سجّلت تيسلا أرباحاً للربع الثالث على التوالي، إذ قفزت مبيعات سياراتها الكهربائية إلى مستوى قياسي جديد على الرغم من الوباء. وقالت الشركة إنها حققت إيرادات بقيمة 8.7 مليار دولار في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر (أيلول)، إذ ارتفعت عمليات التسليم 54 في المئة.
وقالت الشركة إنها ما زالت تأمل بتحقيق هدفها بتسليم أكثر من 500 ألف سيارة هذا العام، لكنها رأت أن ذلك "أصبح أكثر صعوبة"، في وقت يؤكد المحللون أن تيسلا تواجه منافسة متزايدة.
وحتى الآن، سلمت تيسلا أقل من 320 ألف سيارة للعملاء هذا العام، لكن ما يقرب من 140 ألفا منها بِيع في الأشهر الثلاثة المنتهية في آخر سبتمبر، بنسبة أعلى بـ54 في المئة مقارنة بالربع السابق و44 في المئة على أساس سنوي، مما ساعد على رفع شركة صناعة السيارات ربح ربع سنوي قدره 311 مليون دولار، أكثر من ضعف ما حققته خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب "بي بي سي وورلد". وحققت الشركة أرباحاً في وقت تعرّضت فيه كثير من شركات صناعة السيارات، لضربة قوية جراء تداعيات جائحة كورونا.
أسهم تيسلا إلى أربعة أضعاف
وتضاعفت قيمة أسهم الشركة بأكثر من أربعة أضعاف منذ بداية العام، وارتفعت ثلاثة في المئة تقريباً خلال فترة التداول بعد إغلاق أمس الأربعاء إلى 434.16 دولار، بحسب صحيفة "واشنطن بوست". وسجلت الشركة أعلى قيمة سوقية لأي صانع سيارات في العالم، على الرغم من بيعها سيارات أقل بكثير من المنافسين الأقدم مثل "تويوتا".
وقال نيكولاس هيت، محلل الأسهم في هارغريفز لانسداون، إنه في حين تمتعت الشركة بـ"ميزة المحرك الأول المهمة" في سوق السيارات الكهربائية، فإنها واجهت "منافسة متزايدة"، مضيفاً "بصفتها شركة السيارات الأكثر قيمة في العالم من حيث القيمة السوقية، فإن سعر سهم تيسلا الحالي يبني حصة سوقية هائلة في نهاية المطاف"، وزاد بأن صد الشركات التي كانت تصنع السيارات على نطاق صناعي لسنوات، وكذلك الشركات الناشئة في الخارج، سيكون سؤالاً كبيراً، عندما يبدأ العمالقة وضع ميزانيات البحث والتطوير للعمل على سد فجوة الكهرباء.
وكشفت تيسلا النقاب عن مجموعة من الخطط الطموحة أخيراً، بما في ذلك بدء إنتاج البطاريات الخاصة بها، إذ تستعد لمواجهة المنافسة المتزايدة من شركات صناعة السيارات الأخرى، التي يزيد كثير منها تركيزها على العروض الكهربائية. وقالت إنها تأمل ببدء الإنتاج في مصنعها الجديد في أوروبا، خارج برلين، في 2021.
وهذا الأسبوع، اختارت تيسلا مجموعة من السائقين لتجربة البرنامج المحدث الذي يجري تنزيله تلقائياً في سياراتهم، مما يتيح توجيه وتسريع المركبات بشكل أفضل من دون استخدام الأيدي والأقدام البشرية. وفقاً لما نقلته الصحيفة نقلاً عن الشركة. وستتمكن مئات الآلاف من سيارات تيسلا من قيادة نفسها في أقرب وقت هذا العام، مما يجعلها على الأرجح أول أسطول كبير من المركبات التي جرى وصفها بأنها ذاتية القيادة ومملوكة للمستهلكين العاديين.
الخلاف على مستشعرات ليدار
وتمضي تيسلا قدماً على الرغم من شكوك بعض المدافعين عن السلامة حول ما إذا كانت تكنولوجيا الشركة جاهزة، وما إذا كان بقية العالم جاهزاً للسيارات التي تقود نفسها. وانتقد تحالف صناعي يتألف من جنرال موتورز كروز، وفورد، وأوبر، ووايمو، من بين آخرين، هذا الأسبوع خطوة الشركة، قائلين إن مركباتها "ليست مستقلة حقاً"، لأنها لا تزال بحاجة إلى سائق نشط. ويذكر أن تنظيم القيادة الذاتية بشكل خفيف يجري في الولايات المتحدة، ولا تحتاج تيسلا إلى إذن لإطلاق الميزة الجديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونقطة الخلاف بين منتقدي تيسلا هي أن الشركة تمضي قدماً من دون قطعة أساسية، وهي مستشعرات ليدار، التي تبنتها جميع شركات صناعة السيارات ذاتية القيادة، وهي جهاز يُوضع على السطح الخارجي للمركبات، يمكن معه اكتشاف الحجم الدقيق للأشياء وشكلها وعمقها في الوقت الفعلي، حتى في الأحوال الجوية السيئة. وبدلاً من ذلك، تحاول الشركة تحقيق قيادة ذاتية كاملة من خلال مجموعة من الكاميرات ونوع من الرادار المتصلين باستمرار بشبكة عصبية متقدمة. ويمكن لتقنية تيسلا اكتشاف المركبات والمشاة في الطريق وبعض الأشياء مثل الأشجار، لكنها لا تستطيع دائماً رؤية الشكل الحقيقي أو عمق العوائق التي تواجهها، وفقاً لبعض خبراء السلامة.
ومن جانبه شجب إلون مسك، الرئيس التنفيذي لـ"تيسلا"، مستشعرات ليدار، وقال إنها "باهظة الثمن" ولا حاجة إليها، ووصف مهمتها بـ"الحمقاء"، قائلاً إن أي شخص يعتمد عليها فهو "محكوم بالفشل"، في رد لمسك على سؤال من أحد المحللين خلال اتصال هاتفي مع الشركة، قال إنه لن يقوم بتجهيز سيارات الشركة بـ"ليدار" حتى لو كانت "مجانية تماماً".