على وقع إطلاق مكثف للنيران وتحليق طيران سلاح الجو الإسرائيلي فوق مساحة شاسعة في منطقة الشمال، أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تهديداته ضد الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني و"حزب الله".
وأتى التهديد على أرض محاذية للحدود الشمالية وقريبة من مقر "يونيفيل" (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان)، حيث كانت تجرى الجلسة الثانية من المفاوضات بين اللبنانيين والإسرائيليين حول الحدود البحرية، وبحضور نتنياهو كانت وحدات عسكرية عدة من الجيش الإسرائيلي تجري مناورة أدرجها الجيش الإسرائيلي ضمن أضخم مناوراته العسكرية.
وعلى مدار خمسة أيام، تدرّب الجيش على سيناريو وقوع حرب على أكثر من جبهة، إلى جانب سيناريو خاص حول احتمال مواجهة مع لبنان في ظل انخفاض سقف التوقعات الإسرائيلية من نتائج المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية حول الحدود البحرية، بعد أن أصرّ الوفد اللبناني على بعض نقاط تم طرحها، ما لم يرق للوفد الإسرائيلي الذي أطلع وزير الطاقة يوفال شطاينتس على التطورات في الموقف اللبناني، لكنه طلب منهم الاستمرار في المحادثات.
وترى جهات إسرائيلية مطلعة على سير المفاوضات أن الإصرار اللبناني على مطلب ضم المنطقة التي تشمل حقلي غاز، أحدهما يجري العمل على تنقيبه عبر عقد إيجار إسرائيلي، في مقابل رفض الوفد اللبناني المطلب الإسرائيلي بجزيرة صغيرة غير مأهولة تمتد على طول الحدود الحالية، إنما يدل إلى أن المفاوضات تواجه تعقيدات غير سهلة ولم نكن نتوقعها.
"السهم القاتل"
و"السهم القاتل" هو اسم المناورة التي أجراها الجيش الإسرائيلي، وانتهت الخميس 29 أكتوبر (تشرين الأول)، ولم ينتظر نتنياهو اليوم الأخير لتلخيصها واستخلاص العبر من الوضع كما هو معتاد، فتوجه الأربعاء في الوقت الذي كانت الخلافات تعيش ذروتها بين وفدي المفاوضات في رأس الناقورة، ورافق نتنياهو رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية تمير هايمان، وضباط كبار آخرون.
وهدد نتنياهو الدولة اللبنانية و"حزب الله" بتلقي نيران قوية ومواجهتهما بقبضة فولاذية، في حال تعرضت إسرائيل لاعتداءات من طرف لبنان. وقال، "لاحظت أنه طرأ في هذه المناورات تحسن هائل في قدرات الجيش الهجومية ما يلزم "حزب الله" والدولة اللبنانية الأخذ بالاعتبار وضعنا هذا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتهديد نتنياهو يأتي بالرغم من التقرير الأخير لمراقب الدولة الذي تحدث بشكل واضح عن ضعف الجيش الإسرائيلي من مختلف الجهات الاستعدادية والتقنية والقدراتية على خوض حرب.
وقال الجيش في بيانه حول المناورة إنها تحاكي حرباً متعددة الجبهات بالتركيز على الجبهة الشمالية، وذلك بهدف رفع الجهوزية وتحسين القدرات الهجومية للجيش على المستويات كافة.
"غابات الجليل"
وضمن التدريبات المتواصلة التي يجريها الجيش الإسرائيلي للتدريب على حرب متعددة الجبهات، وأهمها الجبهة الشمالية تجاه "حزب الله" ولبنان، أقام منشأة خاصة للتدريب أطلق عليها اسم "غابات الجليل"، وتحاكي قرية لبنانية تبعد 300 متر فقط من الحدود اللبنانية.
وفي ترويجه لهذه المنشأة وأهميتها، ذكر ضابط الهندسة في فرقة الجليل يرين عمر أن المنشأة تعتمد على عمق استخباراتي وفهم ميداني لأراضي العدو، وتعد بمثابة اللبنة الأولى من أجل مضاعفة فهم النطاق الميداني في مواجهة "حزب الله" والتفوق عليه.
وبناء المنشأة على نمط قرية لبنانية جاء في أعقاب تقارير أشارت الى أن الحرب مع "حزب الله" وتجاه لبنان لن تكون اعتيادية، ومن الممكن أن يواجه الجيش عدداً كبيراً من الكمائن، كما أن الجيش غير معتاد على طبيعة الأرض اللبنانية.
وكان الجيش استبق هذه المناورة بمناورات عدة بينها واحدة دولية مشتركة شاركت فيها قوات أميركية وأوروبية، كما أجرى أخرى عسكرية دولية في قبرص بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليونان، شملت إنزال قوات في مناطق غير معروفة للجنود المشاركين في المناورة.
ومناورة "السهم القاتل" هي الثانية خلال أشهر قليلة، وسبقتها مناورة أجريت في قاعدة الارشاد العسكري، وأشرف عليها ضباط من مدرسة تعليم الضباط التابعة للجيش، وتركزت حول طبيعة الاشتباكات المتوقعة مع "حزب الله".