في زيارة هي الأولى منذ تشكيل حكومة الكفاءات اليمنية، وبعد حادثة استهداف المطار، وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى العاصمة المؤقتة عدن. وبحث المحافظ أحمد حامد لملس مع المبعوث الأممي مستجدات الأزمة وجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام في البلاد، خصوصاً بعد الهجوم الغادر.
دعم سياسي ومعنوي
اعتبر لملس الزيارة دعماً سياسياً ومعنوياً من الأمم المتحدة للحكومة الجديدة والسلطة المحلية بالمدينة، آملاً توجيه المنظمات الدولية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، لزيادة دعمها ومشاريعها، ورفع مستوى نوعيتها لتدفع جهود عملية البناء والتنمية إلى الأمام.
في المقابل، أعرب غريفيث عن سعادته بتنفيذ اتفاق الرياض، وعودة الحكومة إلى عدن، لممارسة مهامها ومسؤولياتها، متمنياً أن يساعد وجودها بالمدينة في تخفيف المعاناة الناتجة عن الحرب الدائرة التي أثقلت كاهل المواطنين.
هجوم المطار
وفيما يتعلق بهجوم مطار عدن، اطلع المبعوث الأممي برفقة المحافظ على آثار الدمار الذي تعرض له المطار جراء القصف الصاروخي الأخير، كما رأى معرض الصور الفوتوغرافية الخاص بالعمل الإرهابي، الذي تضمن عشرات الصور التي تكشف عن مدى بشاعة الجريمة والخسائر الناتجة عنها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وطالب لملس بضرورة التدخل الأممي في التحقيقات، وهو ما رد عليه غريفيث بدعم الأمم المتحدة عملية التحقيق، مشيراً إلى قرب وصول فريق من لجنة الخبراء إلى عدن، لتقديم الدعم الفني الكامل.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للمنظمة الأممية، مارتن غريفيث قد التقى في وقت سابق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في العاصمة السعودية الرياض.
ولم يكشف الإعلام الرسمي اليمني عن تفاصيل اللقاء، مكتفياً بتأكيد غريفيت أن الأمم المتحدة "ملتزمة بمساعدة اليمن"، للتوصل إلى حل مستدام وشامل للنزاع القائم عبر المفاوضات.
الإعلان المشترك
يسعى غريفيث إلى إقناع طرفي الحرب في اليمن، وهما الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين، بقبول مسودة الإعلان المشترك التي أعدها في مارس (آذار) من العام الماضي، إذ أكد المبعوث الأممي في تصريحات سابقة أهمية التوصل إلى اتفاق حول مشروع الإعلان المشترك، تمهيداً للتوصل إلى حل سلام شامل للأزمة.
وكان وزير خارجية الحكومة اليمنية السابق محمد الحضرمي، قد صرح في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بأن حكومته تتعامل بإيجابية مع الإعلان المشترك المقدم من الأمم المتحدة، كمقترح لحل سياسي. وأبدى الحضرمي دعم حكومته لجهود المبعوث الأممي وتعاملها الإيجابي مع جميع مبادراته، بما فيها مشروع الإعلان المشترك.
وبينما لم يصدر موقف واضح عن الحوثيين من الإعلان المشترك، فإنهم أكدوا أهمية تهيئة مناخ الحوار من أجل الحل السياسي.
رسائل زيارة المبعوث الأممي
من جانبه، يرى رئيس مؤسسة دار المعارف للبحوث سعيد بكران، أن زيارة المبعوث الأممي للرياض وعدن، تكتسب أهمية مختلفة من اتجاهين، موضحاً "زيارته الرياض تبعث برسالة تأييد ودعم للجهود السعودية المهمة والمحورية التي تصب في توجه إصلاح مسار الشرعية وجمع القوى المناهضة الحوثيين".
وأضاف بكران، في حديثه إلى "اندبندنت عربية" قائلاً "أما في مسار عدن فإن الزيارة أتت عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف حكومة اتفاق الرياض، وهو الهجوم الذي عده المبعوث الأممي من جرائم الحرب"، مشيراً إلى أن محافظ عدن استغل الزيارة جيداً باطلاع المبعوث الأممي على معرض الصور وزيارة المطار، وهو ما يكشف عن الصورة الحقيقية للحوثيين المدعومين من إيران أمام المجتمع الدولي، ليتحمل مسؤوليته، ويتحرك لكف طهران وأداتها من ارتكاب مزيد من الفظاعات.
وعن جهود الأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات، يقول إن "الجديد هو تمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي في مفاوضات الحل النهائي المرتقبة"، مؤكداً أن اتفاق الرياض "حسم الأمر" من خلال "مبدأ المناصفة".
وأوضح "حدد الاتفاق واقعاً سياسياً جديداً يقوم على التوافق والتشارك في مواجهة الحوثيين، سواء عسكرياً أو سياسياً، ولم يعد بالإمكان بعد الاتفاق تجاوز مبدأ إشراك كل الأطراف الفاعلة على الأرض عسكرياً في مواجهة الحوثيين، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي".
ويعتقد بكران أن استئناف العملية السلمية مع الحوثيين "هدف ما زال بعيد المنال"، مرجعاً الأمر إلى تعنتهم وعدم إظهارهم أي نيات تدعم فكرة قرب استئناف التفاوض، مستشهداً بعملية مطار عدن التي تعد "دليلاً واضحاً" على عدم وجود نية لدى الجماعة وطهران الداعمة لها للدفع نحو السلام الشامل.