جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التشديد في اتصال هاتفي، السبت، على "ضرورة إنهاء القتال" في ناغورنو قره باغ، حيث تدور مواجهات عنيفة بين القوات الأذربيجانية والمقاتلين الأرمن، وفق الإليزيه.
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين الفرنسي والروسي "تناولا بالتفصيل الأزمة في ناغورنو قره باغ، واتفقا على ضرورة إنهاء القتال من أجل السماح بالعودة إلى المفاوضات على أساس واقعي".
وأضافت أن الهدف الرئيس هو "ضمان بقاء السكان الأرمن على هذه الأرض وإنهاء معاناة السكان المدنيين".
وأكدت أرمينيا، السبت، وقوع "معارك شرسة" مع القوات الأذربيجانية ليلاً في إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ اندلاع المعارك في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، التي أودت بحياة 1250 شخصاً، استعادت القوات الأذربيجانية أراضي كانت خارجةً عن نطاق سيطرتها منذ التسعينيات حين دارت حرب بين الجانبين خلفت 30 ألف قتيل، وأدت إلى انفصال إقليم ناغورنو قره الذي تقطنه غالبية أرمينية.
وفشلت ثلاث محاولات للتوصل إلى هدنة إنسانية، تم التفاوض عليها على التوالي تحت رعاية روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
كما تطرق الرئيسان، بحسب الإليزيه، إلى دونباس، شرق أوكرانيا الموالية لروسيا، ورحبا بوقف إطلاق النار الساري منذ 27 يوليو (تموز) الماضي.
وكان ماكرون قد تحدث بالفعل مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها ميدانياً من أجل مواصلة تطبيق القرارات التي توصل إليها خلال قمة باريس في ديسمبر 2019.
ويطمح زيلينسكي، الذي انتخب في أبريل (نيسان) 2019، إلى إنهاء هذه الحرب التي بدأت عام 2014 وأودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص ونزوح نحو 1.5 مليون خلال ست سنوات.
معارك شرسة
في المقابل، أكدت أرمينيا وقوع "معارك شرسة" مع القوات الأذربيجانية ليلا قرب بلدة شوشة الاستراتيجية في إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه.
وبعد أسابيع من الاشتباكات العنيفة حول الإقليم الجبلي، تقترب القوات الأذربيجانية على ما يبدو من شوشة، التي تبعد 15 كيلو متراً عن ستيباناكرت، كبرى مدن قره باغ.
وشوشة منطقة استراتيجية تقع على مرتفعات جنوب ستيباناكرت وعلى طريق رئيس يربط عاصمة الجمهورية غير المعترف بها، بأرمينيا التي تدعم الانفصاليين المطالبين باستقلال ناغورنو قره باغ.
وأوردت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، أن "معارك كثيفة وشرسة بشكل خاص" اندلعت ليلاً قرب شوشة، مؤكدة إحباط العديد من الهجمات من أذربيجان.
وأعلنت أرمينيا أيضاً وقوع عمليات قصف منتظمة خلال الليل (6-11-2020) استهدفت شوشة التي تضم كاتدرائية تاريخية لحقت بها أضرار في قصف الشهر الماضي.
من جهتها، رفضت وزارة الدفاع الأذربيجانية الاتهامات، وقالت إن المعلومات عن قصف على شوشة "غير صحيحة إطلاقاً".
وأفاد مسؤولون في قره باغ وأرمينيا بوقوع العديد من الهجمات جنوب شوشة في الأيام الأخيرة.
ويتبادل الطرفان الاتهامات باستهداف مناطق مدنية، ونددت الأمم المتحدة هذا الأسبوع بالهجمات العشوائية التي يمكن أن ترقى "لجرائم حرب".