لا يرغب مرضى الطوارئ في الولايات المتحدة في أغلب الأحيان في التصديق بأنّ كوفيد - 19 حقيقي حتى بعد إصابتهم به، وفقاً لرواية ممرضة تعمل في ولاية ساوث داكوتا.
كتبت جودي دورينغ سلسلة من التغريدات فيما تخطّى عدد الإصابات في الولايات المتحدة 11 مليوناً، وأعربت عن قلقها من أن مرضى فيروس كورونا الذين تعتني بهم يقضون الوقت الذي يجب أن يخصّصوه للتحدث مع أحبائهم في الشعور بالنكران والغضب والكراهية.
تعمل السيدة دورينغ ممرضة في غرفة الطوارئ في ساوث داكوتا. يوم 15 نوفمبر (تشرين الثاني) بدأت بكتابة سلسلة من التغريدات أعربت فيها عن شعورها بالذهول إزاء رفض المرضى التصديق بأنهم مصابون بفيروس كورونا- أو أنّ المرض موجود أساساً. ومنذ تلك اللحظة، انتشرت تغريداتها بكثافة وشاركها مئات الآلاف من الأشخاص على الإنترنت.
"أظنّ أن أقسى المشاهد التي يمكن رؤيتها هي أن الناس ما زالوا يبحثون عن شيء آخر ويريدون الحصول على إجابة سحرية ولا يريدون التصديق بأن كوفيد حقيقي... وكلماتهم الأخيرة قبل الموت هي "ما يحدث غير ممكن، وغير حقيقي".
وقالت السيدة دورينغ لبرنامج نيو داي على شبكة سي إن إن "بدل أن يقضوا الوقت في التحدث عبر الفيديو مع عائلاتهم، يملؤهم شعور الغضب والكراهية. هذا الأمر أحزنني للغاية، لا يسعني التصديق بأنّ هذه هي أفكارهم وكلماتهم الأخيرة".
وشرحت الممرضة أنّ الأشخاص يبحثون في أغلب الأحيان عن تفسير بديل، ويشيرون إلى أنّ عوارضهم قد تكون نتيجة الإصابة بالإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي. وأضافت أن بعض الأشخاص ذهبوا إلى القول إن الأمر قد يكون سرطان رئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشفت أنه عندما يحاول أحدهم التكلم بعقلٍ ومنطق مع هؤلاء المرضى ويسألهم إذا كانوا يرغبون في التحدث مع أي أحد- عائلاتهم أم شركائهم أم أصدقائهم- يرفضون ذلك لأنهم يظنّون أنهم سيستعيدون عافيتهم لكن "نعلم إلى أين هم ذاهبون" و"هذا ما يحزنك، ويُغضبك ويحبطك".
لكنها أضافت أن هناك كذلك مرضى يشعرون بالامتنان إزاء الرعاية التي يتلقّونها.
وفي تغريداتها، قالت السيدة دورينغ إنها عندما تجلس على كنبتها في ليلة العطلة من العمل في المستشفى، لا يسعها "سوى التفكير بمرضى كوفيد خلال الأيام التي مضت".
وغرّدت قائلةً "يبرز من بين المرضى أولئك الذين ما زالوا لا يؤمنون بأن الفيروس حقيقي. من يصرخون بوجهك مطالبين بدواء سحريّ ويقولون إن جو بايدن سوف يدمّر الولايات المتحدة. وكل هذا فيما يحاولون التقاط أنفاسهم... يقولون لك إنه لا بدّ من وجود سبب آخر لمرضهم. يشتمونك ويسألون لماذا أنت مضطر لارتداء كل هذه الأشياء لأنهم غير مصابين بكوفيد لأنه غير حقيقي. نعم. هذا يحدث فعلاً. ولا يمكنني أن أتوقّف عن التفكير في الموضوع".
وأضافت "هؤلاء الأشخاص يؤمنون بالفعل بأنّ هذا لن يصيبهم".
وتابعت في تغريداتها "ثم يتوقفون عن الصياح بوجهك عندما يُزوّدون بأنبوب التنفس... كأنه فيلم رعب حقير لا ينتهي. فلا خاتمة وأسماء تمرّ على الشاشة. تعود ببساطة كي تقوم بالأمر نفسه من جديد. وهذا ما سأفعله خلال الأيام الثلاثة المقبلة".
هذا وقد واصل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب التخفيف من حدّة وباء فيروس كورونا، رافضاً الدعوات إلى فرض إغلاق وملمحاً إلى أنّ الفيروس سيزول من تلقاء نفسه.
ووفقاً لاختصاصي المناعة الرائد في الولايات المتحدة الدكتور آنتوني فاوتشي، لم يحضر الرئيس اجتماع فريق العمل المعني بفيروس كورونا "منذ أشهر".
للتذكير فقد سجّلت الولايات المتحدة 11.2 مليون إصابة بفيروس كورونا إلى اليوم، بحسب جامعة جونز هوبكينز، فيما أفادت عن وقوع نحو 248 ألف وفاة بالمرض. وبسبب هاتين الحصيلتين، تحتلّ أميركا الموقع الأول من حيث سوء تفشي الوباء، تتبعها الهند مع حصيلة 8.8 مليون إصابة.
© The Independent