نشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سلسلة من التغريدات المتفائلة على موقع "تويتر" يوم الجمعة تناول فيها مدى انتشار "التبجّح" (Swagger ويُراد به الافتخار هنا) في الولايات المتحدة منذ تولّيه رئاسة الدبلوماسية الأميركية مما عزز التكهنات بشأن تطلّعه إلى خوض الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وبدأ بومبيو تغريداته كاتباً "نحن أكثر أماناً اليوم مما كنّا عليه من أربع سنوات. خلال الأيام القليلة المقبلة، سأنشر تفاصيل المهمة والانتصارات الكبرى والقصص الشخصية والكثير سواها بصفتي الشخصية، أنا فحسب، مايك".
وتابع في سلسلة تغريدات جدّية حول وجود الكثير من "التبجّح" swagger في وزارة الخارجية - مستخدماً تعريفاً مختلقاً عن العبارة وهو أن التبجّح هنا يعني الافتخار أي تمثيل أميركا باعتزاز وتواضع ومهنية - عائداً من خلال ذلك إلى محاولته عام 2018 إعادة تسمية الوزارة باسم "وزارة التبجّح" Department of Swagger.
وارتبطت كل الصور المرفقة للتغريدات بمايك فحسب، إلى حدّ ما.
وفي هذا السياق، اعتبر المراقبون السياسيون أن بومبيو ينتهك المعايير من خلال استخدامه الحساب الحكومي الرسمي لنشر تغريدات تحمل طابع الحملة الانتخابية.
واتهمت ليندي لو التي عملت ضمن حملة الرئيس المنتخب جو بايدن، بومبيو "باستخدام منصبه كوزير خارجية وحسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق حملته الانتخابية الرئاسية لعام 2024 بشكل مبكر".
ولم تجب وزارة الخارجية على طلب للتعليق على هذه المسألة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يُشار إلى أن بومبيو هو أحد أبرز وأقدم الوجوه في إدارة ترمب، وحتى قبل نشره تلك التغريدات، رافقته تكهنات بأنه يودّ الترشح للمنصب الرئاسي في الانتخابات المقبلة إثر خطابه المميز في ولاية جورجيا في ديسمبر (كانون الأول)، فضلاً عن مناسبات سياسية أخرى كإطلالته في ولاية ويسكونسين المتأرجحة قبل أسابيع من انتخابات 2020.
وخلال تأديته قسم اليمين، تعهّد بومبيو بأن وزارة الخارجية "ستستعيد تبجّحها وغرورها" والتبجّح هنا طبعاً يدلّ على مقاربته الخاصة للمنصب. وفي بعض الأحيان، كانت الوزارة تشير إلى ما سُمّي بـ"عقيدة بومبيو" تجاه السياسة في الشرق الأوسط حتى إن كان الرئيس هو الذي يطلق عادة التسميات على تلك الاستراتيجيات بشكل رسمي.
كما أن بومبيو أثار حفيظة المدققين عندما أقام "حفلات عشاء ماديسون" مع كبار الجمهوريين والحلفاء الرئاسيين مما دفع المجموعات التي تُعنى بأخلاقيات المهنة إلى الطلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI فتح تحقيق معه بعد الإطاحة بمراقب داخلي في وزارة الخارجية كان يجري تحقيقات مع المسؤول ومع الوزارة ككلّ في مواضيع تبدأ ببيع الأسلحة إلى السعودية ولا تنتهي بعائلة بومبيو التي يُزعم بأنها تستخدم الموظفين الحكوميين لأغراض ومهمات شخصية.
بيد أن وزارة التبجّح لم تتحوّل إلى بذل مساعٍ حميدة في أنحاء الكرة الأرضية كافة مع انهيار سمعة الولايات المتحدة عالمياً خلال سنوات حكم ترمب بعد الذروة التي بلغتها في ظلّ حكم أوباما، بحسب ما كشف عنه مركز بيو للأبحاث Pew Research، بما في ذلك مع حلفاء أساسيين لأميركا على غرار المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا.
© The Independent