قفزة جديدة في البورصات الأميركية شهدتها "وول ستريت" مع الافتتاح الأسبوعي أمس، حيث جاءت التجارب من لقاح "كوفيد 19" إيجابية، وأعطت المستثمرين أملاً في إعادة افتتاح الاقتصاد بشكل كامل في الأفق المنظور، على رغم تحذيرات أطلقها البنك المركزي الأميركي أمس متعلقة "بموجة التخلف عن سداد الديون".
وقفز مؤشر "داو جونز" الصناعي بنحو 834 نقطة أو 2.95 في المئة إلى 29157.97 نقطة في أكبر مكاسبه المئوية في يوم واحد منذ الخامس من يونيو (حزيران) الماضي، بحسب بيانات "رويترز". كما ارتفع مؤشر "أس أند بي 500" بنحو 41 نقطة أو 1.17 في المئة إلى 3550.5 نقطة، وتراجع مؤشر "ناسداك" المتخصص في الشركات التكنولوجية بنحو 181.45 نقطة أو 1.53 في المئة، إلى 11713.78 في مؤشر على ترك المستثمرين الأسهم التكنولوجية التي شهدت ارتفاعات قوية في الأشهر الأخيرة على خلفية أزمة كورونا واتجاه الشركات نحو العمل عن بُعد وللأعمال الافتراضية، وهو ما سيتراجع مع عودة الأعمال لطبيعتها.
الأسهم المرتفعة
وكانت شركة الأدوية الأميركية "فايزر" وشريكتها الألمانية "بيون تيك"، قالتا أمس، إن تجربة واسعة النطاق للقاح الخاص بهما أظهرت أنه فعال بأكثر من 90 في المئة للقضاء على الفيروس. وأغلقت أسهم الأولى على ارتفاع 7.7 في المئة بعد ارتفاعها 15.4 في المئة خلال الجلسة.
وأدى ذلك إلى ارتفاع النفط الخام الأميركي بأكثر من 8 في المئة ودفع مخزونات الطاقة للارتفاع، في حين باع المستثمرون سندات الخزانة الأميركية التي تعتبر الملاذ الآمن، ليتوجهوا إلى الأسهم.
وكانت قطاعات مثل الطاقة والسفر والطيران والقطاع المالي، التي كانت من بين الأكثر تضرراً من عمليات الإغلاق، هي الأكثر ربحاً بالنسبة المئوية أمس. كما ارتفعت أسهم البنوك 13 في المئة في أكبر ارتفاع لها في يوم واحد منذ أواخر مارس (آذار) الماضي لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو الماضي.
الشركات المنخفضة
وكان لافتاً خسارة الشركات التي استفادت من أزمة كورونا واستخدام الناس للتقنيات ووسائل التوصيل، حيث تراجع سهم شركة "أمازون" 5 في المئة، بينما انخفض سهم شركة "زووم" 17.3 في المئة، واللافت هو انخفاض سهم "نتفليكس" 8.5 في المئة التي لجأ إليها ملايين المشتركين في أزمة كورونا لمشاهدة الأفلام والمسلسلات. وتم تداول 17.2 مليون سهم في البورصات الأميركية في أكثر جلسات التداول ازدحاماً بالسوق منذ يونيو مقارنة بمتوسط 9.68 مليار سهم آخر 20 جلسة بحسب بيانات "رويترز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان هناك اطمئنان أيضاً من المستثمرين بأن الانتخابات الأميركية ستذهب لصالح جو بايدن بعد التأكد من حصوله على أصوات كافية بأن تواجه الطعن بالانتخابات من قبل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب. وكان زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل قال إن ترمب من حقه تماماً النظر في أي مخالفات بالانتخابات الرئاسية، وهو ما أعطى إشارة إلى أن هناك دعماً من الجمهوريين لتوجه ترمب، بعد تهنئة أعلى شخصية جمهورية ممثلة بالرئيس الأسبق جورج بوش لبايدن بالفوز.
تحذيرات "المركزي"
لكن على رغم الجو الإيجابي، إلا أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي حذر أمس من موجة من التخلف عن سداد الديون و"انخفاضات كبيرة" في أسعار الأصول بسبب جائحة كورونا والركود.
وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي في تقرير الاستقرار المالي الأخير، إنه "مع استمرار معاناة العديد من الأسر، قد يرتفع التخلف عن سداد القروض، مما يؤدي إلى خسائر مادية للمقرضين. لقد ارتفعت الديون بشكل حاد مع زيادة اقتراض الشركات لمواجهة فترة ضعف الأعمال. وقد أدى الانخفاض العام في الإيرادات المرتبط بالانخفاض الحاد في النشاط الاقتصادي إلى إضعاف قدرة الشركات على خدمة هذه الالتزامات".
وكان البنك المركزي قد حذر من مخاطر شديدة تواجه البلاد مع انهيار النشاط الاقتصادي في آخر تقرير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي عن الاستقرار المالي في مايو (أيار) الماضي. على مدى الأشهر الماضية، تم تجنب أسوأ السيناريوهات بعد أن اتخذ الفيدرالي إجراءات الإقراض للحفاظ على عمل الأسواق المالية، بينما اتخذت الحكومة إجراءات لمساعدة الأسر والشركات عبر برنامج المنح وخطة التحفيز التريليونية.