بعد ثلاث سنوات منذ بدأت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في الشرق الأوسط مقاطعة قطر، حُلَّ النزاع – وهذا يعني العودة إلى وضع طبيعي نسبي لشركات الطيران في المنطقة.
لكن ماذا يعني ذلك للزائرين وأولئك الذين يسافرون في مختلف أنحاء المنطقة؟
إليكم أبرز الأسئلة والإجابات.
ماذا كانت مقاطعة قطر؟
في يوليو (تموز) 2017، قطعت المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة علاقاتها العسكرية والدبلوماسية مع قطر، متهمة البلاد بدعم جماعات متطرفة.
ورفضت قطر هذه الاتهامات وسعت إلى خيارات قانونية لرفع المقاطعة. ومن المرجح أن يكون الاتفاق قد شهد إسقاط هذه الدعاوى القضائية في مقابل تطبيع العلاقات من جانب البلدان الأربعة المعنية مع قطر – التي تفيد بأن الأزمنة كلفتها خمسة مليارات دولار (حوالى 3. 7 مليار جنيه استرليني).
كيف أثرت المقاطعة في السفر الجوي؟
منعت البلدان المعنية "الخطوط الجوية القطرية" من التحليق في مجالها الجوي، الأمر الذي عنى – بسبب جغرافية المنطقة – تعقد العديد من مسارات الطيران للغاية. وتفيد تقارير بأن شركة النقل الجوي (القطرية) دفعت سنوياً 100 مليون دولار أميركي إلى إيران (حوالى 74 مليون جنيه استرليني) لاستخدام مجالها الجوي.
مثلاً، كان لزاماً على الرحلة من الدوحة إلى جوهانسبرغ، الواقعة إلى الجنوب الغربي من قطر، أن تبدأ بالتحليق إلى شمال شرقي البلاد باتجاه إيران لتجنب المملكة العربية السعودية، ثم الدوران إلى الشرق للطيران فوق حافة شبه الجزيرة العربية – للالتفاف حول المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة – قبل أن تتجه في النهاية إلى الوجهة الصحيحة.
كذلك تأثرت العديد من الطرق الأخرى، بما في ذلك الطرق إلى المملكة المتحدة، بسبب الضغوط على الخطوط الجوية – أي المسارات المخصصة للطائرات – في المنطقة. وكان الأمر حاداً في شكل خاص بعد حادثة إسقاط إيران العرضي لطائرة ركاب أوكرانية قبل سنة، فبعد ذلك حولت العديد من شركات الطيران مساراتها لتجنب إيران.
وحلقت الآلاف من الرحلات الجوية الأخرى لملايين من الأميال الإضافية للالتفاف على الحظر المفروض على المجال الجوي في المنطقة.
فضلاً عن ذلك، وبطبيعة الحال، لم تكن هناك أي صلات بين أي من البلدان المعنية وقطر.
وكانت آخر رحلة بين المركزين المهمين في الشرق الأوسط، الدوحة ودبي، أقلعت قبل 208 أسابيع. ومنذ ذلك الحين، غابت الرحلات الجوية.
وشوهدت بعض طائرات "الخطوط الجوية القطرية" في مطار هيثرو بلندن.فشركة النقل الجوي القطرية مستثمر كبير في الشركة الأم لـ"الخطوط الجوية البريطانية"، وهي "مجموعة الخطوط الجوية الدولية" IAG، وأعارت (قطر) طائرات وطواقم لتشغيل رحلات أوروبية أثناء إضراب للطيارين (في بريطانيا).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
متى ستُستأنَف الرحلات الجوية وعلى أي نطاق؟
الأمر ليس واضحاً. فموقع "طيران الإمارات" على الإنترنت لا يعترف حالياً بوجهة ـ"الدوحة"، ناهيك عن بيع رحلات جوية من مركزها في دبي. وينطبق الأمر نفسه على "الخطوط الجوية القطرية" عند البحث عن وجهات كدبي والبحرين والمدينتين الرئيسيتين في المملكة العربية السعودية، الرياض وجدة. وفي حين أن القاهرة معترف بها، يُقترَح بعض الطرق الالتفافية، بما في ذلك عن طريق بيروت وعمّان.
وعند تحديد موعد (استئناف الرحلات) الجوية، من المرجح أن تكون على نطاق أصغر بكثير من ذي قبل، عندما توفر ما يصل إلى 20 رحلة جوية (يومياً) في الاتجاهين بين الدوحة ودبي، ما جعلها أكثر الطرق ازدحاماً في المنطقة.
ولجائحة فيروس كورونا أثر، فقد تغيرت أنماط السفر.
ما هي تداعيات الأمر بالنسبة إلى المسافرين؟
بالنسبة إلى المسافرين على متن رحلات "الخطوط الجوية القطرية" التي واجهت التفافات من عدة مئات من الأميال، ستكون الرحلات أكثر راحة. وسيحصل أيضاً توفير في التكاليف بالدولار بالنسبة إلى شركة الطيران وانبعاثات الكربون بالنسبة إلى كوكب الأرض.
وقد يؤدي بعض الادخارات في التكلفة إلى انخفاض في الأسعار، لكن كما هي الحال مع كثير من بلدان العالم، يتمثل الاتجاه العام في انخفاض الطلب على الرحلات الجوية وارتفاع الأسعار.
وعندما تعود الأمور الطبيعية إلى الخليج وبقية العالم، فمن المرجح أن يكون عدد الرحلات الجوية أقل كثيراً بسبب الهبوط العام في الطلب على السفر الجوي.
وقد تقرر "الخطوط الجوية القطرية" أيضاً خفض بعض خدماتها الهامشية – التي تشمل برمنغهام وكارديف إلى الدوحة – وإعادة نشر الطائرات على الرحلات الإقليمية لخدمة الروابط المستعادة حديثاً.
وعلى نحو أكثر إيجابية، لا بد من أن تؤدي استعادة الروابط بين بلدان الخليج إلى خفض في كلفة الرحلات للمسافرين الذين لا يمانعون تبديل الطائرات في طريقهم: ومن المرجح أن تبدأ "طيران الإمارات" في خفض كلفة الرحلات المباشرة بين المملكة المتحدة والدوحة من خلال تبديل للطائرات في دبي، وعلى العكس من ذلك، ستفعل "الخطوط الجوية القطرية" الشيء نفسه مع الخدمات الجوية المباشرة بين المملكة المتحدة ودبي، مع عرض تبديل للطائرات في الدوحة.
ماذا عن كأس العالم؟
إن قطر هي الدولة المضيفة المثيرة للجدال لدورة كرة القدم العالمية لعام 2022، والتي تستضيفها البلاد في الفترة من 21 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 18 ديسمبر (كانون الأول).
والآن حُلَّت مشكلة كبرى تواجه المنظمين. ففي ظل محدودية المساحة الفندقية في قطر نفسها، خطط العديد من الهواة للإقامة في مواقع خليجية أخرى –أهمها دبي – والذهاب في رحلات جوية لحضور المباريات. وسيكون هذا ممكناً الآن من جديد.
هل هناك أي تغييرات مهمة أخرى في مجال الطيران في منطقة الخليج؟
كان التطور الأكثر لفتاً للنظر لسنوات عدة تطبيع العلاقات أخيراً بين إسرائيل ودول في الخليج. وتعمل الرحلات الجوية المجدولة حالياً في شكل روتيني فوق المجال الجوي السعودي الذي يربط تل أبيب بدبي على متن طائرات شركتي الطيران الإسرائيليتين "أركيا" و"العال" وكذلك "فلاي دبي" في دولة الإمارات العربية المتحدة.
© The Independent