أعلنت فرق الإطفاء في العاصمة الفرنسية فجر الثلاثاء 16 أبريل (نيسان) أنّ الحريق الضخم الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام في باريس مساء الإثنين ودمّر أجزاء كبيرة منها أصبح "تحت السيطرة" وجرى "إخماده جزئياً"، وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء الليفتنانت كولونيل غابريل بلوس "جرت السيطرة بالكامل على الحريق، لقد أخمد جزئياً، وهناك بؤر لا تزال مشتعلة نعمل على إخمادها".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أنّ "الأسوأ جرى تجنّبه" في الحريق الضخم الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام بوسط باريس وأدّى إلى انهيار برجها وسقفها، واعداً بإعادة بناء المعلم التاريخي الذي سبّب احتراقه صدمة وحزناً في العالم أجمع. ولدى تفقّده كاتدرائية نوتردام (السيدة العذراء) في وسط العاصمة قال ماكرون وقد بدا عليه التأثّر أمام ألسنة النيران التي كانت لا تزال تلتهم الكنيسة إنّ "الأسوأ تمّ تجنّبه حتى وإن كنّا لم ننتصر في المعركة بعد"، مؤكّداً أنّ "الساعات المقبلة ستكون صعبة"، وأضاف "سنعيد بناء نوتردام".
ويبدو أن كاتدرائية نوتردام في باريس لا تصارع النيران فقط بل تصارع البقاء، ففي تصريح غلب عليه التشاؤم، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الداخلية لوران نونييز أن إنقاذ كاتدرائية نوتردام "ليس أمراً مؤكدا"، رغم استنفار نحو 400 عنصر اطفاء واستخدام 18 سيارة اطفاء.
بدوره، قال الجنرال جان كلود غاليه قائد فريق الاطفاء في العاصمة الفرنسية "لسنا واثقين بقدرتنا على وقف تمدد النيران في الجزء الشمالي. إذا انهار هذا الجزء يمكنكم ان تتصوروا حجم الاضرار".
ففي حادثة ستدخل سجل تاريخ التراث الفرنسي، اندلع بعد ظهر اليوم الإثنين، حريقٌ كبيرٌ في كاتدرائية نوتردام، التي تعود إلى العصور الوسطى، بوسط العاصمة الفرنسية باريس، ما دفع رجال الإطفاء إلى إخلاء المنطقة المحيطة بأحد أشهر معالم المدينة. قوة الحريق تسببت في انهيار برج الكاتدرائية بعدما التهمته النيران، وسط دخان كثيف كان يتصاعد من كل أرجاء الكنيسة الأشهر في فرنسا.
وفور تبلغه بالحادثة، توجَّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع الكاتدرائية، بعدما قرر إرجاء الخطاب، الذي كان سيلقيه مساء الإثنين بسبب "الحريق الرهيب، الذي دمّر نوتردام دو باري"، حسب الرئاسة الفرنسية.
ولم تحدد الرئاسة موعداً جديداً للخطاب، بينما ركَّزت وسائل الإعلام على النقل المباشر للحريق، كذلك شبكات التواصل الاجتماعي، التي نشرت صوراً للكاتدرائية، والنيران تلتهمها.
الحريق الرهيب
بدورها تحدثت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو عن "حريق رهيب" اندلع في سقف كاتدرائية نوتردام، أحد أشهر الصروح الدينية والسياحية في العاصمة الفرنسية. وغردت رئيسة البلدية على تويتر "حريق رهيب في كاتدرائية نوتردام في باريس. فرق الإطفاء تحاول السيطرة على النيران".
وفي وقت سابق، أفادت فرق الإطفاء أن الحريق "مرتبط على الأرجح" بأعمال ترميم الصرح الشهير، وقال متحدث باسم الكاتدرائية إنه (الحريق) اندلع قرابة الخامسة عصراً بتوقيت غرينتش.
الكاتدرائية هندستها من الطراز القوطي، ويزورها سنوياً نحو 13 مليون سائح.
ترمب وميركل يعلقان
وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التعليق على الحادثة، واصفاً الحريق بأنه "فظيع"، واقترح استخدام طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق.
وكتب على موقع تويتر "أمر فظيع للغاية، مشاهدة النيران الهائلة في كاتدرائية نوتردام في باريس. ربما يمكن استخدام طائرات مكافحة الحرائق لإخمادها. يجب التصرف بسرعة".
ولم تتأخر الحليفة الأوروبية ألمانيا في التعليق على الحادثة، فأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن كاتدرائية نوتردام في باريس، التي تتعرض لحريق كبير تشكل "رمزاً لفرنسا" و"لثقافتنا الأوروبية".
وكتب شتيفن سيبرت، المتحدث باسم ميركل، على تويتر "هذه المشاهد الرهيبة للنار تلتهم نوتردام تؤلمنا. نوتردام هي رمز لفرنسا ولثقافتنا الأوروبية. نحن متضامنون مع أصدقائنا الفرنسيين".