كتبت إحدى الصحف الأميركية التي أيدت الرئيس دونالد ترمب في محطتي الانتخابات في عامي 2020، و2016، افتتاحية لاذعة، انتقدت فيها ادعاءاته بحدوث تزوير في أعمال الاقتراع، وأكدت أنه "خسر الانتخابات".
صحيفة "لاس فيغاس ريفيو جورنال" The Las Vegas Review-Journal، وهي أكبر الصحف في ولاية نيفادا، دعمت ترمب لولاية رئاسية ثانية في المرحلة التي سبقت الانتخابات التي أجريت في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، وكانت قد أيدت ترشيحه أيضاً في العام 2016، إلا أن الصحيفة وجهت في افتتاحية نشرتها مؤخراً، انتقاداً لرد فعله على نتائج الانتخابات، معتبرة أن التحديات التي قام بها دونالد ترمب في هذا المجال، الهدف منها هو "إطالة أمد ما هو محتوم" فحسب، وتشكل "إهانة للعقل والمنطق".
وأوردت الصحيفة في افتتاحيتها أن "فن الخطابة الذي اعتمده وكلاء ترمب الذين يدعون أن هناك نشاطاً غير قانوني واسع النطاق، كان خالياً من الأدلة المفصلة، التي يمكن أن تدعم الاتهام بأنه كان هناك جهد منسق لـ(سرقة) الانتخابات من خلال الفساد".
موقع "روستوري إنفستيغاتس" Rawstory Investigates الإلكتروني أشار إلى أن افتتاحية صحيفة "لاس فيغاس ريفيو جورنال" ذكرت أن "النظام الانتخابي الذي يشتمل على مشاركة 150 مليون أميركي في عمليات الاقتراع سيكون له نصيبه من المشاكل، لكن اعتبار مخالفات انتخابية معزولة دليلاً على مؤامرة وطنية كبرى، يشكل إهانة للعقل والمنطق".
وكانت شبكات إخبارية ووكالات أنباء في الولايات المتحدة، قد أعلنت السبت الماضي، فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية لعام 2020، بعد أن حصل على أكثر من 270 صوتاً انتخابياً مطلوبة للفوز. إلا أن الرئيس ترمب لم يقر بعد بانتصار الرئيس المنتخب.
وكان دونالد ترمب قد أمضى معظم وقته إثر الإعلان عن فوز بايدن في إطلاق مزاعم لا أساس لها من الصحة تتحدث عن تزوير ناخبين في الولايات المتأرجحة التي قال إنها كلفته فوزه في العملية الانتخابية، وقد لجأ إلى الإجراءات القانونية رافعاً دعوى قضائية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الصحيفة البارزة في ولاية نيفادا رفضت صراحة هذه الإجراءات، معتبرةً أن ترمب "خسر انتخابات هذا العام لأنه في نهاية المطاف لم يتمكن من جذب العدد الكافي من الأصوات، وفشل تالياً في الفوز بعدد من الولايات المتأرجحة التي كانت قد شقت طريقه إلى البيت الأبيض في عام 2016".
وانتقدت افتتاحية الصحيفة في المقابل، رفض الرئيس الأميركي التعاون في تسهيل عملية انتقال السلطة بشكل مرحلي إلى الرئيس المنتخب "ترمب لم يتوقع من إدارة الرئيس باراك أوباما أقل مما قامت به في عام 2016. فبايدن يستحق الحصول على الاعتبار نفسه اليوم، بغض النظر عن المدة التي يسعى الرئيس ترمب من خلالها إلى تأخير ما لا مفر منه".
ولاية نيفادا التي كانت مسرحاً لمعركة انتخابية حاسمة، وإحدى آخر الولايات في البلاد التي كانت تعالج نتائج التصويت فيها، تم الإعلان الأسبوع الماضي أنها صبت في خانة بايدن، وذلك مباشرةً بعد إعلان وسائل الإعلام عن فوز بايدن في الانتخابات العامة.
تبقى الإشارة أخيراً إلى أن حملة الرئيس الأميركي أعلنت عن أنها ستتقدم بدعوى قضائية ضد ولاية نيفادا قبل الإعلان عن النتائج النهائية، بحجة تزوير ناخبين، لكنها لم تقدم أي دليل يدعم هذا الادعاء.
© The Independent