في موعده تماماً، يعود مهرجان الموسيقى العربية ومؤتمره الذي تقيمه دار الأوبرا المصرية تحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، حيث قرر القائمون مخالفة التوقعات وإقامة فعالياته على الرغم من التوتر الذي يسود الأجواء بعد تزايد أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، في مصر كما في أنحاء العام.
وتتحدى الدورة الـ29 من المهرجان صعاباً كثيرة، بالتالي هناك أمور غير معتادة تصاحب وقائعها، بدءاً من جدول الحفلات مروراً بإجراءات الحضور وحتى المسرح، فللمرة الأولى يغيب اسم المسرح الكبير عن الأنشطة.
دورة كورونا
على مدار عشرة أيام، تنطلق في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وقائع المهرجان، حيث سيتابع الجمهور 28 حفلاً على مسارح دار الأوبرا في القاهرة والإسكندرية ودمنهور، يشارك فيها 93 فناناً من مصر والأردن ولبنان وتونس والعراق، في دورة استثنائية، يسميها المزاج العام للمتعاملين مع المهرجان بـ"دورة كورونا"، خصوصاً أن المؤتمر الذي يصاحب الفعاليات جاء تحت عنوان "مستقبل الموسيقى العربية... ما بعد الأزمة" لمناقشة الرؤى المستقبلية للموسيقى العربية بعد الجائحة، على أن تتخللها للمرة الأولى مداخلات أون لاين من الباحثين الذين لم يتمكنوا من الحضور.
المسرح الكبير خارج أجندة الحفلات
من أبرز المتغيرات التي تصاحب هذه الدورة أن الحفلات الرئيسة في القاهرة، سوف تقام على مسرح النافورة في مدخل دار الأوبرا المصرية، أمام المبنى الرئيس. وبحسب الدار، فإن تلك المساحة جرى إنشاء المسرح عليها، لأنها الأكثر مناسبة لإقامة الحفلات في الهواء الطلق، نظراً لاتساعها بما يحقق مبدأ التباعد الاجتماعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المتوقع أن تتسع الساحة لألف شخص تقريباً، حيث سيجري وضع كرسي فارغ بين كل ضيف وآخر، مع الالتزام بارتداء الكمامات ومتابعة مستمرة من قبل العاملين للحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية طوال فترة وجود الجمهور والمشاركين.
ووفق ما جاء في البيان الرسمي لإدارة المهرجان، "ستطبق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا فى جميع الفعاليات على مختلف المسارح"، ونظراً لأن الحفلات ستقام في الساحة وبعيداً عن المسرح الكبير فإن الملابس الرسمية التي تميزت بها حفلات المهرجان لن تكون إلزامية هذه المرة.
من ضمن التغييرات التي تتميز بها هذه الدورة كذلك، إلغاء المؤتمر الصحافي الذي يسبق انطلاق الفعاليات عادة بأيام عدة، وكان يحضره أعضاء اللجنة المنظمة وكبار الملحنين المشاركين. لكن على ما يبدو فإن الكلمة العليا هنا كانت لكورونا أيضاً.
ومن أبرز الأسماء الفنية التي تشارك في إحياء ليالي المهرجان هاني شاكر وعاصي الحلاني ونادية مصطفى وعلي الحجار وصابر الرباعي وحنان ماضي ومحمد الحلو، ومدحت صالح ومحمد محسن وسوما وسعد رمضان وكارمن سليمان.
ويلاحظ غياب أسماء أخرى كانت مشاركتها معتادة، مثل أنغام وأصالة ومروان خوري. كما أن عدد المطربين غير المصريين أقل كثيراً من الدورات الماضية. ووفق ما يتردد في أروقة المهرجان، فإن السبب في ذلك يعود إلى ظروف التنقل الصعبة عبر الطيران في ظل جائحة كورونا، فيما صرح مصدر آخر من دار الأوبرا أنه تم الاكتفاء بعدد محدود من كبار نجوم الطرب، القليلي الظهور من ذوي الجماهيرية الواسعة، كي لا يشكل الأمر ضغطاً كبيراً في الحضور، نظراً لأزمة الوباء.
تكريم 12 شخصية
ستقام فعاليات المهرجان بالتوازي عبر ستة مسارح، أربعة في القاهرة هي النافورة والمسرح الصغير ومعهد الموسيقى العربية والجمهورية، بالإضافة إلى أوبرا الإسكندرية ودمنهور.
وبخلاف الحفلات، يتضمن المهرجان الذي تديره جيهان مرسي أنشطة عدة بينها مسابقة تحمل اسم مؤسِسة المهرجان الراحلة رتيبة الحفني، وتتضمن قسماً متعلقاً بالغناء للأطفال والشباب وقسماً للعزف المنفرد، كما تتيح المسابقة لذوي القدرات الخاصة المشاركة، وهناك معرض لفنون الخط العربي للفنان مصطفى عمري، وهو من ضمن المكرمين في الدورة مع 11 شخصية أخرى خلال حفل الافتتاح، وهم بحسب البيان الرسمي للمهرجان: الشاعر بخيت بيومي وعازف الناي محمد عبد النبي وعازف الكمان محمود عثمان والمؤلف والموزع الموسيقي وعازف الوتريات يحيي مهدي والمطرب ماهر العطار وأعضاء فرقة الأصدقاء واسم الموسيقار الراحل عمار الشريعي والمطربة منى عبد الغني والمطرب علاء عبدالخالق والمطربة حنان والباحثة ماجدة عبدالسميع وعازف الكمان محمد قطب.
كما يتضمن حفل الافتتاح تكريم ثلاثة من كبار الملحنين عن طريق أداء مجموعة من أبرز أعمالهم، وهم جمال سلامة وحلمي بكر ومحمد سلطان. ومن ضمن المشاركين في إحيائه، نادية مصطفى وآيات فاروق وسوما وأحمد إبراهيم. أما حفل الختام فسيحيه النجم التونسي صابر الرباعي.