أعلنت الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني" المملوكة للدولة المصرية، زيادة جديدة في الأسعار على بعض أصناف الدخان والسجائر، بما يتراوح بين 1.5 جنيه (0.093 دولار أميركي) و4.5 جنيه (0.28 دولار أميركي).
الزيادة الأخيرة جاءت بعد أقل من 45 يوماً من قرار مماثل لرفع أسعار بعض أصناف التبغ والسيجار، بما يتراوح بين 25 و71 في المئة في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأخطرت الشركة الشرقية للدخان البورصة المصرية بقرار زيادة الأسعار، وأكدت زيادة أسعار سجائر "المونديال" (جميع الأنواع) من 18.5 جنيه (1.15 دولار) إلى 20 جنيهاً (1.25 دولار)، بينما رفعت أسعار "المونديال سويتش" من 18.5 جنيه بسعر العبوة إلى 23 جنيهاً (1.43 دولار).
و"إيسترن كومباني" تُصنع بشكل احتكاري الدخان والتبغ والمعسل للسوق المحلية والتصدير. ولا يسمح وفق القوانين المصرية للشركات الأجنبية أو المحلية الأخرى بممارسة هذه الصناعة إلا داخل مصانع الشركة.
مبررات زيادة الأسعار
وأرجع رئيس "إيسترن كومباني" والعضو المنتدب، هاني أمان، الزيادة الأخيرة في الأسعار إلى ارتفاع مدخلات الإنتاج وارتفاع كلفة التصنيع. وأكد أن شركته تراجع أسعار منتجاتها على فترات ربع سنوية، وبناء على تلك المراجعات ومقارنتها بالتكاليف الصناعية يتم تحديد الأسعار المناسبة.
وأضاف أنه بناء على المراجعة السعرية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تبين ضرورة زيادة أسعار بعض المنتجات، ولذلك تم زيادة أسعار "المونديال" بأنواعها الثلاثة، وكذلك "مونديال سويتش" بنكهاته الثلاث.
وكشف العضو المنتدب لـ "إيسترن كومباني" عن طرح منتجين جديدين، الأول يحمل اسم "مونديال منتول" بسعر 23 جنيهاً (1.43 دولار)، والثاني هو "مونديال بلوبيري". وأشار إلى أن نسبة الشريحة التي تدخن السجائر من صنف "المونديال" مقارنة بالشرائح الأخرى، لا تتخطى نسبة الواحد في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
4.6 مليار دولار من ضرائب السجائر
وتعول الحكومة المصرية على ضرائب السجائر والدخان والتبغ بشكل كبير، كأحد الموارد الرئيسة للخزينة العامة للدولة، عندما قدرت قيمة الضرائب على السجائر والدخان والمعسل خلال العام المالي الحالي بحوالى 75 مليار جنيه (4.6 مليار دولار)، بارتفاع 10 مليارات جنيه (625 مليون دولار) عن تقديرات العام المالي الماضي 2019 – 2020، حين استهدفت إيرادات ضريبية حوالى الـ 65 مليار جنيه (أربعة مليارات دولار) من التبغ والسجائر فقط.
وتشكل الضرائب على السجائر والدخان حوالى ثمانية في المئة من إجمالي الإيرادات الضريبية، وقدرت في موازنة العام الحالي 2020 – 2021، بـ 965 مليار جنيه (60 مليار دولار أميركي)، بينما قدرت الإيرادات غير الضريبية بـ 324 مليار جنيه (20.2 مليار دولار)، تتضمن إيرادات على المرتبات بقيمة 77.5 مليار جنيه (4.8 مليار دولار)، وضرائب على النشاط الصناعي والتجاري بقيمة 43 مليار جنيه (2.6 مليار دولار)، في حين قدرت الإيرادات الضريبية على أرباح الشركات بنحو 146 مليار جنيه (9.2 مليار دولار)، وكذلك الإيرادات الضريبية على المهن الحرة بقيمة خمسة مليارات جنيه (313 مليون دولار).
أسعار السجائر في 13 عاماً
وقطار الزيادة في أسعار السجائر والدخان والمعسل كان يسير ببطء قبل عام 2011، إلا أنه زاد من سرعته بشكل كبير بعد عام 2014.
ترصد "اندبندنت عربية" محطات ارتفاع الأسعار في القاهرة منذ عام 2007 وحتى اليوم، إذ يسجل ارتفاع أسعار سجائر "كليوباترا" بنسبة 600 في المئة.
الأكثر زيادة في الأسعار
وتخطى عدد قرارات زيادة الأسعار العشرة، والتي بدأت عام 2007، ثم توالت الزيادات بشكل سنوي تقريباً. وكان عام 2017 الأكثر صعوبة على مدخني السجائر والمعسل، حين رفعت الحكومة المصرية أسعارها أربع مرات في عام واحد.
