تبدو الاستعدادات للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية في بغداد ظاهرة في غالبية المناطق، لكن المختلف هذا العام أن الإقبال على الشراء أقل بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها البلاد، وتراجع الحركة التجارية عقب خفض قيمة الدينار العراقي، وهذا الأمر ملاحظ في أسواق الجملة، مثل الشورجة وسط بغداد، أو باقي الأسواق الشعبية، إذ كانت شبه فارغة سوى من بعض المتبضعين.
وربما يعود هذا التراجع في الإقبال أيضاً إلى سبب آخر يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة العراقية قبل أيام عدة بإلغاء الاحتفالات داخل المطاعم والمولات والنوادي والاجتماعية وأغلقتها بشكل جزئي لمدة أسبوعين تبدأ من تاريخ ديسمبر 24 (كانون الأول) الحالي مع توقعات بفرض حظر التجوال الجزئي في عدد من المدن العراقية.
وأدت هذه القرارات إلى اعتذار متأخر صدر يوم السبت (26-12-2020) من قبل عدد من النوادي الاجتماعية والمطاعم لجمهورها عن إلغاء حفلاتها الغنائية بمناسبة العام الجديد ودعت زبائنها إلى تسلم أموالهم التي دفعت لحضورها قبيل أيام من موعدها المحدد.
هذه الخطوة ربما ستطبق في العاصمة بغداد ومدن العراق جميع باستثناء إقليم كردستان الذي سينفرد بتنظيم حفلات رأس السنة الميلادية لعدد من المطربين العراقيين والعرب.
الأسعار ارتفعت
يبدو أن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه العراق وانخفاض قيمة الدينار العراقي أثرا بشكل كبير على زيادة أسعار السلع الخاصة برأس السنة ليقلل من مجموع المشتريات من قبل الناس، ما انعكس على قلة عدد المتبضعين بحسب ما يراه بعض المتاجر والباعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول محمد مناتي، صاحب أحد المتاجر في منطقة الشورجة التجارية، إن "مبيعاتنا انخفضت بنسبة 60 في المئة فلا يوجد اهتمام بشراء هدايا رأس السنة إلا من عدد قليل من الناس، فملابس بابا نويل وأشجار أعياد الميلاد وهدايا رأس السنة لم نجد عليها إقبال من قبل المتبضعين"، مشيراً إلى أن أسعار هذه المواد ازدادت، فإنها ليس بالشكل الكبير، وهناك عزوف عام على الشراء.
من جانبه، يرجح عمر سالم في سوق بغداد الجديدة، ويملك عربة لبيع الملابس، والتي خصص جزءاً منها لزينة الميلاد، أن يتصاعد الإقبال على ما لديه قبل سهرة رأس السنة.
الاحتفال في المنزل
في المقابل، يرى الكاتب والصحافي رحيم الشمري، أن الجائحة أثرت بشكل مباشر على احتفالات قدوم عام 2021، مبيناً أن "الاحتفالات ستتركز بالمنازل وعبر التهاني في مواقع التواصل الاجتماعي".
ويضيف الشمري أن هذه السنة ستمر كسنة استثنائية لم يشهد لها العالم مثيلاً سوى بالحرب العالمية الثانية من غلق المعابر والحدود والموت الجماعي والوفيات التي بلغت أكثر من مليون شخص.
ويبين أن القرارات الحكومة ستحد من الاحتفالات بشكل كبير، ويتوقع أن تقوم الجهات الصحية بالإيعاز بتطبيق حظر للتجوال يحافظ على صحة المواطنين والمجتمع العراقي.
تهديدات المتطرفين
في سياق متصل، يقول الصحافي والمدون باسم الشرع أن الاحتفالات برأس السنة الميلادية ستكون أقل من سابقتها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، خاصة خفض قيمة الدينار العراقي التي أربكت الحركة التجارية بشكل كبير.
ويضيف الشرع أن التهديد من بعض الحركات الشيعية المتطرفة باستهداف المحتفلين لن تؤثر على الاحتفالات على الرغم من توقع انخفاض المشاركة فيها.