تبيّن أن السلطات البريطانية تعمل على منع محتالين من بيع نسخ مزيفة من لقاحات يدّعون أنها مضادة لفيروس "كورونا". ويقول مسؤول في "الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة"National Crime Agency (إن سي أي)، إنّه فيما استغلّت جماعات إجرامية المراحل الأولى من الجائحة لتنفيذ عمليات احتيال متصلة بمعدات الحماية الشخصية (بي بي إي) بغية استهداف الشركات، شكّل تزوير اللقاحات المضادة للفيروس "التهديد الناشئ" الآن.
وخلال ندوة عبر الإنترنت عقدتها مجموعة "ريزيليانس فيرست" Resilience First، وهي منظمة بريطانية معنية بتعزيز قدرة قطاعات الأعمال على الصمود، قال غرايم بيغار، المدير العام لـ"المركز الوطني للجرائم الاقتصادية" التابع لـ"الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة"، إنّ "التهديد الناشئ الجديد سيكون حول تزوير اللقاحات".
"لم نشهد الكثير من التزوير حتى الآن، لكنّنا قطعاً نتوقّع أنّه عند البدء بطرح اللقاحات، ثمة من سيعرضون لقاحات مزيفة للبيع. نحاول حالياً أن نستبق هذه النزعة".
وفق بيغار، عمد مجرمون إلى استخدام فيروس كورونا كـ"شرك" من أجل تنفيذ أشكال مختلفة من عمليات الاحتيال.
للأسف، فضلاً عن معدات الوقاية الشخصية ومجموعات أدوات اختبار الكشف عن "كوفيد- 19" المزيفة، ازدادت فعلاً التقارير التي تتحدّث عن جرائم نصب مرتبطة بالتسوق الإلكتروني والاستثمارات والاحتيال باسم الرومانسية عبر الإنترنت، في خضم الجائحة.
كذلك حاول أشخاص التحايل على "خطة الإجازة" التي وضعتها الحكومة البريطانية (لدعم العمالة المتضررة من كورونا) وإغاثة المؤسسات التجارية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تذكيراً، في وقت سابق من الشهر الحالي، ذكر "المركز الوطني للأمن السيبراني"
National Cyber Security Centre (إن سي إس سي) في بريطانيا أنّ الهجمات السيبرانية (Cyber attacks) التي تشنّها روسيا وغيرها من دول معادية تمثِّل "خطراً متواصلاً" على عمل المملكة المتحدة من أجل تطوير لقاح مضادّ لفيروس "كورونا".
وقال بول تشيتشيستر، مدير قسم "العمليات" في "المركز الوطني للأمن الغذائي"، إنّ الهجمات التي تشنها الدول المعادية تركّز على البحوث المتعلقة باللقاح، بينما تستهدف الجماعات الإجرامية مستشفيات المملكة المتحدة وهيئات الرعاية الصحية.
وصرّح في مؤتمر صحافي عُقد في وقت سابق من الشهر الحالي "إنّه خطر متواصل ما زال قائماً إلى الحين".
أضاف قائلاً، "ندرك أنّ تلك الدول مهتمة بمجموعة متنوعة من العناصر المتصلة بالعمل على اللقاح، من بينها البحوث الجارية بشأنه، بل أيضاً المعلومات المتعلقة بنجاحه، والبيانات الخاصة بالتجربة.
"ويتعلق الأمر بالنجاح المحتمل لسلسلة التوريد (لتوزيع اللقاح من المنتجين إلى المستهلكين)، ومجموعة متنوعة من العناصر المختلفة المرتبطة باللقاح مع انتقالنا من إجراء البحوث إلى مرحلة طرح اللقاح وتوريده.
في رأيه، "تحاول الدول أن تعرف كيفية استعداد المملكة المتحدة لذلك".
صار معروفاً أنّ بريطانيا تشهد حالياً تجربتين على لقاحين محتملين مضادّين لكورونا، الأول طوّرته "نوفافاكس"، الشركة الأميركية للتكنولوجيا الحيوية، والآخر بواسطة "جامعة أكسفورد" University of Oxford.
والأسبوع الماضي، أعلنت شركة "فايزر" الأميركية أنّ التجارب أظهرت تجاوز فاعلية لقاحها في حماية الناس من التقاط عدوى الفيروس الـ 90 في المئة.
وقالت الحكومة البريطانية إنّه في حال حاز اللقاح الموافقة، لن تتأخر عملية تسليم بلجيكا إياه بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) بعد الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل.
© The Independent