وقبل يوليو (تموز) 2007 كانت أسعار السجائر الأكثر شعبية واستهلاكاً في مصر "كليوباترا"، وهي العبوة التي تحوي 20 سيجارة، لا تزيد على 2.5 جنيه (0.156 دولار)، حتى أعلنت الشركة الشرقية للدخان زيادة أسعارها في يوليو 2008، لترتفع إلى 2.75 جنيه (0.171 دولار).
الزيادة الثانية جاءت في يوليو 2009، عندما وافق مجلس النواب المصري على تطبيق زيادة جديدة على الأصناف المحلية والأجنبية، وسجلت الزيادة على السجائر المحلية 1.50 جنيه (0.098 دولار)، لترتفع أسعار "كليوباترا" إلى 4.25 جنيه (0.28 دولار).
وقبل اندلاع ثورة يناير (كانون الثاني) 2011 بأقل من خمسة أشهر، أعلنت الشركة الشرقية للدخان زيادة أسعار السجائر المحلية مجدداً، فوصل سعر "كليوباترا" إلى 5.25 جنيه (0.32 دولار)، بينما سجل سعر "مونديال" ستة جنيهات (0.37 دولار).
وفي صيف 2014 أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القانون رقم (58) لسنة 2014، الذي فرض ضريبة 50 في المئة من سعر البيع للمستهلك، إضافة إلى 1.75 جنيه (0.109 دولار) لكل صنف لا يزيد سعره على تسعة جنيهات (0.28 دولار) و2.25 جنيه (0.14 دولار) لكل عبوة يتراوح سعر بيعها للمستهلك بين تسعة و15 جنيهاً (0.93 دولار)، و2.75 جنيه (0.171 دولار) لكل عبوة يتخطى سعرها 15 جنيهاً (0.93 دولار). وبعد هذا القرار ارتفع سعر "كليوباترا" إلى 7.50 جنيه (0.46 دولار).
وفي فبراير (شباط) 2015، صدر قرار بالقانون رقم (12) لسنة 2015، عدل بعض أحكام قانون الضريبة العامة على المبيعات رقم (11) لسنة 1991، وقضى بزيادة قيمة الضريبة المفروضة على السجائر، لتسجل أسعار "كليوباترا" تسعة جنيهات (0.56 دولار) لكل عبوة.
وفي عام 2016، ارتفع سعر "كليوباترا" إلى 10.5 جنيه (0.62 دولار)، بينما سجل سعر "مونديال" نحو 12 جنيهاً (0.75 دولار).
وكان عام 2017 هو الأكثر سخونة في أسعار السجائر في مصر، عندما ارتفعت أسعار المنتجات المحلية والأجنبية أربع مرات متتالية. وبدأت الزيادة الأولى في فبراير حين رفعت الشرقية للدخان أسعار "كليوباترا" إلى 12.75 جنيه (0.79 دولار). وقبل أن يمر شهر، أعلنت الشركة في مارس (آذار)، زيادة أسعار "كليوباترا" الأحمر والأزرق 75 قرشاً، ليصبح سعرها 12.75 جنيه (0.79 دولار).
أما في يوليو 2017، فكان المدخنون على موعد مع الزيادة الثالثة، عندما أعلنت الشركة زيادة سعر "فايسروي ولايت" من 17 جنيهاً (1.06 دولار) إلى 18 جنيهاً، و"فايسروي فلتر" من 17 إلى 18 جنيهاً (1.12 دولار).
وقبل أن ينتهي عام 2017، وافق مجلس النواب المصري على زيادة جديدة، وسجلت ضريبة 3.5 جنيه (0.21 دولار) على العبوة التي لا يزيد سعر بيعها على 18 جنيهاً، و5.5 جنيه (0.34 دولار) على أنواع السجائر كافة.
وفي أغسطس (آب) 2019، قررت "إيسترن كومباني" زيادة أسعار بعض منتجاتها وفقاً لأحكام قانون ضريبة القيمة المضافة، لتسجل أسعار سجائر "مونديال" بأنواعها 17.5جنيهاً و"كليوباترا" 17 جنيهاً (1.06 دولار).
قراران عام 2020
العام الحالي شهد صدور قرارين بزيادة أسعار الدخان، عندما قررت "الشرقية للدخان" في فبراير الماضي زيادة أسعار السجائر بقيمة جنيه واحد على مختلف الأصناف الموجودة في السوق، ليصبح سعر "كليوباترا" 18 جنيهاً (1.12 دولار)، بينما أصبح سعر "مونديال" بأنواعها 17.5 جنيهاً.
وفي القرار الأخير، زادت أسعار نوعين فقط من السجائر، فأصبحت "مونديال" بأنواعها 20 جنيهاً (1.25 دولار) بدلاً من 18.5 جنيه بزيادة 1.5 جنيه، بينما رفع سعر "مونديال سويتش" من 18.5 إلى 23 جنيهاً بزيادة 4.5 جنيه للعبوة.