض على هذا النوع من الإرهاب الداخلي. إنه خطأ. يجب أن ينتهي. إنه أمر خطير".
وكانت كامالا هاريس مرشحة الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس، قد ألغت فعاليات تحضرها بنفسها خلال عطلة نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة ضمن حملتها الانتخابية، وذلك كإجراء احترازي بعد أن أثبتت الفحوص إصابة مساعدة لها بفيروس كورونا.
لكن حملة المعسكر الديمقراطي قالت الأحد إن الفحوص أثبتت عدم إصابتها بالفيروس.