شهدت محمية رأس محمد في شرم الشيخ منذ أيام واقعة هجوم سمكة قرش على ثلاثة أشخاص أثناء ممارستهم السباحة في المنطقة، ما نتج عنه إصابات بالغة لسائحة أوكرانية وابنها (12 سنة)، إضافة إلى الغطاس المصري الذي كان يرافقهما. ولا يزال المصابون الثلاثة قيد العلاج في مستشفى شرم الشيخ.
وكانت سفارة أوكرانيا في مصر نشرت بياناً رسمياً بخصوص الحادثة على صفحتها على "فيسبوك" أشارت فيه إلى تعرض مواطنتها وابنها لحادث هجوم سمكة قرش في منطقة رأس محمد بشرم الشيخ وأنه تم نقلهما إلى المستشفى.
وأوضح البيان أن الأم تعاني من جروح عميقة من عضات القرش، بينما حالة الطفل أكثر خطورة حيث يعاني من إصابة بالغة في يده إضافة إلى جروح عميقة في الظهر، ويقبع في العناية المركزة بعد خضوعه لتدخل جراحي.
في سياق متصل، أصدرت وزارة البيئة المصرية تقريرها الثاني عن الحادث، وأوضحت فيه بعد فحص الملابسات أن "اثنين من المصابين، من دولة أوكرانيا (أم وابنها) إضافة إلى المرشد المرافق للفوج السياحي، على المركب التابع لمركز غوص في شرم الشيخ، كانوا من ضمن مجموعة مؤلفة من 6 أشخاص، يمارس بعضهم رياضة الغوص والبعض الآخر رياضة السباحة السطحية في منطقة غوص "الشارك ريف" بمحمية رأس محمد.
وتعرض الطفل المصاب الذي كان ضمن المجموعة التي كانت تمارس رياضة السباحة، وكانت تضم 6 أفراد إضافة إلى المرشد المصري، لهجوم من سمكة قرش، ما ترتب عليه إصابتهم وإرغام المجموعة على الصعود بالمنطقة الضحلة من الشعاب المرجانية والاستغاثة بالمركب المستخدَم في الرحلة. ومع اقتراب المركب من المجموعة وإلقائه طوق النجاة وأثناء قيام المجموعة بالسباحة في اتجاهه، كررت سمكة القرش هجومها على ثلاثة أفراد، منهم الطفل الذي هوجم في المرة الأولى".
الغطاس المصاب
الغطاس أحمد حلاوة المصاحب للمجموعة، سارع إلى حماية السائحة وابنها بحسب شهود الواقعة الذين أفادوا بأنه أنقذ الأم وابنها، وأن الوضع كان يمكن أن يصبح اسوأ لولا تدخله، وهو الآن يعاني من إصابة في القدم وأخرى في أصابع اليد، وخضع لتدخل جراحي لا يزال على أثره تحت المراقبة في المستشفى. وكانت أقوال متضاربة انتشرت عن حالة الغطاس الصحية لينشر شقيقه فيديو على صفحته على "فيسبوك" يوضح فيه أن حالته مستقره وليست بالغة الخطورة، لكنه لا يزال قيد العلاج في المستشفى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُعرف عن الغطاس حلاوة خبرته الكبيرة على مدار سنوات طويلة مارس فيها هذه المهنة. وقال عنه زميله الغطاس حسن الطيب إنه "يعمل في هذا المجال منذ حوالى 30 سنة وهو صاحب خبرة كبيرة في الغطس، وإصابته وفق ما ورد عنها ستُشفى قريباً ونأمل بأن يتمكن من العودة إلى الغطس مرة أخرى". أضاف أنه "على الرغم من أنه يعاني من إعاقة جزئية في السمع والكلام، لكنه يجيد لغات عدة ويتعامل بسهولة مع السائحين من جنسيات عدة".
وتابع الطيب "نتمنى أن تتخذ بعد هذا الحادث بعض التدابير الإضافية لزيادة الأمان في المنطقة، منها زيادة عدد المنقذين مع الأفواج السياحية التي تمارس السباحة السطحية والاعتماد على إبقاء محرّك القارب يعمل لأن صوته يمنع أسماك القرش من الاقتراب. ونتمنى أن تكون هناك جهة تهتم برعاية الغطاسين والعاملين في النشاطات البحرية ودعمهم في مثل هذه المواقف".
القرش المحيطي ذو الزعنفة البيضاء
وكانت وزارة البيئة المصرية أعلنت في بيانها الثاني عن الحادث أنه نتج عن هجوم من سمكة قرش من نوع "القرش المحيطي ذو الزعنفة البيضاء" (Oceanic Whitetip Shark) قُدِّر حجمها بمترين تقريباً. وأعلنت أنه تم التوصل إلى مقطع فيديو مصوَّر تحت الماء في منطقة الحادث بواسطة أحد الغواصين العاملين في مجال غوص السفاري وظهرت فيه أنثى سمكة قرش يُقدَّر طولها بحوالى مترين من نفس النوع يصدر عنها سلوك وتصرفات غير طبيعية تتصف بالعدائية تجاه البشر، وهو ما يرجح أن تلك السمكة هي مَن هاجمت المصابين.
وقامت الوزارة فور التأكد من ملابسات الحادث وأسبابه بإصدار تعليماتها بوقف كامل الأنشطة البشرية في محيط حدوث الهجوم طبقاً لما هو متبع عالمياً في حالات هجمات أسماك القرش على البشر، وهو إجراء احترازي لضمان عدم تكرار الهجوم على أشخاص آخرين خلال الأيام التالية للحادث.
وعن طبيعة هذا النوع من أسماك القرش يقول الطيب، إن "هناك نوعين من هذا القرش، الأول يتميّز بأن الزعنفة العلوية وزعنفتي الجانبين لونها أبيض، والآخر يتميز بزعانف سوداء وهو من أجمل القروش في البحر الأحمر، وطبيعته أنه مسالم جداً ولا يهاجم البشر. ويراه الغطاسون ومحبو الغطس عادةً. وظهر هذا القرش في واقعة شهيرة وفريدة من نوعها في عام 2016 وسط الناس في البحر الأحمر ولم يهاجم أحداً لأن هذا ليس من طبيعته".
أضاف "غالباً ما يكون سبب هجوم القرش هو الخطأ الكبير الذي يرتكبه البعض بمحاولة إطعام أسماك القرش لاجتذابها فيعود القرش إلى المكان ذاته في وقت لاحق للبحث عن الطعام، وقد يصادف وجود أشخاص هناك فيهاجمهم. مع ملاحظة أن أسماك القرش لا تهاجم الغطاسين في القاع وإنما تهاجم مَن يسبح على السطح مثلما جرى في الحادث الأخير، حيث كان الغطاس والسياح يمارسون السباحة السطحية.
ولكن بشكل عام يمكن القول إن "مصر لا تُعتبَر منطقة خطرة بالنسبة لهجمات القرش مقارنة بأماكن أخرى في العالم، إذ لم تحدث أي حوادث من هذا النوع منذ عام 2010، فالحادث عارض وليست هناك خطورة بشكل عام في المنطقة".